|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 04/11/ 2012                                فلاح علي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ملاحظات على تعقيب تناول التواجد الروسي في البحر المتوسط
(3)

فلاح علي

2- يشير السيد سنان احمد حقي في تعقيبة ( نحن نعلم ان روسيا تحاول الآن جاهدة ان تنضم الى الناتو وقد تم التعرض لهذا الامر منذ لقاءات القمة المهمة التي تم عقدها في كل من ريكافيك وفلاديفوستيك ومالطا والمقصود يالطا وليس مالطا ) . هنا لابد من توجيه سؤال للسيد سنان احمد حقي في تلك المؤتمرات التي عقدت في ريكافيك وفلاديفوستيك ويالطا كان حلف وارسو قائماَ والاتحاد السوفياتي كان عضواَ في الحلف هل اراد الاتحاد السوفياتي حسب طرحك التخلي عن حلف وارسو والانضمام لحلف الناتوآنذاك ؟ نرجوا توضيح ذلك مع معطيات . اما في الوقت الحاضرمن وجهة نظري حتى لو افترضنا ان روسيا تطلب الانضمام لحلف الناتو سوف لن يقبل طلبها . روسيا عضو مراقب في الناتو وتم قبولها في فترة الرئيس يلتسن كيف تم ذلك : بعد توسع الناتو شرقاَ حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية منذ أواسط التسعينات في القرن الماضي بشكل مخطط له في قبول دول أوربا الشرقية سابقاَ في حلف الناتو(( ففي الأجتماع الوزاري لدول منظمة حلف شمال الأطلسي الذي عقد في تموز/ يوليو1997 في مدريد إتخذ قرار التوسع شرقاَ واتخذ قرار بتسمية عدد من الدول الأوربية الشرقية التي ستحدد لها الدعوة للأنضمام للحلف في عام 1999 وكان على رأس هذه الدول تأتي بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك ثم تليها سلوفينيا ورومانيا وبلغاريا وألبانيا)) (1) وأمتد توسع الناتو لجمهوريات كانت محسوبة سابقاَ على الاتحاد السوفياتي والمتاخمة لحدوده.فقد تحقق توسع الناتو شرقاَ وهي عملية مخطط لها لفرض الهيمنة والتوسع وهذاهوجزء من الأستراتيجية الجيوسياسية الأمريكية .الحكومة الروسية في فترة الرئيس يلتسن لم تتمكن من العمل لوقف توسع الناتو وقد تنازلت روسيا طوعاَ عن نفوذها حتى في محيطها الاقليمي وقد وافقت على توسع الناتو (( فقد وقع الحلف وثيقة مع موسكو لتنظيم العلاقة عبر وثيقة باريس التي وقعت بينهما في 27آيار1997 والمتضمنة إعتراف الناتو بأهمية روسيا كدولة كبرى والسماح لها بنشر قواتها التقليدية على حدودها مع دول رابطة الدول المستقلة وخاصة في آسيا الوسطى والقوقاز , مقابل موافقتها على توسع الناتو)) (2) وأعطية في تلك الفترة لروسيا عضو مراقب في حلف الناتو . موافقة روسيا على توسع الناتو في تلك الفترة يعود من وجهة نظري لعدم قدرتها على المواجهه وذلك لضعف قدراتها وإمكانياتها وللأزمات الأقتصادية والسياسية التي مرت بها ولأرتهانها وتركيعها من قبل صندوق النقد الدولي. اما الآن فالسياسة الخارجية المعلنة لروسيا تسير باتجاه انهاء نظام القطب الواحد واقامة نظام دولي متعدد الاقطاب , فهي تدعوا علناَ الى حل حلف الناتو وتؤكد ان الاسباب التي دعت لاقامة الاحلاف قد انتهت ولا مبرر لوجود الحلف .

3- ويشير السيد سنان احمد حقي في مقالته ( كما ان روسيا في حالة انضمامها للناتو فهي لن تكون بحاجة لاي حضور على شواطئ المتوسط اذا انها لن تواجه الناتو لا عسكرياَ ولا سياسياَ ) .رغم ان السيد سنان احمد حقي يدرك تماماَان اي دولة تنضم لحلف فهناك بنود واتفاقيات في آلية عمل الحلف تمكن من تلك الدولة في المشاركة الفعلية لقواتها ومعداتها الحربية في الحلف وسيكون لتلك الدولة حضور فعلي لقواتها في كافة عمليات الحلف و في المناطق التي يتواجد فيها الحلف ومنها البحر المتوسط ,فان انضمت روسيا للحلف فسيكون لها حضور في البحر المتوسط اسوتاَ بدول الحلف الاخرى, واذا افترضنا انها ستدخل الحلف حسب طرح السيد سنان احمد حقي , فان انضمامها للحلف لن يكون بدون حضورعسكري فعلي بحري وجوي وبري ضمن قوات الحلف وهذه من حقوق عضو الحلف , ومثبته في مواثيق الحلف وآلية عمله وليس افتراض يطرحه السيد سنان احمد حقي .

4- يشير السيد سنان احمد حقي في تعقيبة (بسبب انهيار الكتلة الشرقية والاتحاد السوفياتي قد وضع نهاية للصراعات الدولية , واجتثها من جذورها ولا توجد اية امكانية حاضراَ ولا مستقبلاَ (على مستوى المستقبل المنظور) لاي شكل من اشكال المواجهة) . ان الاجابة على هذا الافتراض لا يحتاج الى حجج وتنظير وانما ما تؤكدة الاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط ومناطق عديدة من العالم , بان هناك صراع اقليمي ودولي يتخذ اشكالاَ عدة سياسية ودبلوماسية وعسكرية واقتصادية وتجارية واعلامية ... الخ وان الصراع بين الدول لن ينتهي بانتهاء الاتحاد السوفياتي لانه هناك مصالح للدول لا تنتهي , والصراع شيئ والمواجهة شيئ آخر , الصراع فيما بين الدول مستمر ومتواصل ولن ينتهي طالما هنالك مصالح ويتخذ اشكال عدة ويصل لحالة المنافسة بين الدول بعيداَ عن المواجهة , لان المنافسة شيئ والمواجهة شيئ آخر .

5- ان الدور الاقليمي والدولي لهذه الدولة ام تلك لم ياتي بالتمني وانما هناك مقومات وعناصر اساسية يفترض ان تمتلكها الدولة , وهي مساحتها وسكانها وثرواتها وامكانياتها الاقتصادية وتطورها التكنولوجي والعلمي وسياستها الخارجية وتطور دبلوماسيتها وقدراتها العسكرية . والسيد سنان احمد حقي في مقالته يأسف لان روسيا لن يكون لها دور دولي واقليمي , وهو يرجح ظهور الاتحاد الاوربي والصين ,وهذا صحيح هما قطبان صاعدان ,وليس دفاعاَ عن روسيا او الصين او اي دولة اخرى ولكن هناك حقائق ومعطيات لا يمكن لاي محلل سياسي ان يغض الطرف عنها أنها تفرض نفسها ,وسأشير هنا لبعض من الدور الروسي المؤثر في السياسة الدولية وفي محيطة الاقليمي ومن خلال معطيات ومتغيرات في سياسة روسيا الخارجية وتطور قدراتها الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والسياسية والدبلوماسية .

المتغيرات في مجال السياسة الخارجية الروسية:

بدأت المتغيرات في السياسة الداخلية والخارجية بعد فوز الرئيس الأسبق بوتين في إنتخابات عام 2000 فبعد إستقرار الوضع السياسي الداخلي وبدأ مؤشرات التحسن في المجال الأقتصادي وإرتفاع معدلات النمو , فقد تبنت روسيا توجهاَ جديداَ في سياستها الخارجية يستند على رفضها لهيمنة القطب الواحد , وتبني نهج الأنفتاح في السياسة الخارجية مع بلدان أوربا الغربية وبلدان العالم الأخرى وتعزيز العلاقات الأقتصادية والسياسية معها على طريق بناء عالم متعدد الأقطاب .وقد تبنت روسيا نهجاَ لمعارضة السياسة الأمريكية وإتخذت إجراءات لأثبات دورها الجديد , الذي عرف عنها بعد عام 1991 من الضعف والتراجع فأعلنت عدم موافقتها على الكثير من الأتفاقيات والمعاهدات التي وقعت في فترة ضعفها خلال حكم الرئيس الأسبق يلتسن,فقامت روسيا بتجميد معاهدة الحد من الأسلحة والقوات في أوربا , وأعلنت رفضها لتوسع الناتو شرقاَ ومعارضتها لنصب الدرع الصاروخية , فضلاَ عن تخصيصها للكثير من المليارات لتمويل المؤسسة الصناعية العسكرية بما يحقق للقوات المسلحة القدرة على إستعادة الكثير من مواقعها السابقة , (( وإتخذت قرارات منها إستئناف الطلعات الجوية للقاذفات وللمقاتلات الأستراتيجية خارج الحدود الروسية , بعد فترة توقف استمرت حوالي خمسة عشرعاماَ, وبدأت الغواصات النووية الروسية لاحقاَ تجوب البحار الدولية . وتهدف روسيا من تدعيم قوتها العسكرية لتحقيق عدة أغراض مهمة منهالمواجهة العقيدة الهجومية التي يتبناها حلف الناتوولكسر الهيمنة الأمريكية على مراكز الثقل العسكري والسياسي في العالم ولغرض أن تلمح موسكو أنها قوة عظمى و لها دور فاعل الى جانب الولايات المتحدة في قيادة النظام الدولي , الذي تريده روسيا متعدد الأقطاب ,كما تسعى روسيا للحفاظ على ثقلها ودورها في حدودها الأقليمية كمناطق نفوذ لها ولمواجهة توسع الناتو الذي يهدف إلى محاصرتها والحد من تحركها)) (3). وقد حرصت روسيا على تعزيز وجودها ومكانتها العالمية , لمواجهة التغلغل الأمريكي المتزايد في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز , فقد توجهت الدبلوماسية الروسية إلى إقامة تحالفات دولية وإقليمية جديدة من خلال التوجة للدول المرشحة لكي تكون قوى عظمى على الساحة الدولية , مثل الصين والهند ومع البرازيل وتعزيز تواجدها في أمريكا اللاتينية وكذلك في المنطقة العربية وتطوير علاقتها مع دول الأتحاد الأوربي وعززت علاقاتها الأقتصادية والسياسية مع هذه الأطراف ودعوتها لأقامة عالم متعدد الأقطاب. فقد تمكنت من صياغة سياسة خارجية متقدمة مع الهند عبر توقيع إتفاقية استراتيجية في مجال التكنولوجيا المتطورة لا سيما النووية منها الأمر الذي أدى إلى تقارب واضح واستراتيجي بين البلدين , ودعم حق الهند في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن .وقد حسنت روسيا علاقاتها وتعاونها مع الصين وقد تجلى ذلك في إتفاقيات لتخفيض الأسلحة والجيوش على جانبي الحدود والتبادل التجاري وغيره إنطلاقاَ من إيجاد تعدد في الأقطاب الدولية.وهذا النجاح الذي حققته روسيا في دبلوماسيتها وإنفتاحهاعلى دول العالم يؤشر أن لروسيا دوراَ مستقبلياَ صاعداَ كقطب رئيس ولاعباَ أساسياَ ( أورو-آسيوي ) وذلك بعد تطورها الأقتصادي وإستقرارها السياسي وتنامي قدراتها العسكرية وتطورها العلمي والتكنولوجي . وبهذه الأمكانيات التي تمكنها في مواجهة الهيمنة الأمريكية .فتستطيع روسيا الآن بعلاقاتها المتطورة مع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أن تعزز من وزنها في مواجهة عمليات العولمة المتوحشة أيضاً , وفي مواجهة فرض المعايير الأمريكية على العالم وقيادته , وإنها قادرة بأن تلعب دور في حل كثير من الأزمات في العالم ومنها على سبيل المثال الوضع في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني الأسرائيلي والمشروع النووي الأيراني والكوري الشمالي وغيرها من المشاكل في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم .ولعبت روسيا دوراَ في إقامة العديد من التحالفات الأقليمية والدولية , فبالأضافة لمعاهدة شنغهاي , ومجلس الأمن الجماعي التابع لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وكأنها تريد من هذا التعاون أن يرتقي إلى مستوى تحالفات استراتيجية سياسية وعسكرية وظهرت في الفترة الأخيرة خطوات عملية لتشكيل قطب واعد في الساحة الدولية من اربعة بلدان وانضمت جنوب افريقيا لاحقاً لهذا التحالف فاصبح مكون من خمسة بلدان . تشكل قوة إقتصادية ناهضة في العالم ستكون لها كلمتها في السياسة الدولية خلال العقود القادمة ويعرف تجمع البلدان الكبرى الخمسة ببريكس BRICS الأحرف الأولى للبلدان وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا. وما يميز البلدان الخمسة إنها دول عملاقة من حيث سعة المساحة وعدد السكان والناتج القومي وإرتفاع معدلات النمو السنوية , فهذه الدول ستكون جديرة بتكريس واقع جديد في النظام الدولي العالمي سيؤدي إلى كسر التفرد في صنع القرار الدولي وبوسائل غير عسكرية وسيكون هذا التجمع هو القوة الأقتصادية الأولى في العالم وسيلعب دوراَ مؤثراَ في السياسة الدولية والمشاركة في صنع القرار السياسي والأقتصادي وبناء عالم متعدد الأقطاب . من هذا فأن الدبلوماسية الروسية قد عادت بفاعلية لتلعب دورها المؤثر في الساحة الدولية .روسيا الآن تعد قطباَ مؤثراَ في السياسة الدولية وهذا لايحتاج إلى إعلان لذلك من مجلس الامن ولا خطاب من الرئيس الروسي يقول فيه إن روسيا اصبحت قطباَ ثانياَ لكن بأمكان المراقبين أن يستدلوا على ذلك بسياسات أو خطوات عملية إتخذتها روسيا منها . التلويح لبولندا بالأسلحة النووية إذا ماتم نشر الصواريخ الأمريكية على أراضيها ولم يكن التصريح مجرد زلة لسان , الأعلان في موسكو عن صاروخ عابر للقارات جديد بقدرة نووية متعددة الرؤوس وخارق لأجهزة الرادار التي من المقرر ان ينصبها الناتو في جيكيا وبولندا , وعلى اثر ذلك تم تأجيل نصب الدرع الصاروخي على ضوء التطور العسكري الروسي , وكذلك الأعلان عن خطة للدفاع النووي الفعال خلال السنوات القليلة القادمة , وهذا يدلل على أن روسيا ماضية في تطوير قدراتها العسكرية النووية التقليدية, وقيام قطع من البحرية الروسية بزيارة ميناء فنزويلا واجريت مناورات في عام 2009 في تحدي للولايات المتحدة التي تعتبر أمريكا الجنوبية منطقة نفوذ لها بدون منازع.فبالأضافة للقدرات العسكرية المتنوعة فهناك القدرات الأقتصادية والعلمية والتكنولجية والدبلوماسية التي تؤشر على حقيقة عودة روسيا كقطب دولي يلعب دوراَ مؤثراَ على المستويين الأقليمي والدولي .

6- في ختام تعقيب السيد سنان احمد حقي يؤكد على حقيقة اتفق معه حولها وهي(وأن مما يؤسف له هنا أن السياسة الدوليّة لا تضع أي إعتبار لا للديمقراطيّة ولا لمصالح الشعوب التي تعيش في مسرح الأحداث بل أن ما يهم هو النفوذ والسطوة والسيطرة والثروات مثلما كان الأمر في الغالب ولن تكون هناك آفاق جديدة لنظام عالمي جديد يثحقّق لنا أمنا حقيقيا ما لم تؤخذ إرادة ومصالح مختلف شعوب العالم) . اتفق مع هذا الاستنتاج الذي توصل له السيد سنان احمد حقي , وهذا يعود من وجهة نظري الى طبيعة النظام الدولي تظام القطب الواحد في العلاقات الدولية , والذي فرض على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 , ومورست القوة في العلاقات الدولية وتم احتلال بلدان وغزوها وهدد الاستقلال الوطني للدول ونهبت ثروات الشعوب وزاد الفقر والمرض والمجاعة في العالم وبالذات في البلدان الفقيرة ,من هذا ان العالم اليوم بحاجة لنظام دولي جديد قائم على التعددية القطبية وعلى احترام الميثاق الدولي للأمم المتحدة ومواثيق حقوق الانسان واحترام استقلال وسيادة الدول وتحررها الاقتصادي والسياسي واحترام ارادة الشعوب في بناء نظمها الوطنية القائمة على التعددية الفكرية والسياسية ومنع التدخلات الخارجية في شؤون الدول الداخلية ,واشاعة الديمقراطية وسن قوانين لحماية حقوق الانسان والقوميات والاديان, وختاماَ تؤكد تطورات الاحداث الدولية ان روسيا هي دولة قطبية الآن ولأهمية دورها العالمي ولكونها تحتل موقع دائم عضو في مجلس الامن فهي تعمل مع عدد من الدول لانهاء نظام القطب الواحد ولأقامة تظام دولي جديد قائم على التعددية القطبية .

4-11-2012



[1] -إيرل تيلفورد . رؤية استراتيجية عامة للأوضاع العالمية . مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – ابو طبي- العدد 13- السنه 1997 . ص- 12 .
[2] - نزار إسماعيل الحيالي . دور حلف شمال الاطلسي بعد انتهاء الحرب الباردة- مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية – ابو ظبي – السنه 2003 . ص- 161 .
[3] - خالد خميس السحاتي . التمرد الروسي المقبل . جريدة العرب الأسبوعي . التأريخ 14-4-2007 . ص- 3 .

 

 

ملاحظات على تعقيب تناول مقال التواجد الروسي في البحر المتوسط (2)

ملاحظات على تعقيب تناول مقال التواجد الروسي في البحر المتوسط (1)

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter