| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

فلاح علي

 

 

 

                                                                                     الجمعة 20/4/ 2012


 

ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار
الايراني بعد اختراقهم لحصار جبل كَار
(4)

فلاح علي

تشكيل اول وفد للتفاوض مع ادارة السجن
كانت هناك حاجة للقاء بأدارة المعسكر لمعرفة اسباب ودوافع هذه الاجراءات التي إتخذتها والتي شكلت في حينها مضايقات أثرت سلباَ على أوضاع المتواجدين في المعسكر ,بعد ان درس الرفاق الموضوع , قرروا تشكيل وفد للقاء والتفاوض مع ادارة السجن , لأنتزاع بعض من حقوقنا , لا سيما نحن لم نكن أسرى ولكننا دخلنا ايران بأرادتنا كلاجئين مؤقتين وهذا ما تقره المواثيق الدولية بأن لنا حقوق .

وتم تشكيل الوفد المفاوض من الرفاق التالية اسمائهم :
الرفيق ابو واثق رئيساَ للوفد , والرفيق فراس عضو في الوفد , وكاتب هذه الاسطر عضو في الوفد والرفيق آزاد مترجم للوفد , وقبل الذهاب للقاء مع الادارة عقد لقاء قصير تم فيه التباحث حول اللقاء واضافة مطاليب جديدة وهي:
اضافة للمطلبين اللذان قدمهما وجهاء العوائل من أهل القرى المتواجدين في المعسكر والمطلبين هما .
1- السماح بدخول المواد الغذائية ( الخضروات ) .
2- واعادة منح الاجازات لغرض النزول الى قضاء الخوي .
تم اضافة مطلبين جديدين من قبلنا وهما التالي :
3- نحن مع التعداد الليلي ولكن نطالب بعدم إغلاق باب البلوك وان تبقى مفتوحة دائماَ .
4- الاسراع بأجراء التحقيق معنا . وبهذا حمل الوفد أربعة مطاليب .

لقاء الوفد مع إدارة المعسكر
كان لدى الادارة علم بالوفد حيث تم تبليغها قبل يوم اللقاء لأخذ موعد معهم , وسمح لنا الحرس بالدخول الى مجمع الادارة وفي احدى الغرف كان جالساَ مسؤول المعسكر بملابس مدنية , وبجانبه شخصيين مدنيين ايضاَ وهما في الاصل ضابطين ,استقبلونا وتم تقديم الشاي لنا وبعدها سألونا عن سبب اللقاء .

تحدث الرفيق ابو واثق وعرف بالوفد , وقدم مداخلة قصيرة عن نضال الانصار الشيوعيين ضد الدكتاتورية , واشار في حديثة لم نكن نفكر في يوم ما بالانسحاب والمجيئ الى ايران الا بعد ان استخدم ضدنا السلاح الكيمياوي فأضطررنا الى الانسحاب, وقد اخترنا بأرادتنا بأن تكون محطتنا الاولى بعد الانسحاب هي ايران ومنها نتوجه للخارج , وأشار الرفيق اننا لسنا بأسرى حرب وانما لاجئين مؤقتين فلدينا حقوق لم نحصل عليها وهذا هو الهدف من زيارتنا . وفسح المجال لي وللرفيق فراس للحديث ,تحدثت عن قساوة الظروف التي مررنا بها في زيوة , واشرت عند مجيئنا الى هذا المعسكر كان هناك توقع بتحسن الظروف , لوجود ادارة في المعسكر ترصد النواقص والحاجات وتسعى الى تذليلها ,ولكن ما نلاحظة ان ادارة المعسكر تعمل بالضد من مواثيق اللجوء الدولية التي تضمن فيها حقوق اللاجئ ومنها حق العيش بأمان وحق التنقل وحرية الحركة, من هذا جئنا للقاء بكم لهذا الغرض , فطرحت المطلبين الاول والثاني وطرح الرفيق فراس المطلبين الثالث والرابع مع تقديمه لمداخلة قصيرة , عن غياب كثير من الخدمات والضروريات في المعسكر وسيادة الروتين في التعامل . وبهذا طرحنا مطاليبنا الاربعة بكل وضوح لا يقبل التأويل والتأجيل وحتى المماطلة وحملناهم مسؤولية التجاوز على حقوق اللاجئين وقد تفاجأوا من هذا الطرح وهذه الثقة العالية , لاسيما انهم كانوا يستقبلون طيلة هذه الفترة عراقيين أفراداَ غير موحدين فتعودوا على إضعاف اللاجئ العراقي , وحددنا لهم وقت لتلبية مطاليبنا حيث ذكرنا لهم خلال الاسبوع القادم سنكون هنا للقاء بكم في حالة عدم تلبية هذه الحقوق , وبعد ان قدمنا مطاليبنا , بكل برودة أعصاب تحدث الرفيق ابو واثق وختم اللقاء قائلاَ صحيح نحن خلف الاسلاك , ولكن هناك حركات ومنظمات واحزاب ودول تعرف نحن هنا وهم يتضامنون معنا اذا طلبنا منهم ذلك .

كان تقديري حينها عندما كنا جالسين معهم , ان ادارة السجن لم تكن تتوقع ان تسمع منا هكذا طرح , ويبدو بالنسبه لها كانت هذه المرة الاولى التي تتفاجأ فيها ,حيث كانت تدرك تماماَ ان نزلاء السجن يجب ان يكونوا مطيعين للادارة وعليهم الموافقه على كل شيئ والخنوع لها , اما الطرح بهذه الطريقه فكان غريباً لها وأخذته على محمل الجد لانها تعرف ان عددنا كثير ونحن موحدين ومتضامنين وتدرك تماماَ ان العوائل ستقف معنا .

فتحدث رئيس أدارة السجن قائلاَ :
سندرس مطاليبكم وأوعدكم خيراَ بأننا سنعمل بعد اعلام الجهات العليا على تنفيذ بعض مطاليبكم :
1- سنعمل على عدم إغلاق باب البلوك .
2- سنفسح المجال لدخول المواد الغذائية ( الخضروات ) خلال الايام القريبة القادمة .
3- اما التحقيق معكم فسنبذل جهود لتقريب موعده وبأسرع وقت .
4- اما الاجازات فسنفتحها ثانية لكل من أنهى التحقيق , لانه هذا قانون بالنسبه لنا , لا يمكن ان نعطي الاجازة الا بعد انتهاء التحقيق وبالنسبه لكم حال انتهاء التحقيق سوف تعطى لكم الاجازات .

خرجنا من اللقاء وكان بأنتظارنا بعض من اهالي القرى من العوائل ورفاقنا ,وعكسنا لهم ما دار في اللقاء , وعاد القرويون الى عوائلهم فرحين لما ذكرناه لهم ,وأعتقد بعد مرور اربعة او خمسة ايام طلبت إدارة السجن من العوائل مراجعة الادارة للحصول على اجازات للنزول لقضاء الخوي , مع السماح لجلب الخضروات من قضاء الخوي , وعمت الفرحه داخل المعسكر وزاد من احترامنا وتقديرنا من قبل العوائل ومن قبل العراقيين العزاب الساكنين في البلوك الثاني الذي يقع بجانب بلوكنا , وفعلاَ قام اصحاب بيع الخضروات بعرض الخضروات التي جلبوها بعد نزولهم الى قضاء الخوي , وكانوا فرحين جداَ وعندما اشترينا منهم الخضروات رفضوا أخذ مبالغ ,الا ان جميع الرفاق أصروا وبصعوبه معهم واقنعوهم بضرورة استلام مبالع الخضروات واستلموها فعلاَ , وفي اليوم التالي ابلغتنا ادارة السجن بأنهم سوف لن يغلقوا علينا الباب وهذا ما تم فعلاَ وكذلك لم يغلقوها على البلوك الذي بجانبنا . هذا كان الاختبار الاول والنجاح الاول للوفد ولتاكتيك كشف عشرة شيوعيين من الانصار .

الاجتماع الحزبي الاول في الخوي
بعد ان ان حققت الادارة مطاليبنا بفترة حوالي اسبوع , تم التبليغ لعقد لقاء موسع للرفاق , وبلغنا باليوم والوقت , حيث كان الوقت ليلاَ بعد العشاء في احدى غرف العوائل من الرفاق , وكان الدخول الى الغرفة انفراداياً او كل اثنين من الرفاق ,وبعد ان اكتمل عدد الحضور من الرفاق أعتقد كان عددهم حوالي 20 رفيق , كانت النقطة الاولى حامية في النقاشات وهي الوضع السياسي بعد مداخلة قدمها الرفيق ابو هندرين ,وتم دراسة وضعنا في المعسكر , وطرحت مجموعة من الافكار منها موقف ادارة المعسكر اللاحق ومسألة مواصلة الضغط على الادارة للتعجيل في التحقيق والتي كانت هي قضية اساسية بالنسبه لنا لنتمكن بعدها من الحصول على اجازة والسفر لاحقاَ , كانت معنويات الرفاق عالية جداَ , وخرجنا ايضاَ على دفعات بعد انتهاء الاجتماع في قت متأخر من الليل .

الاحتفال بمناسبة الذكرى ال55 لتأسيس الحزب
غالبية الرفاق استعادوا في يوم 30-3-1989 ذكريات الاحتفال في هذه المناسبة العزيزة عندما كانوا احراراً في كوردستان , واليوم هذه المجموعة من الشيوعيين خلف اسلاك السجن , والجميع مقتنعون ان هذا لا يمنع من استذكار المناسبة بأي طريقة كانت, وبغض النظرعن الزمان والمكان فأن ارادة الشيوعيين القوية هي سلاحهم الفاعل في المنعطفات الحادة وفي الظروف الصعبة . وكما كنا في الجبل فان الرفاق العاملين في الاعلام يهيئون برنامج الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب , ايضاَ في الخوي بهذه المناسبة لعب رفاق الاعلام دوراَ متميزاَ في تنظيم الاحتفال . في صباح 31/ آذار الربيعي الجميل المشمس في الخوي , تبادلنا التهاني في الغرفة , وبعد تناول الفطور قام الرفيق ابو طالب الذي كان مسؤول اعلام الفوج الاول بوضع الراديو الصغير في شباك الغرفة ,ورفع الصوت عالياَ حيث كانت حلقة من برنامج غنائي وموسيقي منوع , وحال سماع الغرف الاخرى صوت الاغاني من غرفتنا , بعض الغرف فتحت الراديو عالياَ ايضاَ ,وتجمع عدد من الرفاق امام الغرف وبدأت التهاني الحارة بالمناسبة بين الرفاق , وكان الجميع فرحين وتزاور الرفاق مع بعضهم في الغرف لتبادل التهاني , ووصل الى البلوك عدد من رفاق العوائل , وغالبية الرفاق جلسوا في الساحة وتم تبادل الذكريات , وتجمع عدد من الرفاق خارج البلوك , كان يوماَ غير عادي ومليئ بالحيوية , حتى في ذلك اليوم لم يلعب اي من الرفاق الشطرنج في الفترة الصباحية .كان رفاق الاعلام قد رتبوا جلسة مسائية للاحتفال, ولكن قبل المساء كنا مجموعة من الانصار نشاهد مبارات لكرة القدم في الساحة حيث اقيمت عدد من المبارات , وكان الوقت عصراَ , وسمعنا صوت الطبل (الدمبركة) مع تصفيق من خلفنا , واذا بمجموعة من الرفاق تصفق وفي المقدمة ثلاث رفاق في الوسط كان الرفيق ابو حسن حبيب البي يؤدي رقصات وكأنه في عرض بالية ,وبجانبه الرفيق اسكندر حيث يضرب على الطبل (الدمبركة) ومعهم أعتقد الرفيق نضال وكان اعتقد بيده دف , وكان حقاَ منظر جميل وعمت الفرحة الجميع , واذا بالمفاجأة الثانية , حيث حمل رفيقين على اكتافهم الرفيق حيدر ابو حيدر وبصوته الجميل كان يردد بستات شعبية ويردد بعده الرفاق بصوت عالي , والتحم غالبية الرفاق في هذا التجمع الجميل , في المنطقة المكشوفة ما بين الحمام وساحة كرة القدم , وادى عدد من الرفاق دبكات , وعرف كثير من اهل القرى والعراقيين الذين يسكنون البلوك الذي بجنبنا ان هذا الاحتفال المفاجئ هو بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ,وبعد ان حل المساء عاد الجميع الى غرفهم , حيث الرفاق الخفر كانوا قد أعدوا وجبات طعام سريعة , وبعد تناول العشاء , مد الرفاق بطانياتهم في الساحة الخلفية من البناية المقابلة لغرف الرفاق (ابو عليوي وابو عجو وابو حاتم وآرام وشيروان وفاخر وابو رضية وابو ماجد وفياض وغرفتنا التي كان يسكن فيها ابو طالب وابو عسكر وثائر وهندرين اعلام ومنذر وغرفة الرفيق ابو آمال واسكندر ونضال وابو سلام (عقيل) وثائر العامل وحضر جميع الرفاق حتى من هم خارج بنايتنا , وبدأ الحفل بكلمات قصيرة ومقاطع اشعار من رفاق الاعلام , وغنى عدد من الرفاق اتذكر منهم الرفيق ابو بسام , وغنى الرفيق ابو آمال قصيدة شعرية لاحمد فؤاد نجم مع رقصات جميلة للرفيق ابو زياد, وكان للصفكَة البصراوية حضور حيث أداها بشكل جميل الرفاق ( وهم الرفيق الرائع والمحبوب والوديع المرحوم الرفيق ابو سناء حيث توفى في السويد والرفيق ابو طالب والرفيق ابو فاتن والرفيق المرحوم الرائع المحبوب اسكندر الذي توفى بعمر مبكر في هولندا ) وهذه الصفكَة الجميلة لا يجيدها اي رفيق , وكان لصوت الغناء مع الضرب على الدمبركة والدف والتصفيق في ليل ذلك اليوم , أثر في سماع صوت صدى الاحتفال في المعسكر, فزارنا حوالي 30 عراقي من البلوك الذي بجانبنا وعدد غير قليل من شباب القرية وعرفوا في المناسبة واستمتعوا بالحفل واستمر الحفل الى وقت متأخر من الليل. وبعد هذا الاحتفال الجميل بمناسبة الذكرى ال55 لتأسيس الحزب حصلت فرحة أخرى في الخوي حيث رزق الرفيق ابو سيف والرفيقة هدى بمولودهم البكر يسار .


( يتبع)

19-4-2012


ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني بعد اختراقهم لحصار جبل كَار (3)
ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني بعد اختراقهم لحصار جبل كَار (2)
ذكرى مرور 22 عام على كسر الانصار الشيوعيين للحصار الايراني بعد اختراقهم لحصار جبل كَار (1)


 

free web counter