|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 28/11/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "4"

امين يونس

لقطات

- في إفتتاح المؤتمر ، حضرتْ السيدة " هيرو ابراهيم احمد " عقيلة رئيس الجمهورية .. وكذلك السيد " ملا بختيار " القيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني ، والسيدة " نرمين عثمان " الوزيرة السابقة والقيادية والناشطة النسوية .. ثم حضرَ الكاتب المعروف " عزالدين مصطفى رسول " .. فنهض الجميع ، وأجلسوهُ في الصف الأمامي . وكانتْ تلك إلتفاتة جميلة ، عكسَتْ الإهتمام ب [ المُثقف ] ، وتقديره وتقديمه أو على الأقل مساواته مع [ السياسي ] ولو معنوياً !.

- عُرَض في الإفتتاح فيديو كليب ، فيه مقاطع جميلة عن عادات وتقاليد ، أتباع الديانات والمذاهب في العراق .. رافقه عزفٌ حَي ، للناي .. من قِبَل شابٍ موهوب ، أبدع حقاً . والمقاطع المعروضة .. كانتْ في أغلبها عن المسيحيين والإيزيديين والمسلمين . ونُسِيَ الصابئة المندائيون أو سقطوا من الفلم سهواً .. مما أستدعى ان يقوم مُمثل اللجنة التحضيرية ، بالإعتذار عن هذا التقصير ، غير المقصود !.

- قلتُ للسيد ( أحمد القبانجي ) مُمازحاً : " مولانا .. أنا سني وكُردي .. ومن مُقّلديك ، فما هو رأيكَ بذلك ؟ " . ضحكَ السيد كثيراً . وأخبرتُه : بالفعل لديّ أصدقاء في دهوك ، معجبون بأفكارك وطروحاتك الجريئة . قال : تحياتي الصادقة لهم .. وفي النية أن أقوم بزيارةٍ قريباً الى دهوك .. ورُبما إلقاء محاضرةٍ هناك !.

- نحنُ المُهتمين بالبيئة ومُنظمات الخُضَر .. فرحنا كثيراً ، لَما رأينا معظم الأشياء هنا مُتلفعة " باللون الأخضر " .. وحسبنا ان الجماعة ، يحسبون لنا حساباً ، وفي جلسةٍ جانبية ، سخَرَ الأصدقاء مِنّا ، وقال بعضهم ، ان اللون الأخضر لاعلاقة لهُ بِكم ، وهو لون الإتحاد الوطني الكردستاني ، بل ان آخرين تَمادوا ، وقالوا أنه تقديرٌ لل " السادة " من أحفاد النبي ! .

- كثيرٌ من المناقشات ، كانتْ تجري بين المجموعات المتوزعة في قاعات الفندق ، خلال الإستراحات . بعضها أي المناقشات والاحاديث .. كانتْ جادة ، والأخرى ساخرة . في المجموعة التي كُنتُ جالساً معها .. قال َ أحد القادمين من الخارج ، بنبرةٍ إنتقادية : ان الطابع الشيوعي يطغى على الحاضرين .. وان مثل هذه المؤتمرات ، هي واجهة للحزب الشيوعي ، مثلها مثل بعض المنظمات عندنا في الخارج كَ تموز والمسلة وأمل وغيرها . قالَ آخر وهو أيضاً قادمٌ من اوروبا : ما يغيضني ، ان معظمهم ، يّدعي انه مُستَقِل .. في حين انهم يريدون صبغ المؤتمر بصبغةٍ ماركسية . قلتُ لهم : حسب معلوماتي ، ان العديد منهم له خلفية شيوعية ، لكنهم اليوم خارج التنظيم فعلياً ، لأسباب مُختلفة .. مثل أبرز مؤسسي الهيئة " كاظم حبيب " وغيره . أجابَ قائلاً : ان جميعهم لايقولون الحقيقة ، وان كاظم حبيب شيوعي .. وأنهم يدفعون جزءاً من مواردهم الى الحزب الشيوعي ! . قلتُ له : على إفتراض ، ان كلامك صحيح ، ما الضير ، في ان يقوم الشيوعيون ، بتنظيم وتهيئة وحتى قيادة ، مثل هذه الهيئة أو غيرها .. مادامتْ النوايا طيبة والاهداف نبيلة ؟ .. قال : ان زمان الشيوعية إنتهى وأصبحوا مُنتهي الصلاحية ! . قلتُ : إذا كُنتَ مُتأكداً انهم كذلك ، وأراكَ مُتحامِلاً عليهم الى هذهِ الدرجة ، فلماذا لّبيتَ الدعوة أصلاً وأنتَ نفسك مقيمٌ في اوروبا ؟! . هربَ من الإجابة وتوجهَ الى مجموعةٍ اُخرى !.

أتساءلُ .. هل هنالكَ حقاً " ثقافةٌ عراقية " بِكُل تفرعاتها ، السياسية والاجتماعية والادبية .. الخ ، من غير اليساريين والعلمانيين والشيوعيين والماركسيين ؟ إطرحْ هؤلاء من المعادلة .. فلن تبقى ، غير الثقافتَين الدينية والقومية .. البائستَين ! .

في مثل هكذا محافل ومؤتمرات .. أستغرب من إعتراض البعض ، على وجود الكثير من الشيوعيين والماركسيين !.

- كانَ " صلاح نيازي " يتكلم عن بعض ذكرياته القديمة ، بأسلوبه الممتع والجّذاب ، قائلاً : كنتُ فقيراً في طفولتي وشبابي ، وعملتُ في سنٍ مُبكرة حتى أستطيع مواصلة الدراسة . ثم قال ، انه عندما سافرتُ الى بريطانيا للمرة الأولى .. كنتُ لا أعرف شيئاً وغشيماً .. والذي علمني على شُرب البيرة هناك ، هو هذا العجوز الجالس قربي : " خالد القشطيني " ! .

وهل تعلمون ، أنني " إكتشفت " عدة أخطاء إرتكبها ( جبرا إبراهيم جبرا ) في ترجمته لمسرحيات شكسبير ؟ ثم ذكر عدة أمثلة على ذلك " لم ألحق في تسجيلها بِدقة للأسف " .. تصوروا ، هذه القامة العملاقة ، التي تكتشف أخطاء مُترجمٍ وأديب ، بحجم جبرا !.

- " ملا بختيار " وهو من الشخصيات البارزة في السليمانية ومَثّلَ السيد جلال الطالباني ، وبعد الحفل الختامي .. وقفَ مثل الجميع في إنتظار دورهِ بتواضُع ، في المطعم ، حاملاً صحنه .. ولم اُلاحظ أي مُرافق او حارس معه " داخل الفندق على الأقل " .. و" نرمين عثمان " الوزيرة الاتحادية السابقة والقيادية ، كانتْ طيلة أيام المؤتمر .. تختلط مع الجميع ، وتتصرف بصورةٍ طبيعية وبدون إصطناع . هاتَين الشخصيتَين تركَتا لديَ ، إنطباعاً جيداً ، حول " تصّرُف القادة والمسؤولين " بطريقةٍ حضارية وبسيطة !. ( علماً أنني لم أتحدث معهما ، لأن لديَ حساسية غريزية تجاه الكِبار عموماً ! ) .

- كُنا خمسة مُجتمعين .. أربعة كُرد ، و " سعيد عدنان " استاذ اللغة العربية في جامعة القادسة .. كُنا نتحدث بالعربية .. فقلتُ له مُمازحاً : دكتور سعيد .. مارأيك بديمقراطية تغليب الأقلية على الأكثرية ، فنحنُ هنا أربعة كُرد ، وانتَ العربي الوحيد ، ونتحادثُ جميعاً بالعربية ؟! .. ضحك الدكتور ، وقال ، ان التقصير من جانبنا نحن العرب ، لأننا لم نتعلم الكردية !.

- حضرَ وزير الثقافة والشباب في حكومة أقليم كردستان " كاوة محمود " الحفل الختامي للمؤتمر .. وألقى كلمة إرتجالية ، طيبة .. لاقتْ إستحسان الحضور . وشارك في توزيع الجوائز التقديرية على بعض الحضور ، وفي مقدمتهم " ملا بختيار " و " نرمين عثمان " . ثم قام آخرون بتوزيع الشهادات التقديرية ، على مجموعة مُختارة .

عّلَق البعض بعد ذلك ، في أروقة المؤتمر : ان الجوائز التقديرية ، وُزِعتْ على القليل من المسيحيين والصابئة وإيزيدي واحد ، والبقية كلها للشيوعيين والإتحاد الوطني الكردستاني !.

- القاضي " رزكار محمد أمين " ، الذي إضطلعَ بمحاكمة صدام ، لبعض الوقت .. والذي كان في مُنتهى الكياسة والمِهنية .. هو الذي أشرفَ على إنتخابات الهيئة الجديدة في اليوم الثاني للمؤتمر . وإستغرقتْ العملية أكثر من ثلاث ساعات ! .

 

26/11/2012
 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "3"
مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "2"

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "1"

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter