|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 25/11/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "2"

امين يونس

لستُ خبيراً في حساب التكاليف ، لكن أستطيع أن اُخّمن بصورةٍ تقريبية ، المصاريف التي تترتب ، على دعوة حوالي المئة وخمسين شخص ، من بينهم خمسة وثلاثون من الخارج .. وتتضمن النقل والمبيت والأكل .. فأجازف بالقول ، انها تتراوح بين ( 80/ 100 ) ألف دولار [ علماً ان الفنادق التي شهدتْ فعاليات المؤتمر .. كانت راقية وذات عدة نجوم . أعتقد ان [[ رعاية ]] المؤتمر من قِبَل السيد رئيس الجمهورية .. كانتْ هي السبب ، في بعض مظاهر " التَرف " التي رافقَتْنا أيام المؤتمر .. ولكي أكون دقيقاً ، أتحدثُ عن نفسي على الأقل ، فرُبما هنالك العديد من السادة المدعوين ، مُتعودون على الإقامة في مثل هذه الاماكن وهذه الخدمات الراقية ، فالذي اُسميهِ تَرفاً ، يمكن ان يكون شيئاً عادياً بالنسبة لهم  . عموماً ، كنتُ في غرفة ذو سريرَين والكثير من المدعوين ، كانوا في " سويتات " .. كُل شخص في سويت لوحده .. أي بمعنى آخر ، كان بالإمكان ، توفير نصف عدد الغُرف المحجوزة على الأقل .. ولو كانتْ الإقامة في فنادق ذات نجومٍ أقل .. فمن المؤكَد ، ان المصاريف كانتْ ستكون أقل من النصف .

من نافلة القَول ، ان [[ رعاية ]] نشاطٍ ما او مؤتمَر ، والتي تتضمن التمويل ، بالطبع .. تتطلب بعض " الإلتزامات " الأدبية ، من قِبَل مُنّظمي الفعالية ، تِجاه " الراعي " . أعتقد ان " الإلتزامات الأدبية " تتراوح بين عدة مُستويات .. والقائمين على المؤتمر وإدارته .. وحسب مُستوياتهم وظروفهم وتقديرهم للأمور .. لهم الخَيار ، في كيفية التعبير عن " الشُكر والتقدير " تجاه الجهة الراعية . أرى في هذا الصدد ، ان بعض ( المُبالغة ) جَرَتْ في هذا المؤتمر ، ويمكن إيجازها في ما يلي :

- كما فهمنا قبل المؤتمر ، انه برعاية السيد جلال الطالباني ، بِصفتهِ " رئيساً للجمهورية " .. وكان من المُتوقع أن لايحضر الإفتتاح شخصياً لإنشغالاته وإلتزاماته .. وكانَ من المُفتَرَض ان ينوب عنه ، شخصية من مؤسسة رئاسة الجمهورية .. لكن الذي حدث ، هو ان السيد " ملا بختيار " القيادي في الإتحاد الوطني الكردستاني ، هو الذي مّثله ، وهو لايحمل صفة رسمية ، بل صفة حزبية " علماً انه لا إعتراض على شخص الملا بختيار " . إضافة الى ان مُمثِل نائب حكومة أقليم كردستان ، قرأ كلمة أيضاً .. لم يكن واضحاً الغاية منها .

- بعد ختام المؤتمر وبعد الحفلة الفنية ، وأثناء توزيع الجوائز التقديرية .. رَكز مُنظموا المؤتمر ، ولعدة مراتٍ متتالية ، الى انه " لولا " الدعم والمجهود المتواصلة ، من قبَل السيدة " نرمين عثمان " الوزيرة السابقة والقيادية في الاتحاد الوطني ، لِما إستطاع المؤتمر الإنعقاد والنجاح .. فأضافتْ السيدة نرمين ، ان الفضل يعود للدعم المادي والمعنوي ، للسيد " ملا بختيار " ! .

- من الطبيعي ، ان الإدارة الحكومية او الأحزاب الحاكمة .. تعمل دوماً على كسب المزيد من التأييد ، وبمُختلف الوسائل المُتاحة .. والحصول على دعاية .. ولعلَ رعاية مثل هذه المؤتمرات ، في بعض جوانبها ، تهدف الى ذلك " جزئياً " .

وللحق أقول .. ان الحصول على دعاية وتأييد من خلال هذه المؤتمرات والفوز بموطأ قدم راسخ فيها ، لايقتصر على الإتحاد الوطني الكردستاني .. بل رُبما ان ما يقوم به في هذا المضمار ، هو أقل من غيره !.

.......................................

إستنتاجي الشخصي ، ينحصر في نقطة بسيطة : ان القائمين والمُنظمين لأي مؤتمرٍ من هذا النوع ، يدركون تماماً ، ومُسبَقاً .. " الإلتزامات الأدبية " التي ينبغي ان يلتزموا بها تجاه " المُموِل او الراعي " .. فلو إنعقد المؤتمر في أربيل مثلاً ، لكان من الطبيعي ان يُرعى من قِبل السيد رئيس الاقليم .. ولكان من المُتوقع ان يكون لقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، موقع متميز في المؤتمر وحصوله على الكثير من الاصوات " مثلما حدث هنا مع السيدة نرمين عثمان " .. ولو إنعقد في بغداد برعاية السيد المالكي ، لجرى نفس الأمر هناك .. وهكذا .

أعتقد ان [ البديل ] هو ، التوجه الى عقد أمثال هذه النشاطات " فهي في إعتقادي، ضرورية على أية حال " .. بالإعتماد على الإمكانيات الذاتية للأعضاء والمُساندين .. ولتكن الإقامات في أماكن متواضعة ، وليكن الطعام بسيطاً .. وليتحمل المدعو جزءاً من مصاريف النقل .. وليسَ هنالك داعٍ للتبذير . فما دُمتَ صادقاً في إهتماماتك بالشأن العام ، وحرصك على المُساهمة في تحسين الاوضاع السياسية والاجتماعية في العراق .. عليك ان تكون مُستعداً ان تُضحي قليلاً وأن تتطوع أحياناً .. ومعظم الشخصيات التي رأيتها في المؤتمر ، من ذاك الصنف الرائع المُحتَرَم .

إذا طّبقَ المنظمون ذلك في المستقبل القريب " ويستطيعون إذا توفرتْ الإرادة مع النيات الطيبة " .. فأنهم سيتخلصون من [مأزق التمويل والتُهَم التي تُطلَق عليهم جُزافاً ، بالتبعية للمُموِل والراعي]..ويشعرون بالتالي بإستقلالية أكثر وإمكانية أكبر على النقد البّناء !.

 يتبع ..

 

24/11/2012
 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "1"
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter