|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 26/11/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "3"

امين يونس

أصارِحَكُم القول ، انه بعد إطلاعي على قائمة المَدعوين الى المؤتمر الأول لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق .. تَحّمستُ للحضور والمُشاركة ، أنا الذي لا أطيق الإجتماعات والمؤتمرات .. وذلك لسببٍ بسيط : هو فرصة اللقاء المُباشر ، مع بعضٍ من الذين أنا مُعجب كثيراً بكتاباتهم .. آخذاً بنظر الإعتبار ، إحتمال ان لا تسنح الفُرصة ، للتعرف والتحدث ، مع الكثيرين ، لضيق الوقت .. ولكن الإلتقاء بواحدٍ أو إثنين منهم يكفيني . ومع إحترامي الشديد ، للمرامي النبيلة والمقاصد الإنسانية ، للمؤتمر ، بصورةٍ عامة ، وأهمية ما طُرح فيه من افكار ورؤى .. فأنني أعترف ، بأن أكثر ما دفعني الى المُشاركة ، ليسَ هو الإقامة في فندقٍ راقٍ ولا الطعام المُقّدَم ولا الإستماع الى محاضراتٍ بعضها مُمِل [ كما وردَ في بعض التعليقات المُتحاملة ، على مقالي الأول ] .. ولكن هو إستغلال فترات الإستراحة ، والجلوس مع الشخصيات الثقافية التي أحترمها كثيراً ، والتحدث اليهم وتبادل الآراء معهم .

في الدقائق الأولى لوصولي ، تعرفتُ على الكاتب المُحترم " صفوت جلال الجباري " ، الذي سبقَ لي وقرأتُ الكثير من مقالاته ، وعلمتُ انه مع آخرين أسَسَ " الجمعية الكردية / الامازيغية " وشرح لي بإختصار أهدافها .. وبعدها بقليل ، إلتقيتُ بالكاتب الجميل  " دانا جلال " الذي اُتابع مقالاته بإستمرار وأراه قريباً مني كثيراً ، تعرفتُ عليهِ دون وسيط ، من صورته على الأنترنيت ، وكذلك فعلَ هو ! .. كنتُ أعتمد على ذاكرتي والصور المنشورة مع الكتابات في الانترنيت ..

لكن عندما إكتشفتُ ان السيد الذي أتحدث معه ، هو " عقيل الناصري " الذي أقرأ له بإستمرار ، والذي لم يكن يشبه الصورة المطبوعة في ذهني ، عنهُ .. هذا السيد ذو الشعر الأبيض ، المملوء بالحيوية والنشاط ، دائم الحركة هنا وهناك ، المُبتسم على طول الخَط والمُهتم بالجميع بروحهِ الشبابية الرائعة .. كَمْ جميلٌ إندفاع هذا الرجُل وتفانيهِ . 

طالما تابعتُ القاضي " زهير كاظم عبود " على شاشة فضائية الفيحاء خاصةً ، في السنوات السابقة ، وقرأتُ بعضاً من كُتبه القيمة والكثير من مقالاته.. فإزدادَ إعجابي به ، بعدَ التعرف عليه عن كثب وملاحظة تواضعه الجَم ، وأخبرته بأن صديقي الأيزيدي المهندس في دهوك ، من أشد المُعجبين بكتاباته ولا سيما كتابه الأخير .

لا اُخفي إعجابي الشديد ، بِكُل كتابات " فارس كمال نظمي " ، الذي سبق وإلتقيتُ به لدقائق معدودة ، في مؤتمرٍ للبيئةِ في دهوك قبلَ أسابيع .. فأسعدني التعرف عليه أكثر هنا في مؤتمر السليمانية .. وأهداني كتاباً من كُتبه .. وكُتيباً او ديواناً صغيراً ، يَضُم " تفاجأتُ بذلك " بعض أشعارهِ ! . هذا العبقري في " علم النفس " .. شاعرٌ أيضاً .

رأيتُ " عبد المُنعم الأعسم " قادماً ، فنهضتُ لمصافحتهِ .. وعرَفتهُ بنفسي .. فتَّذكَرَ فوراً ، بأنني أرسلتُ مقالاً قبل أشهر الى جريدة التيار الديمقراطي ، وان ذلك المقال سببَ بعض الإشكالات في حينها .. وأعطاني العدد الاخير من الجريدة . الغريب أنني شعرتُ بالألفة مع الأعسم وكأنني أعرفه منذ زمن بعيد . وكان قريباً جداً لِما رسمتهُ ، عنهُ ، في مخيلتي : واثقاً ، بسيطاً متواضعاً ، مرحاً مبتسماً ، قريباً الى القلب .

انا من المتابعين لِكُل كتابات " رشيد الخيون " .. والمعجبين بإسلوبه الفذ ، في مزاوجة التراث مع الحاضر .. ونظرته النقدية للواقع الاجتماعي . أخبرتهُ بذلك مُباشرةً ، بعد تعارفنا .. وكانتْ محاضرته او مشاركته في اليوم الاول للمؤتمر ، من الفقرات الممتعة والمفيدة .. إذ كّثفَ آراءه العامة في العشرين دقيقة المُخصصة له .

كنتُ جالساً على مقعدٍ ، أثناء الإستراحة .. مُقابل رجُلَين تتوسطهما أمرأة .. مندمجين في الحديث .. ثم قَدم آخر ذو شعرٍ أبيض بالكامل ، وسّلَم على " العجوز " الذي كان جالساً قبالتي .. وجلسَ على مقعدٍ قريب .. وسرعان ما سمعتُ الرجل ذو الشعر الأبيض ، يسأل الذي بجانبهِ مُشيراً إلَي : أليسَ هذا امين يونس ؟ إنتبهتً ونظرتُ تجاهه ، وسألتهُ فوراً : ألستَ الدكتور صادق ؟ فقام وتصافحنا طويلاً .. انه " صادق البلادي " الذي اُتابع كل كتاباته ، والذي يقوم بدورهِ كما يبدو ، بقراءة مقالاتي .. وسعدتُ فعلاً بملاقاة هذا الانسان الطيب ، وإكتشفتُ ان لنا صديقاً مُشتركاً ، وهو إستاذ في جامعة دهوك .

غادرتْ المرأة التي كانتْ جالسة بجانب العجوز قبالتي .. فسألَني " العجوز " : من أينَ أتيتَ أيها السيد ؟ قلت : من دهوك وانا كاتب . مّد لي يده وقال : أنا " صلاح نيازي " أتشرف بمعرفتك . سألني : أين تكتب في العادة ؟ قلت : في الحوار المتمدن . قال : زوجتي أيضاً تكتب في نفس الموقع .. هل سمعتَ بها .. أسمها " سميرة المانع " ؟ نعم وانا مُعجبٌ بكتاباتها بالفعل . قال ضاحكاً : أنتَ معجب بكتاباتها ، أم انت معجب بها ، لأنها جميلة ؟! أجبتهُ : الإثنينِ معاً . تذكرتُ ان في مكتبتي كتابَين على الأقل ل " صلاح نيازي " ، لكن لم تسعفني الذاكرة بإسترجاع العناوين .. تركَ نيازي ، لديَ إنطباعاً قوياً .. فهو لايشبه أحداً من الحاضرين .. فهو أكبر الجميع عُمراً كما يظهر .. لكنه كالمغناطيس يجُركَ جراً الى الحديث ، والإستماع الى كلماته التي ينتقيها بِدقة .. ولكن بسهولةٍ ويُسر .. والإستمتاع بالإستماع .. وسرعان ما تنسى ، انك أمامَ قامةٍ ثقافية عملاقة .. وتنساق الى الحديث ، وكأنكما صديقان قديمان .. أعتقدُ انه من أندَر الموجودين واكثرهم تأثيراً في النفس !.

يبدو ان إعتقادي ، كان خاطئاً .. بكون الكاتب الكبير والمترجم البارع " صلاح نيازي " ، هو الأكبر عُمراً في المؤتمر .. ففي إستراحة العصر .. رأيتُ شيخاً طاعناً في السن جالساً بجانب نيازي ، وهما يتبادلان حديثاً مَرحاً كما يبدو ، من خلال ضحكهما . إقتربتُ وجلستُ قربهما .. وإذا بالطاعن في السن " خالد القشطيني " بعظمه وجلدهِ " إذ يفتقر القشطيني لللحم والشحم ! " .. صورة القشطيني في عموده في الشرق الاوسط ، قديمةٌ نوعاً ما .. فلقد أحنَتْ الأيام ، ظهر الكاتب القدير وجعلتْهُ يمشي بمساعدة عُكاز .. لكنه على أية حال ، كما يبدو عالي المعنويات ، مرحاً ، ساخراً .. كما هو في كتاباته .

في الركُن البعيد من القاعة .. ترائى لي .. أن هنالك رجل دينِ مُعّمَم ، وفوق ذلك عمامته سوداء .. فكرتُ انه رُبما يكون " أحمد القبانجي " الذي طالما رأيتُ صوره في الانترنيت ، وشاهدتُ مقابلاته في التلفزيون .. لم اُصّدِق ظني في البداية .. لكنني بعد إقترابي أكثر ، تأكدتُ انه هو بالذات . لم أتوانى في الذهاب اليه مُباشرة ( انا المُترَدِد عادةً ) .. وتقديم نفسي له ، والإعراب عن إعجابي بأفكاره وطروحاته .. المُختلفة عن الشائع والتيار العام . بَهرَني بتواضعه الجَم وبساطته ، وترحيبه بالتعرف علي ، ونيته بزيارة دهوك في المستقبل القريب ! .

تعرفتُ عن كثب ، على " مموعثمان " الإنسان والمثقف الكبير ، ورجعنا معاً الى دهوك .. وعلى " سعيد عدنان " النجفي المولد والديواني الإقامة .. على " كاترين ميخائيل " الشاهدة الشجاعة في محاكمة صدام .. على الفنان الكبير " عقيل مهدي " .. على دينامو المؤتمر " نهاد القاضي " .. على المبدع " ابراهيم الخياط " وعلى الكبير " ياسين النصير " .. وعلى الكاتب " علي يحيى " . ولو إمتدَ المؤتمر لأيام اُخرى .. لكنتُ تعرفتُ على شخصياتٍ مرموقةٍ اُخرى بالتأكيد .

 

25/11/2012
 

مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "2"
مؤتَمر الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق "1"

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter