| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل كنيهر حافظ
 

 

 

 

الثلاثاء 19/2/ 2013



لماذا يعوذ الإسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟
(7) الاخير

عادل كنيهر حافظ

يعتقد الاخوة الإسلاميين جازمين , ان المستقبل لهم , وليس للنظام العَلماني , في الوقت الذي تراهم منشدين بقوة الى الماضي , لا بل يستحضرون ادواته البالية و المتخلفة , عاقدين العزم على أن يبنوا فيها اركان المستقبل المتطور , في الوقت الذي تؤشر كل معطيات التطور الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والفكري والنفسي , على ان المستقبل , يتطلب نظام غير منحاز لدين سماوي معين , وإنما يرعى كل الديانات ويمنع المساس بأيً منها , ويضع نصب العين , وفي المقام الأول , وحدة وتجانس المجتمع , والعيش المشترك لكل أبنائه . في الحال يرفض تطور الحياة البشرية , نظام الدولة المنحاز لدين معين , فقد ادانته وقائع الحياة , ولفضته الشعوب , وغادر مسرح الحياة غير مأسوف عليه, وبات شيء من تراث العالم .

أما هستيريا الإسلام السياسي , وتكفير العَلمانية والعلمانيين ,فهوَ ليس دفاعاً عن الدين , وإنما محاولة لأبعاد الجماهير عن القوى الوطنية واليسارية , وتلك الجهود تندرج في مساعي الاحزاب الدينية للوصول للحكم , والتي هي مساعي دنيوية , لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد برغبة الرب الخالق في ذلك , حتى وان اجهدت احزاب الإسلام السياسي نفسها , في ان تبرقع مساعيها ببرقع القداسة والإرادة السماوية , لا تتمكن من ان تدخل في روع الناس , عدم شراهتها ورغبتها الجامحة , للجلوس على كرسي الحكم , والاغتنام من المال العام , وهذا ما اكدته سيرة الأحزاب الإسلامية الحاكمة في تونس ومصر وتركيا والعراق وغيرها , لا بل اكدت التجربة ان اكثر الأنظمة السابقة , هي اقل فساداً وأكثر رحمة بشعوبها , من الأنظمة التي تدعي الورع والتقوى , والذي يقود حكمها احزاب الإسلام السياسي , الذي نسى وعده للرب ولأنصاره ومريديه ,في ان يطبق شريعة المولى تعالى {الشريعة الإسلامية } ولتهى بجمع المال الحرام , واغتنام ما امكن من اموال الشعب , حيث وجد حضوره طاغياً في التحكم بمقدرات الدول التي يقودها , بيد ان هذا الحضور الطاغي , للإسلام السياسي هوَ بداية النهاية بعد ان ترك مداراته الروحية , وهبط في ميدان الصراع حيث اناخ بكامل ثقله وضلهُ الثقيل على المجتمع , مما حتم التصادم معَ قيم الشعوب الجديدة , وفي خضم هذا التصادم والصراع , تنمو مبررات , النقد المتبادل حيث تنتقد قوى الإسلام السياسي النافذة في الحكم , سلوك وأفكار الشرائح الاجتماعية والأحزاب اليبرالية ,وتعتبر ذلك خروجاً على تعاليم الدين , الأمر الذي يدفع الأخيرة ان تدافع عن نفسها بتوجيه النقد للوسائل والأساليب الدينية وصولاً لنقد التعاليم الدينية , وكلما يتطور المجتمع ويتراكم الوعي وتظهر قيم اجتماعية جديدة تشتد وتيرة الصراع بين الفريقين , وتأخذ اشكال منها فئوية وقومية وعفوية , لاسيما قضية المرأة التي تكوّن نصف المجتمع عندما تتأكد ان الثقافة الإسلامية تنال منها وتقوض وجودها , فأنها لا تلتزم الصمت , خصوصاً وان لها انصار كثيرين في المجتمع , ايضاً ستجد الأقليات الدينية نفسها منخرطة في تيار النقد الديني , ليصبح الخوض في التراث الديني , على ارضية المصالح وليس ترفاًً ثقافياً في محافل المثقفين وحسب , وإنما شاع وذاع وبات عنصراً فاعلاً من عناصر الصراع الاجتماعي , يتجلى تأثيره في ملمح ثقافي ناقد لسياسة الأحزاب والقوى الإسلامية , والحاكمة منها خصوصاً . وبقدر تطور ذلك الملمح الثقافي الذي يعتمد البراهين العلمية في جدله مع الاخر في حلبة الصراع الاجتماعي , بقدر ما يتطور فعله في ميدان السياسة , حتى يتمظهر على شكل احتجاجات ومظاهرات وإضرابات واعتصام وغير ذلك من الفعاليات الجماهيرية التي تقوض تدريجياً جهود وأفكار الإسلام السياسي , وتجبره على الاذعان لمشيئتها في فصل الدين كداعم وساند ومُبرّر لسياسة السلطة , ليواجه رجلها مصيرهم في مسائلة الشعب لهم , ويوم ذاك سيجدون انفسهم في حال لا تختلف كثيراً , عن حال القساوسة ورجال الكنيسة ومحاكم التفتيش قذرة السمعة , حيث تُرغم عموم التيارات الإسلامية ,على حرق كل زوارق العودة للحكم , وتتحول إلى شيء من التراث .
 

لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (6)
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (5)
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (4)
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (3)
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (2)
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ (1)

 

 

free web counter