كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الجمعة 21/4/ 2011

صبيحة الثورة (6).... سقوط النموذج الكردي؟ د. اكرم هواس  * ان نتحدث عن سقوط النماذج فهو حديث ذو شجون فالسؤال الفلسفي يتعلق بمفهوم النموذج ولماذا يحتاج الانسان فردا كان ام جماعة الى نموذج؟ لاشك ان النموذج يستطيع ان يلعب مهما في تحديد مسار التطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي والرياضي ...و...و الخ من مناحي الحياة المختلقة والمتجددة, ومن المؤكد ان النموذجيين اي الذين يؤيدون ضرورة وجود النموذج فانهم يرون ان بني البشر لا يستطعيون ادارة الحياة دون وجود النموذج والبديل هو الوضى حيث تنتهك الحقوق و يأكل القوي الضعيف. و رغم ان هناك تيارات ثقافية و سياسية تعتمد فكرة الفوضى منها تيارات ليبرالية و ماركسية الا ان ايا من هذه لم تحقق نموذجا تاريخيا, بينما من جانب اخر فان النماذج التي سقطت كثيرة جدا وان الاشكالية الحقيقية هي تلك النماذج التي تحولت الى حاضنة راعية لانتهاك حقوق الافراد وللفساد الاخلاقي و بالتالي شكلت قوة دافعة لتدمير القيم و اسس المجتمع بشكل عام. لكي نقرب الصورة و نركز على التجربة العراقية في زمن الدولة الوطنية فانه يمكن القول بان جميع النماذج السياسية التي مرت منذ انشاء الدولة العراقية الحديثة قد قدمت صور مأساوية اكثر بكثير من قليل جدا من الصور المشرقة و القاسم المشترك الذي لا يختلف عليه اثنان هو ان جميع هذه النماذج قد سقطت بشكل مدو تاركة الدمار والفوضى مما يحتم على العراقيين اعادة بناء كل شيء من جديد بدلا من ايجاد اي شيء ايجابي يمكن البناء عليه. اي ان هذه النماذج قد حملت العراقين وزر اخطائها و خطاياها سواء اثناء وجودها و عند زوالها. بكلام اخر انه لا النماذج النخبوية محافظة كانت ام ليبرالية ولا النماذج الشعبية او الشعبوية قدمت شيئا مفيدا للعراقيين كما لم تفعل لا النماذج القائمة في حضن المحتلين ولا النماذج الثورية المعادية للامبريالية والاستعمار ولا النماذج القومية او الوطنية او غيرها. كل هذه النماذج جاءت باحلام وردية سرعان ما تحولت الى كابوس مميت و هذا ما قد يفسر التحول السريع في ولاء الناس من مؤيد يرفع شعار بالروح بالدم الى ناقم يحمل السلاح ويقتل معبود الامس دون هوادة او رحمة. في هذه الحلقة نتحدث عن النموذج الكردي الذي يعتبر الاحدث عراقيا والوحيد كرديا. الصورة التي يتحدث عنها الناس هي بلا شك صورة كئيبة و هي تركز على ان هذا النموذج تحول سريعا الى نظام شرق - اوسطي تقليدي. القوميون عادوا الى حضن الانكليز الذين حرموا الكرد من حقهم قي قيام دولة عندما قسموا املاك الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى. الاشتركيون و التقدميون اصبحوا اصدق اصدقاء الامبريالية الامريكية. الجميع تحولوا الى رأسماليين بمهارات تفوق مهارات اعتى نماذج الرأسمالية الاوليغركية الوحشية في العالم, النضال في سبيل حقوق الشعب الكردي تحول الى سباق من اجل جمع اكبر كمية من الاموال والممتلكات, الكذب والسرقة والاستيلاء على المال العام اصبحت بعضا من الصفات (الحميدة) لافراد النخبة الحاكمة. النظام في كردستان تحول من مجموعة حاولت انقاذ الاكراد من كونهم منبوذين داخل المؤسسة العراقية الى سلطات تمارس الذل للناس بوعي او بغير وعي حيث زادت نسبة الهجرة مع سنوات عمر التجربة الكردية, المسؤولون الاكراد يجلسون مع اجانب بدلا من الجلوس الاكراد, يتمتعون بقصورهم و مزارعهم بدلا من الاطلاع على امور الناس, يفكرون بتجارتهم بدلا من التفكير بمن ينفع الناس, يغدقون اموال الدولة على المطربات والراقصات بدلا من انفاق شيء من اجل اصلاح حال الناس, يقيمون الحفلات الماجنة بدلا من اللقاء مع المثقفين.....نعم تم اهمال المثقفين الذين هم الماكنة المنتجة للافكار والنماذج وجرى محاربة الصحفيين الذين يقدمون هذه النماذج الى الناس. هذه بعض (مزايا) النماذج التي سقطت سابقا والتي اعاد انتاجها النموذج الكردي. لماذا فعل الزعماء والقائمون على النموذج الكردي هذا سيطول كلامه. المهم ان نفهم ان السقوط لا يتعلق بالزوال بشكل مباشر, انه يبدأ بسقوط الهيمنة الاخلاقية حيث تبدأ الناس بالنفور تليها مرحلة التوسلات وينتهي باستخدام العنف والزوال. النموذج الكردي يبدو للاسف انه تجاوز المرحلة الثانية حيث يمر الان بحالة الاختلاط بين التوسل واستخدام العنف. من المؤكد ان السقوط اليم بحد ذاته وهو خسارة لكل العراقيين الذين استبشروا خيرا بالنموذج الكردي ولكن السقوط سيكون اكثر ايلاما للاكراد الذين ناضلوا طويلا وطويلا جدا حتى يحققوا النموذج الاول في العصر الحديث. هل يمكن عمل شيء ازاء ذلك اي هل يمكن اعادة الحياة الى النموذج الهام؟ هذا ما سنحاول بحثه في حلقة تالية.   صبيحة الثورة (5) .. دعوة الى طرح مشاريع واقعية بديلة صبيحة الثورة (4) .. ربيع العرب ام مبدأ الكوكا كولا ؟ صبيحة الثورة (3) .. حراك سياسي و انتصار اول صبيحة الثورة (2).... نداء الى الثوار صبيحة الثورة (1).... ثورة العقل و البناء   * اكاديمي عراقي - الدنمارك