| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي عرمش شوكت

 

 

 

 

الثلاثاء 17 / 7 / 2007

 



الظهير

الحلقة الرابعة عشر
( الأخيرة )


علي عرمش شوكت

في الاسبوع الذي قضاه حميد في دمشق مع رفيقه جميل الياس ( ابو نغم ) حيث بينهما علاقات رفاقية حميمة ، نسجت خلال العمل الحزبي في الظروف الصعبة والسهلة معا في بغداد ، كان ذلك الاسبوع وكأنه اسبوع نقاهة ، حيث كان اهتمام الرفيق ابو نغم به وضيافته له بمستوى العلاقة الرفاقية بينهما ، مع انه ظل يكبت همومه وهواجسه حول مصير رفاقه وعائلته في داخل الوطن ، وفي اليوم الاخير من ذلك الاسبوع ابلغه الرفيق ابو نغم ، بان قيادة الحزب الموجودة في بيروت تطلبه وعليه ينبغي السفر الى هناك ، وقبل السفر ذهبا الى منطقة السيدة زينب حيث توجد هناك مكاتب لسفريات عراقية قد سبق وان اودعت شقيقته ( ام خالد ) حقيبته هناك بعد فشل محاولته عبور الحدود الاولى عن طريق الرطبة ، استلم الحقيبة وعاد متوجها مع الرفيق ابونغم الى مخيم اليرموك حيث يوجد مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و من هناك سافر الى بيروت مع بعض الاخوة الفلسطينين من الجبهة الديمقراطية الذين اوصلوه الى حي الفاكهاني في بيروت الغربية وتحديدا الى مكتب الحزب الشيوعي العراقي ، استقبله هناك عدد من الرفاق الذين . يعرفونه وفي مقدمتهم الرفيق فخري كريم ،
بعد ايام قلائل قضاها في بيت احد الرفاق كان يزوره خلالها الرفيق ابو نبيل ( فخري كريم ) بشكل يومي تقريبا ، وكان افضل ما يسعده هو اطلاعه على اخر ما اصدره الحزب من ادبايات حيث انه متعطش لها ، واثناء ذلك التقى في ذات البيت بالرفيق باقر ابراهيم عضو المكتب السياسي آنئذ وكان معه الرفيق ابو نبيل ، تحدث حميد باسهاب عن مجريات الامور في بغداد وكذلك عن محاولاته لعبوره الحدود ، وكان اللقاء قد استغرق اكثر من ساعتين ،وطلب من الرفيق باقر ابراهيم العجالة في استدعاء عائلته من بغداد لانقاذهم من مخاطر ملاحقة الاجهزة القمعية ، وبالفعل تم ذلك خلال ثلاثة ايام حيث وصلت عائلته برفقة الشهيدة ام ماجد (بدرية داخل ) ومعها ابنها الصغير زياد شلتاغ ، وبعد ذلك اللقاء باسبوع التقى بالرفيق عمر علي الشيخ عضو المكتب السياسي حينذاك واستمع ابو فاروق الى ما رواه حميد لرفاقه في اللقاء السابق .
نقل و عائلته حسب قرار الحزب الى خارج مدينة بيروت منطقة شملان في ذلك الجبل الذي يطل على بيروت من جهة المطار، وكذلك على البحر، سكن في ( فيلة ) جميلة كانت تحت تصرف الحزب يعود امرها الى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وهناك كانت فرصة مناسبة للقاء مع العديد من الرفاق في قيادة الحزب وعوائلهم ، ومنهم الرفيق باقر ابراهيم والرفيق جاسم الحلوائي والرفيق اسعد خضر والرفيق عبد الرزاق الصافي والرفيق عدنان عباس ، وغيرهم من كوادر الحزب ، بقي هناك مع عائلته اربعة شهور تقريبا ، كانت تلك الايام وكأنها رحلة استجمامية في مكان قل نظيره من حيث جمال الطبيعة وطيب المناخ وحتى طبيعة سكان المنطقة الذين جلهم من اللبنانيين المارونيين الطيبين ، لاسيما وان ( الفيلة ) التي سكن فيها كانت تقع على قمة الجبل تحيطها اشجار الكروم واللوز والتين والزيتون المثمرة ، كان يقضي وقته بالاطلاع على الصحف البيروتية اليومية وكذلك بعص الاصدارات الفلسطينية ، واعاد قراءة عدة كراريس ماركسية كما حصل على نسخة من كتاب ( لمحات من تاريخ العالم ) لنهرو ، وثلاثية نجيب محفوظ – السكرية ، وقصر الشوق، وبين القصرين .
وفي اواخر شهرسبتمبر من عام 1980 بلغ من قبل الرفيق باقر ابراهيم بقرار الحزب بالسفر الى اليمن الديمقراطية لان الوجود في لبنان ليس للاستقرار وبخاصة للذين معهم عوائلهم ، حيث لاتتوفر فرص لدراسة الاطفال او فرص للعمل، وكذلك الوضع الامني المتأزم دائما ، وفي ليلة السفر اقام له بعض الرفاق وعوائلهم المتواجدون هناك حفل توديعي ، ومن اؤلئك الرفاق ، عبد الحسين رمضان ، عباس الفياض ، هادي علي الموسوي ، الشهيد كاظم وطبان ، علي حنوش ، وغيرهم ، في الصباح من اليوم التالي خصصت لهم سيارة من الرفاق في الجبهة الديمقراطية اقلتهم الى المطار،كان معهم الرفيقان عبد الحسين رمضان وهادي علي الموسوي اللذان ادخلوهم الى مطار بيروت الدولي بمساعدة احد موظفي سفارة جمهورية اليمن الديمقراطية ، تاوادعوا بحرارة وقد خيمت على الوداع مشاعر الرفقة الاصيلة التي ظل حميد يبحث عن مثلها في غربته هناك ولم يجدها مع الاسف الشديد ، وبذلك انتهى دور الظهير حيث بدأ فصل اخر من حياته اشد صعوبة وقسوة حتى وصل به الامر في بعض الاحيان الى تفضيل ايام السجن في نقرة السلمان على ايامه التي قضاها في عدن !! . واخيرا وليس اخرا ، كلمة لابد من ذكرها :
الاحداث التي اشيراليها كانت حقيقية ، قد عاشها كاتب هذه السطور وربما باصعب مما ذكرت،استخدم اسم ( حميد ) بدلا من اسم الكاتب ، تيمنا باسم الشهيد حميد شلتاغ، اختيرت كلمة ( الظهير ) لتتناسب مع دور ومعاناة الرفاق اللذين اختارهم الحزب للبقاء في الداخل بعد خراب ( الجبهة ) .

انتهى

¤ الحلقة الثالثة عشر

¤ الحلقة الثانية عشر

¤ الحلقة الحادية عشر

¤ الحلقة العاشرة

¤ الحلقة التاسعة

¤ الحلقة الثامنة

¤ الحلقة السابعة

¤ الحلقة السادسة

¤ الحلقة الخامسة

¤ الحلقة الرابعة

¤ الحلقة الثالثة

¤ الحلقة الثانية

¤ الحلقة الأولى