|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت   29  / 8 / 2015                                 يعكوب ابونا                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



دعوها تبقى ثورة سلمية بيضاء .... و ألا ... !!؟؟

يعكوب ابونا

تعرف الثورة كمصطلح سياسي بانها (( حركة جماهيرية تعبر عن عدم الرضا لواقع سياسي تعمل على تغييره ..)) ......
فالثورة اذاً هي ردة فعل لواقع سياسي لا يحقق طموح الجماهير و رضاها في الامن والاستقرار والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتقديم الخدمات وغيرها فيصبح نظاما غير مرغوباً فيه جماهيريا، يرافقه استهجان واستنكار الشعب  لهذا الواقع الذي لا يحقق الا اطماع واهداف الطبقة الحاكمة واعوانهم واذنابهم وكتلهم وطوائفهم ومن لف لفهم من المرتزقه النفعيين.. 

هذا هو حال العراقيين بعد 2003 ، من الطبيعي ان يثار الشعب لان وضع كهذ لا يمكن السكوت عنه ، فان سكت شعبنا طيلة هذه الفترة عن الضيم الذي عاشه كان بسبب ان بعض السياسيين ورجال الدين استغلوا طيبة وبساطة شعبنا وسوقوا لفكرة الثار والانتقام التي ستمارس ضد اتباعهم برحيلهم كما مورس سابقا ، فبقائهم هو الافضل بحجة الحفاظ على الطائفية والمذهبية ، وهكذا مرر هؤلاء على الطيبين من شعبنا هذا الفكر المقيت ،، ولكن خفى على هؤلاء بان شعب صاحب حضارة وتاريخ يمتد لاكثر من سبعة الاف سنه لا يمكن ان تنطلي عليه هذه الالاعيب فان استغل لفترة لا يعنى ان يستغل فترة اخرى او دائما وابدأ ، ... 

وهذا ما حدث فعلا اول ما انتفض شعبنا كان بالجنوب ، واول شهيد كان بالبصرة الصامدة ، واول طلب كان للمتظاهرين التخلص من الذين غدروا بهم وانتفعوا بالسلطه وحرموا ناخبيهم من ابسط حقوقهم ،، لذلك طالبت الجماهير المنتفضة بدولة مدنية ، و بتقديم الخدمات وباصلاح النظام السياسي الفاسد وانتهاء المحاصصة ومحاسبة الفاسدين والسراق والحرامية ، ، وهذه مطاليب مشروعه لا يمكن لاحد الا وان يؤيدها لانها تمس الحاجيات المباشرة والضرورية للمواطن ... فكان موقف المرجعية الدينية ايجابيا ومؤيدا لانتفاضه الجماهيرية ، وزاد عنها الكثير، استجابة رئيس الوزراء حيدر العبادي لهذا النداء فاصدر كما سماها الحزمه الاولى من القرارات الاصلاحية ، شملت اقالة نواب رئيس الجمهورية الثلاثة ونواب رئيس الوزراء ، وتخفيض الرواتب والحمايات وغيرها ،، والكل يعرف بان هؤلاء المستأصلين هم بكل المعايير ، الحيتان الكبيرة الفاسدة في السلطة ، ولكن هل تم تنفيذ تلك القرارات ؟؟ نواب رئيس الجمهورية لم يلتزموا ولم ينفذوا هذا القرار بحجة ان القرار يفتقر الى الاليه القانونية وهو طلب رئيس الجمهورية (الناحية الشكلية) وموافقة مجلس النواب ، وهم لازالوا كما يقولون يمارسون اعمالهم ،، ومن المضحك ان يكون لهم اعمال اي عمل يمارسونه هؤلاء والرئيس الذي هم نوابه ليس له عمل اصلا فمنصبه برتوكولي ليس الا ... وهم يعرفون جيدا ان مناصبهم كانت ترضية لاطماعهم ورغباتهم الفاسده لانها المحاصصة الفاسدة وسيئة الصيت هي التي جاءت بهم وحققت كل هذه الامتيازات لهم وعلى حساب وحقوق الشعب وامواله المستباحه من قبل هؤلاء الشرذمه ، ، فلو كان لهم ذرة من القيم ومن الاحساس والشعور الوطني لما قبلوا على انفسهم اصلا ان يستلموا هكذا مناصب كارتونية ولكن كان هدفهم ان يستحوذوا ويسرقوا اموال الفقراء والمساكين والارامل والايتام بشكل مشروع كما يتوهمون .. ومع ذلك مجلس النواب وافق عل اقالتهم فالموضوعية تحققت بالموافقة فلا حجة لهم بالبقاء .. ..  

الكل يعلم بان الشرارة الاولى للانتفاضه الجماهيرية كانت المطالبه بالخدمات والكهرباء خصوصا واقالة وزير الكهرباء ، ولكن الذي نجده لحد اليوم لازال وزير الكهرباء في منصبه ، لماذا لان رئيس الوزراء لا يستطيع اقالته الا بعد موافقة الكتله التي ينتمى اليها الوزير وتأتي هي بغيره من نفس الكتله لان نظام المحاصصة سيئ الصيت لازال يعمل ، هكذا يقول ، و اما اللجوء الى التوافقات السياسية والدستورية داخل البرلمان التي توجب على البرلمان ان يستجوب الوزير اولا قبل اقالته ، ، لاحظوا مدى الاستهانه بجماهير شعبنا المنتفضة ، كتلة الوزير ترفض اصلا استجواب البرلمان لوزيرها ،!!!وليس اقالته فكيف لو كان الطلب اقالة ؟؟؟ مجرد استجواب ليعرف البرلمان من المسبب بهذا الذي حدث ويحدث في وزارة الكهرباء ، الا انهم رفضوا ،،!! بحجة كي لا تستحوذ كتله اخرى على الوزارة ، الكتل السياسية في البرلمان لا زالت تعيش زمن المحاصصة وسياسة التوافقات التي اوصلوا بها العراق الى ما هو عليه اليوم ، هؤلاء لا زالوا في سباتهم لم يستيقضوا على هتافات الجماهير في الساحات ، لذلك فعلى الجماهير ان ترفع صراخها كهدير ليصل الى اذان هؤلاء الصم ... لكي يفيقوا من غيهم ويعلموا ان الشعب قد انتفض وثار على الفاسدين والحرامية والسراق عموما وهم منهم .. ، رغم قرار خفض الرواتب لازال النواب يأخذون كامل رواتبهم / والقضاء رفض الانصياع والاستجابه لصوت الشعب باجراء الاصلاحات القضائية ، السلطات لا تستجيب لطلب الجماهير وتنفذ مطاليبها وتحقق ارادتها في التغيير ومحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم ، كيف يحساب فاسد فاسد مثله ..؟؟؟

المالكي قالها صراحة لدي اضابير الاتهام للكثيرين .. ؟؟ لماذا الى اليوم يحتفظ بها المالكي ؟؟؟ سؤال المفروض انيوجه له من قبل القضاء ؟؟ لان اخفاء المعلومات عن الجريمه والمجرم جريمه يعاقب عليها القانون ، لانه ان لم يكن شريكاً لهؤلاء المجرمين بالجريمه لما اخفى تلك الاضابير ؟؟.. فهي اذاً تهمه اخفاء المعلومات ؟؟ اي قضاء هذا الذي سيحاسب ؟؟؟؟ ايادي الثوار والمرجعية تشير الى ضرورة اصلاحه واقصاء القضاة الفاسدين منه ، ولكن مجلس القضاء الاعلى يرفض الاستجابه لهذه الطلبات لا بل يرفض حتى ان يقبل احالة رئيسه مدحت المحمود الى التقاعد بناء على طلبه (لا نعلم الحكمة من عدم قبول المجلس طلب رئيسه باحالته على التقاعد .) وليس الى المحاكمة كمتهم ؟؟ ، غريب امور عجيب قضية ..؟؟؟!!

البرلمان لا زال يعيش زمن المحاصصة السياسية والوزراء لازالوا يعيشون ويتبجحون بكتلهم والقضاء لازال يترنح بفساده وبحمى الدستور..؟؟ (وكأن الديره اصبحت - كلمن ايدوا الو - كما يقول غوارالطوشي).. اين العبادي من كل هذا ..؟؟؟؟

قلنا في مقال سابق في 8 \8 \ 2015 (الشعب يريد ...... ولكن ؟؟) بان العبادي سيكون مكتوف الايدي في اصلاحاته امام البرلمان بمعنى اخر سلطة البرلمان التي تقوم على الاستحقاقات البرلمانية والتوافقات السياسية هي التي سوف ترد اصلاحات العبادي وتكون حجرة عثرة امام تحقيقها بحجة ان اصلاحاته لا تتوافق واحكام الدستور ،، او لم تحظ بموافقات سياسية وفق الاستحقاقات الانتخابية ، وانه لم يشارك هؤلاء السياسيين في اتخاذ قراراته لكي تستوعب الكل في اقرارها وادارتها ، !! ؟؟ وكأنهم ليسوا هم بهذه التوافقات والاستحقاقات اوصلوا العراق الى ما هو عليه ، هم المشكله بعينها وليسوا جزء من حلها لكي يدعون بان لهم الاولية بالمشاركه بهذا الاصلاح / فاقد الشئ لا يعطيه ، هم الفاسدون والشعب يريد اجتثاثهم ، لذلك نجدهم يضعون العصى في الدولاب ، والا هل هم بهذه الدرجه من الغباء والسذاجه لا يعلمون من كان السبب بما وصل اليه العراق .. اليسوا هم ؟؟؟؟؟؟؟ لولاهم وما عملوه ما بعد 2003 الى يومنا ، ، فاوصلوا العراق لهذا الوضع المزري السئ ، ؟ ومع ذلك لم يتعظوا ولم يتعلموا ولازالوا يتحدثون بدون خجل عن تلك الاستحقاقات ، اعمالهم وسلوكياتهم كانت السبب ان ينزل الثوار الى الشوارع والساحات طاليين الاصلاح وانهاء الفساد والتخلص من الفاسدين بشكل قانوني واجراء اصلاحي سلمي تحققه السلطة .. وخولت الجماهير والمرجعية الدينية وفوضت رئيس الوزراء اتخاذ الاجراءات الكفيله لتحقيق ذلك ، والكل يعرف بان اكبر قوة في اي بلد هي قوة الشعب والشعب هو مصدر السلطات والشعب العراقي يطلب ويريد ويخول رئيس الوزراء ، والقوة الثانية بالعراق طبعا هي قوة المرجعية ، على هذه القوة يجب على العبادي ان يعتمد ويضرب بيد من حديد كل من يقف حجر عثرة امام اصلاحاته ، والا سوف لا يكون هناك مخرج الا كما قلنا سابقا ، هو

1- اقالة الحكومة وتشكيل حكومه تكنوقراط مستقله

2 - حل البرلمان 

3 - ايقاف العمل الدستور ... ..

بهذا سوف يكون الطريق امام العبادي سهلا وتحقيق الاصلاحات ممكناً .. وسيكون هذا انتصاراً على داعش من جانب اخر ..

دعوها تستمر ثورة سلمية بيضاء .. وحققوا الاصلاحات ولا تضغطوا على الثوار اكثر من اللازم لان للصبر حدود ، والضغط يولد الانفجار ، شعبنا واعي ومدرك لكل ما يجري ، لا تذروا الرمال بعيون شعبكم .. الاصلاحات على الورق الشعب لا يرتضيها .. الجماهير تطلب التغيير واستئصال الفساد والفاسدين ،، ؟؟

على رئيس الوزراء ان يتجاوز هؤلاء ويعمل بجديه ويعرف بان الشعب هو مصدر السلطات ، وليس رئيس حزبه او رئيس قائمته الانتخابية وتكتله الطائفي ، الشعب جاء بهؤلاء للحكم ، فقوة العبادي هي بالتفويض الذي منحه الشعب الثائر والمرجعية التي ساندت الجاهير في مطاليبها ، فلا تعلو عليهما قوة اخرى مهما كانت ، فاستغل يا عبادي هذه القوة واضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه بالوقوف امام اهداف الشعب وطموحاته المشروعه ، ، وحاسب الفاسدين وفعّل بشكل ايجابي وقوي مبدأ من اين لك هذا ؟؟؟؟ ابتداء من الرئاسات الثلاث الى الوزراء والنواب والمسؤولين من مدير عام فما فوق ، كذلك المحافظين ومجالس المحافظات التي لا مبرر اصلا لوجودها فهي عبء ثقيل على خزينة الدوله لا مبر له . ، لا تفوت الفرصة اعملها قبل فوات الاوان ،، لا تدع الشعب يغير من مسار ثورته البيضاء ، الشعب مصمم على تحقيق اهدافه ورغباته ومصالحه المشروعه باي وسيله ، ان عجزتم عن تحقيقها فالشعب له القدرة على ذلك بطرقه الخاصة والمباشرة .

الويل لمن يقف في طريق نضال الشعوب ، اعمل وسيرى الله وشعبك عملك ،، والا ستكون السبب بان يغير الشعب مسار ثورته السلمية الى ثورة حقيقية تسحق من يقف في طريقها وتحقق طموحاتها واهدافها وتحقق الامن والاستقرار والعدالة والمساواة ..

الويل لمن لا يعتظ ويتعلم ......

 

27 \ 8 \2015

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter