Tahsin515@hotmail.com
الثلاثاء 14/12/ 2010
إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد
(4)تحسين المنذري
أحمد الدجيلي وداعا
رحلت وفي ذهنك مشاريع شتى ، مشاريع لا تقترب من المستبدين بشئ ، أنت المدير العام في وزارة الامن الوطني ، ذلك يعني إن مهنتك كما عرفنا نحن في العراق وتعلمنا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسلم والتضامن ، لكنك كنت عضوا في رئاسة مجلس السلم والتضامن العراقي . يوم فـُتحت صناديق أسموها إنتخابية لتأكيد بقائهم زورا ، كنت أنت تلج َّ الابواب مع شريكة عمرك لكي ينتخب الناس من لا يريدهم المستبدون الجدد ، وحينما وجدت حبات المسبحة تفلت من بين يديك ، بادرت لتأسيس برلمان بديل ، أو هو برلمان الظل ، وأسميته مجلس الرقابة الشعبية .
في وقت يبني أقرانك المدراء العامون قصورا ويهربون أموالا لخارج العراق ليضمنوا مستقبلهم وعوائلهم ، تسكن أنت وعائلتك دارا مستأجرة في الكاظمية . إنه زمن ردئ يتباهي فيه المستبدون بعديد حمايتهم ، وأنت تعيد مخصصات حمايتك لميزانية دائرتك وتجوب الشوارع وحيدا ، كنت هدفا لهم وهم قريبون منك لكنك بعناد أبدي كنت تعمل وتجتهد وتجد ، فإن عرف منفذوا جريمة إغتيالك القذرين طريق ذهابك وإيابك كما في كل يوم ، فكيف عرفوا موعد خروجك المبكر من عملك يوم الخميس 9/12/2010 لكي ينتظروك عند أقرب مفرزة للتفتيش حيث الزحمة تغلق الشوارع وسير السيارات ويوجهوا رصاصات كواتمهم نحوك وتغادرنا في الحال دون وداع .
لست غريبا عن الموت والشهادة فألتحقت بركب شهداء عائلتك ، أبيك وأخيك وعمك وأبناء عمومتك وجمهرة أقاربك الاخرين ، شهداء الدجيل ، ضحايا زمن الدكتاتور المقبور ، ذلك الزمن الذي يريد له المستبدون أن يعود ، لكن بألوان أخرى ليس فيها اللون الزيتوني .
إنهم المقتولون ولست أنت ، فمشروعهم سيموت حتما ، ومشروعك باق ٍ أبدا ً
أحمد يعقوب الدجيلي ، يا زوج شقيقتي وصديقي وداعاً.
إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد (3)
إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد (2)
إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد (1)