Tahsin515@hotmail.com
الأثنين 6/12/ 2010
إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد
(2)تحسين المنذري
هكذا إذن يصف السيد كامل الزيدي المعترضين على قراراته وأفعاله بأنهم " مأجورين " وإنهم " لم يفهموا القرار " ببساطة شديدة يريد أن يقول هو وما يفعل الصحيح وغيره لا ، ولا أدري ما فرقه عن المقبور صدام وأزلامه عندما كانوا يصفون كل معارضيهم بالعمالة .
ويهدد السيد الزيدي بتسيير مظاهرات مليونية تأييدا لتصرفاته ، وهذا ماكانت تفعله أجهزة النظام الدكتاتوري الساقط مع كل سعلة أو تنهد للدكتاتور المقبور .
ويتهم السيد الزيدي المعتصمين في يوم الجمعة الماضي بشارع المتنبي بأنهم يعتدون على حريات الاخرين ، مثلما كان النظام المقبور يتهم كل معترض ٍ على سياسته بأنه معتد ٍ على الشعب العراقي .
وأتصور أن لا داعي للاستمرار في مقارنة الزيدي بنظام البعث المقبور، يكفي إنه إعتمد فيما فعل على قرارات دكتاتورية البعث الساقط وقوانينه، بل ويقولها بملئ الفم بلا حياء ولا تردد .
لم تكن قرارات الزيدي فردية كما أتصور وليست هي طارئة ولم تأت ِ في وقت غير مناسب، بل هي مقصودة، وذات توجه فكري محدد، وتسبق شهر محرم الحرام بأيام ،وبعد ايام من تكليف المالكي رسميا بتشكيل الحكومة ، وهم على علم مسبق بأنها ستلاقي الرفض والاحتجاج ، وهم مهيأين للرد ، واللجوء الى الدين كسلاح فكري في المواجهة وإثارة عواطف الناس أرتباطا بشهر محرم وما يثيره من عواطف لدى الغالبية الساحقة من عموم المواطنين البسطاء ، ولا أتصور إن المحتجين كانوا راغبين لممارسة الرذيلة كما يفهمها فكر الزيدي ورهطه ، إن القضية هي ببساطة قضية رأي عام وحق في ممارسة الحرية الشخصية وضرورة إحترام مبادئ حقوق الانسان سيما ونحن نقترب من الذكرى الثانية والستين لاعلانها . وهنا لابد من التساؤل عن الموقف الرسمي للسيد نوري المالكي خاصة وإن الزيدي جاء الى سدة الحكم عبر قائمة ( دولة القانون ) التي يرأسها المالكي نفسه ، وأيضا من الضروري لكل القوى المتنفذة وغير المتنفذة أن تقول رأيها بما يجري فالصمت قد يقودنا الى المثل المشهور " أ ُكـِلت ُ يوم أ ُكِلَ الثور الابيض "