| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

تحسين المنذري

Tahsin515@hotmail.com

 

 


 

الأحد 5/12/ 2010



إنهم يدقون ركائزا ً للاستبداد

تحسين المنذري

ليست هي المرة الاولى التي تقف فيها السلطات العراقية ـ محلية كانت أم مركزية ـ بوجه الحريات العامة والتجاوز على حقوق المواطنين بما فيها تلك التي أقرها الدستور الذي وضعوه هم بأنفسهم .فغلق النادي الاجتماعي لإتحاد الادباء وأمثاله من النوادي الاجتماعية في بغداد ، ليس إلا حلقة من سلسلة غير قصيرة من التجاوزات والانتهاكات الفضة ، بدءا ً من قرار مجلس الحكم رقم (137) سئ الصيت ، وقرار حكومة الجعفري الفاشلة بكل المعايير رقم (8750) في 8/8/2005 القاضي بتجميد أرصدة منظمات المجتمع المدني والذي مازال ساريا ، ومرورا بكل الانتهاكات التي مارستها أجهزة السلطة بحق متظاهري الكهرباء في البصرة والناصرية ، وحجب الموافقة عن عدد غير قليل من طلبات التظاهر والاعتصام في مدن عدة بما فيها بغداد ، وإلقاء القبض على عدد من الناشطين في محافظات مختلفة وإجبارهم على توقيع تعهد بعدم ممارسة الانشطة السياسية كما هو الحال في زمن الدكتاتورية الساقطة ، بل وحتى الإبقاء على القانون رقم (150) لسنة 1987 القاضي بتحويل العمال الحكوميين الى موظفين ، وليس إستثناءا ما قاله السيد المالكي في إجتماع عشائري في رده على أحد المطالبين ببقائه في الحكم " ومنو كالك راح ننطيها " تلك العبارة التي عبر فيها المالكي عن رفضه لمبدأ تداول السلطة الذي أقره الدستور .

إن كل ماجرى ويجري الان ليس بمعزل عن فكر الأحزاب المتنفذة في السلطة ، فمنع كل ماهو مبهج ويشيع الفرح بين الناس يأتي من حرمة الطرب ، والشعر غير مرغوب فيه فالشعراء يتبعهم الغاوون ، والفن يلهي الناس عن العبادة ،والتصوير حرام لانه من شأن الخالق فقط ، والعلم يتناقض مع جملة مفاهيم وقيم تؤمن بها تلك الاحزاب فكرا وممارسة ، وغير ذلك الكثير مما يؤدي حتما الى تجهيل أكبر للشعب وتكريس لثقافة الظلام ، والذي بدوره يكرس بقاء تلك القوى في الحكم لاطول فترة ممكنة ، هي محاولات لتأسيس شكلا اخرا للاستبداد قد يكون إستبدادا ً لفكر معين ، أو لطائفة ما ، ومن ثم لحزب بعينه ، وهكذا .

إن الوقوف بوجه كل تلك الممارسات وفضحها بشتى الوسائل يعد الواجب الاهم اليوم من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية وإحترام حقوق الانسان وتمتعه بحد أدنى من الكرامة ، ووضع العراقيل بوجه إستمرار تلك الممارسات، فقط لاجل وطن أجمل وضمان أكبر لاجيال عانت وتعاني الى اليوم من عسف الدكتاتورية البائدة ومن ممارسات تلتقي مع ما بنته تلك الدكتاتورية من قمع وعسف وتغييب للحريات العامة وحرية الفرد خصوصا .


 


 

free web counter