| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رواء الجصاني

jassaany@yahoo.com

 

 

 

 

الأثنين 8/27/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


محطات في ثمانينات الجواهري
(3-3)


رواء الجصاني
jassaany@yahoo.com

تنتصف ثمانينات القرن الماضي، والجواهري الكبير تتناصفه براغ ودمشق، وتعيش معه هموم البلاد المستباحة ارهاباً وعسفاً وحروباً داخلية وخارجية، ومن دون أن تلوح في الأفق مؤشرات لوقف نزيف الدم "والثارات والاحن"... ولربما شاء الشيخ الجليل أن يهرب، ولو لبعض الوقت، من "جبال اسى" يحملها جراء تلكم الأوضاع، فيعكف جدياً هذه المرة – بعد محاولات متناثرة سابقة – ليؤرخ ذكريات عن "البلد العجيب"، وشهادات "حادي قوافله"، كما يصف نفسه أحياناً... وإذ ينال منه ضعف البصر – لا البصيرة – "وقد بُلغَّ الثمانين"، تصعب عليه الكتابة، فنجده يلجأ إلى الأشرطة الصوتية تارة، والفيديو أحياناً أخرى، ليتم تحويل تسجيلاته لاحقاً إلى مسودات ورقية، تليها مراجعات ومراجعات، وبتفاصيل وفيرة، طويلة الحكايات...
وبرغم "ضريبة العمر"التي يعترف بها لماماً – ولكن أمام المقربين فقط - ينتاب الجواهري الكبير في بعض تلك الأعوام الثمانينية، حنين إلى "عهد الصبا، لو طلل سمع الشكوى..."، بل وتعتامه " صبوات مهر" بين وقت وآخر، وفقاً لشهود عيان، لعل كاتب هذه السطور من بينهم!!!
وفي تلك السنوات أيضاً، وحواليها، يلبي الجواهري زيارة خاطفة إلى بولندا لحضور فعاليات احتفائية، بمناسبة الذكرى الأربعين لانبثاق مجلس السلم العالمي الذي كان قد شارك في مؤتمره التأسيسي بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية... كما يقضي أياماً في طرابلس ومدن ليبية أخرى، بضيافة زعامات ثقافية ورسمية آثرت الاحتفاء بشاعر العربية الأكبر، والرمز العراقي الأبرز.
ولمزيد من التوثيق عن هذه الفترة نشير إلى أن وزارة الثقافة السورية قد بدأت في عام 1986 توزيع الجزء الأخير – الخامس – من طبعة شبه كاملة لديوان الشاعر الكبير ضمت غالبية خرائده، مرتبة – وفي سابقة أولى - حسب حروف الهجاء... كما ويصدر في السنة ذاتها مؤلف مهم للكاتب والباحث العراقي المعروف حسن العلوي حمل عنوان "الجواهري ديوان العصر"... ومن المفيد أيضاً التنويه هنا إلى أن "اليفن المجيد" قد كتب في الأعوام الخمسة الأخيرة من ثمانينات القرن الماضي خمس قصائد جديدة، اختلفت محاورها وتنوعت بين دالية "عهد المروءة" في مناجاة براغ عام 1985، وميمية سياسية عام 1986، ودالية "عائلية" عام 1988، إضافة لرثائية "نبيهة" المؤثرة، والتي ألقاها في دمشق خلال تشييع مهيب لشقيقته الوحيدة عام 1987... ذلك فضلاً عن قصيدة "صاح قلها ولا تخفْ" عام 1986، وقد جاءت عنيفة كما يبين عنوانها، وفيها أكثر من غضب شاعر وعتاب رمز، ومرارة انسان...

¤ محطات في ثمانينات الجواهري  -2

¤ محطات في ثمانينات الجواهري  -1