| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

رواء الجصاني

jassaany@yahoo.com

 

 

 

 

الأحد  12/8/ 2007

 

 


محطات في ثمانينات الجواهري
(1-3)


رواء الجصاني
jassaany@yahoo.com

باستثناء بعض اللقطات الخبرية، بقيت ثمانينات الجواهري دون توثيق ملموس حتى اليوم، وقد توفق اللمحات السريعة التالية في تأشير بعض المحطات الرئيسة بهذا الشأن، خاصة وأنها تجيء من خلال معايشة مباشرة لكاتب هذه السطور، وعلى طريق ومنهج مؤلفه ذي الصلة: "أصداء وظلال في سبعينات الجواهري" الصادر عام 2001.
وتبرز أهمية هذا التوثيق لبعض سجل الجواهري من تزامن ثمانينات الشاعر الكبير مع ثمانينات القرن العشرين تماماً، حين شهدت البلاد العراقية أحداثاً وشؤوناً وشجوناً بالغة الاستثناء كما يثبت المؤرخون... وخاصة حرب النظام مع إيران في مطلع العقد، وغزوه الكويت في نهايته، وما ترتب على ذلك من مآسٍ ودمار وكوارث.
وتوثق لنا وقائع تلكم الفترة شيوع الارهاب، ولمديات قصوى في العراق، ليطال حتى بيت الشاعر والرمز الوطني الكبير، حين اقتيدت ابنته الوسطى لدوائر الأمن، واعتقل وعذب أصغر أبنائه لعدة أيام إضافة لاحتجاز وتهجير العديد من أفراد الأسرة الجواهرية... وقد أكد ذلك قناعات جديدة بشأن الطريق التي صممت على انتهاجها قيادات حزب البعث الحاكم آنذاك، باصرار و"ثبات"، كما أكدت السنوات اللاحقة... وهكذا يقرر الشيخ الثمانيني الجليل، الهجرة من الوطن، وهو يحمل "منقاراً وأجنحة" ليس إلا، عائداً للاغتراب من جديد إلى العاصمة التشيكية، وحتى مطلع التسعينات، ليستقر بعدها في دمشق الشام وحتى رحيله عام 1997.
وفي براغ، مغتربه القديم – الجديد، يقيم الجواهري في "شقيقة" مؤجرة لا تتعدى مساحتها السبعين متراً مربعاً أو تكاد، منشغلاً بالشعر والوطن وما بينهما، باحثاً عن ايما استقرار، عارفاً سلفاً أن ذلك وهماً بعيد المنال لمن مثله "صاعقاً متلهباً" و"سبوحاً عانق الموجة مداً وانحسارا" طوال عقود حياته المديدة... وتعود تلك "الشُقيقة" كما في الستينات والسبعينات، مزاراً لقيادات سياسية معارضة، ولنخب مثقفين عراقيين وعرب، تستمع لآراء وأحاديث الجواهري واستشرافاته... ولربما توجز قصيدته النونية عام 1980 بعضاً من همومه، ورؤاه لأوضاع وآفاق "البلد العجيب".
وخلال السنوات الأولى من ثمانيناته – وهي ثمانينات القرن الماضي كما سبق القول، وجهت للجواهري الكبير دعوات عديدة لزيارات رسمية، وفعاليات ثقافية بارزة، لم يلبّ منها إلا قليلاً، ومن أبرزها دعوتان رسميتان إلى العاصمة السورية دمشق التي كان قد كتب عنها رائعة جديدة في أواسط عام 1980، والثانية إلى عدن، عاصمة اليمن الجنوبية حيث ألقى فيها نونيته العصماء عام 1982...

يتبع