الأربعاء 13/9/ 2006
هذيانات( 5 )
متعب المهاجر
Mut3ibalmuhajer@hotmail.comلثلاثة ايام متتالية اتصل بصديقي عبيد الاملح ولعدة مرات يوميا دون جدوى ، فهاتفه النقال مغلقا او هو خارج نطاق الخدمة كما يأتيني صوت فتاة الاجابة الاوتوماتيكية ، وهاتف بيتهم كالعادة عاطل عن العمل منذ ما يقرب العامين ، قلقت جدا واحترت ، في اليوم الرابع (امس) ومابين القلق والخوف اتصلت في محاولة يائسة لكن صديقي عبيد الاملح اجاب وفي صوته نبرة فرح طفولي برئ ، وبدون سلام ولا استئذان قلت له :- ما الخبر ياعبيد اقلقتني عليك جدا ، لا تجيب لثلاثة ايام قضت ؟
- ولِمَ القلق ياصديقي قال لي الامور كلها بخير وانا كنت في البصرة ثغر العراق الباسم ابدا ، البصرة الفيحاء ، مدينة النخيل والعشار والكورنيش
- ماذا تفعل هناك ياعبيد ؟
- لقد شاهدت بام عيني تجربة العراق العظيمة ، تجربة امتلاك الشعب لثرواته والتصرف بها كما يشاء ، انها تجربة رائدة لا توازيها تجارب العالم كله ... انه الشعب من يدير امورثرواته بنفسه ، يبيع يصدر يتسلم الارباح ويوزعها
- لم افهم ياعبيد ماذا تعني ؟ اختصر رجاءا بلا مقدمات ولا فلسفة كل ما في الامر اني قلقتُ عليك فان كنت سالما ذلك يكفي
- اسمع ياصديقي دعني احكي لك ما رأيت بعيني ... لقد ذعبت الى البصرة بنائا على دعوة تلقيتها من احد اصدقائي البصراويين والذي لا تعرفه انت ، لقد حكى لي هذا الصديق عن تجربة امتلاك الشعب لخيراته ودعاني لكي ارى بعيني وذهبت ورأيت هول التجربة العظسمة ، ذهبت الى ميناء تصدير وشاهدت البواخر التي تحمل النفط والقائمين عليها وسألتُ بتفسي عن الجهات المستفيدة من التصدير وجاءتني الاجابات بكل حرية وصراحة وشفافية ، فتلك الباخرة التي تحركت للتو تذهب اموال نفطها الى السيد فلان وهذه التي تحمل الان لمصلحة شيخ فلتان وسيد علان وهما شركاء في هذه الباخرة لان اتباعهما اقل من اتباع سيد فلان ، وتلك التي تنتظر دورها للتحميل وهي ناقلة عملاقة ستعود فوائدها الى الحزب الفلاني وبالامس تحركت مثلها ناقلة عملاقة وكانت لمصلحة الجيش الفلتاني العقائدي
- قلت له تقصد انك رأيت بعينك عمليات سرقة وتهريب النفط
فأجابني ممتعضا من سؤالي : اخي اي سرقة اي تهريب ؟ لو كانت كذلك لما تمت في وضح النهار وامام الجميع بلا استحياء ، انها عملية ادارة الشعب لامواله ، ان كل تجارب الثورات التي سبقتنا ونادت بعائدية الاموال والثروات للشعب المالك الحقيقي لها ، فشلت في تطبيق شعاراتها ونهارت تجاربها ، الا تتذكر كيف ان حناجرنا انطلقت عام 1973 عند تأميم النفط مرددين جميعا وبصوت واحد (نفط الشعب للشعب ) قلت نعم اتذكر فقال وهاهو التطبيق العملي للشعار يتم الان ، اليس السادة والشيوخ الافاضل والاحزاب والجيوش هم من ابناء الشعب العراقي المالك الحقيقي للنفط ، قلت باى ، قال اذاً هم من يستفاد وسيأتينا الدور انا واخرين امثالي لكي نصدر بأنفسنا ، هكذا وعدونا ، الكل سيناله من النفط الخير الوفير، الكل له حصة في النفط ، دعهم يصدرون ويبيعون نفطهم ، انه تطبيق حقيقي لشعار :
(نفط الشعب للشعب )