السبت 2/9/ 2006
هذيانات(2)
متعب المهاجر
Mut3ibalmuhajer@hotmail.comردا للجميل قررت ان اتصل ثانية بصديقي عبيد الاملح ، فانه قد حل لي لغزا محيرا ذلك هو منع حركة العجلات في المناسبات الدينية ، وقلت مع نفسي ربما يكون صديقي في عوز فأستطيع مساعدته ، او ان الوضع الاقتصادي المتردي قد اثر فيه وعائلته واتمكن من تقديم شئ ما اليه ، او انه لديه مشكلة مستعصية فأتفلسف انا بمساعدته على حلها او ...او... غير ذلك ، وما ان بادرت بعد السلام عليه للاستفسار عن تلك الامور واذا به يفاجئني باجابات ما كنت اتصور انها حقيقة قائمة وموجودة فعلا ، فقد تحدث عن الخير الوفير الذي ينعم به المواطن العراقي الان فكل المواد الغذائية التي اتصورها او حتى احلم بها موجودة بكثرة كاثرة وباسعار زهيدة جدا بدءا من الحبوب كالرز والعدس والماش ومرورا بكل انواع اللحوم البيضاء منها والحمراء وليس انتهاءا بكل انواع الخضار والفواكه المستوردة والمنتجة محليا والتي صار الناس يتفنون في طريقة اتلافها بعدما يأكلون منها ما يشاؤون ، حتى ان اطفاله قد ملّوا لحم الغنم ويسألوه عن لحم الغزال الذي يوفره لهم بالاسبوع مرة واحدة ليس لارتفاع سعره لكن لعدم وجود قصاب متخصص بالغزلان في منطقة سكناهم مما يضطره الى الانتقال لمنطقة اخرى بعيدة نسبيا لجلب لحم الغزال وهو كما قال بانه قد اصبح كسولا لا يحب الحركة غير الضرورية ، كذلك حدثني عن وسائط النقل الحديثة من باصات وسيارات اجرة متطورة وكيف ان المواطن الذي لا يملك سيارة صار يتدلل على سائق التكسي الانيق جدا بان يسمع اغنية مطربه المفضل خلال ركوبه السيارة وان على سائق التكسي التقليل من درحة التبريد في السيارة لكي لا يصاب الراكب بالزكام من شدته ومن هذه الامور العجب العجاب ، اضطررت لمقاطعته والاستفسار عن سبب كل ذلك واذا به يندهش لسؤالي وقال لي كنت اتصور انك تعرف اي نعمة قد حلت علينا ووفرت لنا كل هذه الخيرات ومازلت في دهشة من امري لينقل لي مقولة تناقلها العرب منذ مئات السنين مسندة الى ابي جرجار العرار عن حُبَيّب ابن الحنطة عن المتعكز البوشهري عن المسلول القندهاري عن المشيرف الباكستاني عن العلامة البصري اسد ابن نمر اليوسفي عن داء ابن دواء الغازي عن كل الاعراب الاقحاح اذ قالوا :
" الطموا فباللطم تزداد النِعَم "يتبع