| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الأربعاء 29/4/ 2009



ضوء على
المشاكل الجنسية بين الزوجين
(4)

د. مزاحم مبارك مال الله

ما العمل .. ؟  

وبعد أن استعرضنا بشكل مكثّف أهم المشاكل الجنسية والتي من الممكن أن يلاقيها أو يصادفها أو يعيشها أي زوجين، فلابد من وضع الحلول والبدائل لتجاوز تلك الأزمات.

ومفاتيحنا في الحلول أو في الأقتراحات التي نراها مناسبة هي العودة الى الأسس التي تُبنى عليها أية علاقة سليمة وناجحة ومتكافئة،وهي:ـ

1.    الثقافة والثقافة الجنسية.

2.    الحب والأحترام وما ينتج عنهما من أنسجام.

3.    المطاوعة والمرونة والشفافية وروح المسامحة.

4.    التعاون والمشاركة والأشتراك.

الثقافة والثقافة الجنسية:

كثرة جداً هي الحقائق التي تم  ويتم وسيتم أكتشافها عبر مراحل تطور البشرية من الناحيتين المعرفية والأجتماعية ، لذا فالكثير من المعارف تم أكتسابها وبدأ الناس يطبقونها أفضت الى نتائج أيجابية وأنعكست على هيئة أستقرار عائلي ونمو أجتماعي نسبي، ولأجل الوصول الى المعرفة فيجب الدراسة والتعلم والأطلاع وبكل الوسائل الكلاسيكية والحديثة المتطورة ، وعليه فلابد من التثقف، لابد من أغناء الفكر والممارسة الفكرية والتي بلا أدنى شك ستنعكس على شكل سلوك أنساني متميز عن غيره.

الثقافة العامة وهذا يأتي من مكافحة الأمية وبكل الوسائل وجعل التعليم أجباري وعلى كافة المستويات مع مراعاة التفاوت بين الناس في الأستيعاب  وهذا الأجبار لايجوز ان يكون نتاج مزاج أو قرارات فوقية بقدر ما الأمر متعلق بالوضع الأقتصادي ورفع الحيف والظلم الأجتماعيين عن كاهل الغالبية الساحقة من الشعب والفقراء بطبيعة الحال هم الأغلبية.

ومن خلال ما سيكتسبه الأنسان من معرفة دراسية لابد من تغذيته بالثقافة الجنسية وهذا أمر محوري يتماشى مع تطور البشرية والذي يجب أن يكون مشفوعاً بالتشجيع والدفع الى الأمام نحو التثقيف الذاتي، أذا يبقى التثقيف الذاتي هو الخاصة الخصوصية التي تتعدد تجاربها بقدر تعدد مكتسبيها.

وحتى وان توفرت كل هذه الأمور أذ قلنا( في الجزء الأول):ـ [إن المعرفة ليست كتاب يقرأ فقط وإنما هي حالة كفاءة لترجمة المعرفة الى واقع ملموس من التحرر الذاتي].

ولكن العائق الأهم في كل هذا هو الخجل والحياء الغريزي لدى الأنسان وهو أمر طبيعي جداً ويمكن من الحد من تأثيره(المانع للمعرفة) وذلك بالتدريج وأشاعة روح كسر الخجل وتحويل المعرفة الجنسية كسلاح بيد الناس للتطور والتقدم، بل تغيير المفهوم السطحي الساذج للمعرفة الجنسية من أشباع الغريزة فقط وربما الأتجار بها الى مفهوم ومجموعة مفاهيم حضارية ـ أنسانية تدخل كأساس لردم الفجوات التي تعكر حياة الأسرة.

الحب والأحترام وما ينتج عنهما من أنسجام

الحب صورة الشعور والأحساس المنعكسة عن معطيات مادية متجانسة(متوافقة) بين أثنين جمعتهما ظروف قرّبت بينهما.

والحب يسير بخطوات مضطردة تتداخل في سيره كل الحواس،وسينمو(أو هكذا يُفترض أن ينمو) الأحترام المتبادل جراء ذلك المسير،والأحترام  المتبادل يشمل أحترام الرأي و السلوك، والأهل والجسد والفكر والمعتقد وغير ذلك، يجب أن تكون العلاقة بين الحبيب وحبيبته علاقة متكافأة  ووحدة نفسية ستنعكس لامحالة على الوحدة الجسدية.

والأحترام ليس سلعة، أنما هو تكوين وصيرورة، ينمو ويتعزز ويتطور ومن ثم يبدأ هو بخلق مطيبات الحياة بما فيها الممارسة الجنسية.

وعوامل تكوين الأحترام تكمن أساساً بالأعتراف الكامل بأحقية النصف الثاني في الحياة المتساوية على قدر العطاء المتساوي والذي يلعب الأستقلال الأقتصادي فيه دوره الفاعل.

غالباً ما تكون المرأة هي ضحية غياب الأحترام،والذي تدفع ثمنه الكثير من كرامتها وشخصيتها، بل هي المستضعفة على طول الخط في هذا المجتمع الذكوري المتسلط والذي يمنح الرجل كل أدوات القهر وأساليب أهانة المرأة بما فيها تسخير القوانين الوضعية التي توفر له الحق بالجور الأضافي على الزوجة.

ولكن تعليم المرأة وتوفير فرصة العمل لها وتأمين القوانين التي تمنع الأستهانة بكيانها الأنساني وتحررها الأقتصادي ، فأن كل هذه المفردات ستجعل الرجل(النصف الأخر)يفكر ملياً قبل أن يتجرأ بلثم كرامة زوجته.

وبنفس الوقت فالأحترام المتبادل يتوجب توفر المعطيات لدى الطرفين وليس لدى طرف واحد ، وهذا ما يحمّل المرأة مهمة المعرفة الحياتية والأجتماعية.

أن توفر الأحترام المتبادل سيخلق المناخات النفسية الملائمة لممارسة حياة جنسية بين الزوجين خالية من السطوة الرغبوية وحيدة الجانب.

المطاوعة والمرونة والشفافية وروح المسامحة

لايمكن لأي مشروع حياتي أن ينجح دون أن يحمل بين طياته مقومات قبول التغيرات المتعددة الداخلية والخارجية،الذاتية والموضوعية.

ولمّا كان الزواج هو مشروع مشاركة فلابد من وجود الأستعداد في الأتفاق وربما التطابق في وجهات النظر والرؤيا والسلوك بشكل عام ،وهذا الأمر يعني الوصول الى حالة التوافق فى كل المفردات والمحصلة النهائية تتلملم من خلال التعايش ومن المطاوعة ومن المرونة بالمواقف ومن أضفاء الشفافية في التعامل مع الأخذ بمدأ التسامح والمسامحة كون المشروع هو مشروع دائمي يجب أن نوفر له كل أسباب النجاح  والبقاء والتقدم.

ولايمكن أغفال التحصيل الدراسي ودرجة الوعي والثقافة لطرف أو للطرفين وما يلعبانه من أجل الوصول الى الحالة أنفة الذكر، ولأجل أيجاد ركائز المطاوعة والمرونة والشفافية وروح المسامحة يجب أن يتشارك الطرفان بهذه الخاصية وأن يتحيلان بروح الأيثار والتضحية وقوة التحمل.

أما أذا كانت الجاهلية(التحضرية) والتخلف والأرث السيئ لعادات وتقاليد سيئة ومريضة فأن كل هذه المسميات ستتقاطع مع الفرضية التسامحية ومع الشفافية، وبالتالي ستكون هذه الصفات السلبية هي العائق الحقيقي أمام كسر طوق المشاكل والحياة المملؤة بالأشواك والأحزان.

التعاون والمشاركة والأشتراك

مَن سنّ تشريع أن تكون المرأة أسيرة المطبخ؟

فالزواج كما أتفقنا هو مشروع مشاركة بين اثنين تُسبغت عليهما الصفة الشرعية الأجتماعية من أجل تنظيم المجتمع وحماية خلاياه أبتداءً من العائلة.

والمرأة لم تولد وتنمو وتصبح كياناً لأجل خدمة الرجل، ولم تتعلم من أجل أن تكون أحد آثاث البيت، ولم تتزوج من أجل أن تخرج من خدمة أهلها لأجل أن تكون خدامة(عفواً للتعبير) أحادية أو مركبة(خصوصاً أذا سكنت في بيت أهل الزوج) ـ وعشرات بل مئات من الزيجات فشلت بسبب مشاكل من هذا النوع.  

فكما الرجل يريد أن تكون زوجته جاهزة لمتطلبات العلاقة الجنسية فيجب أن يوفر لها هو أو يساعد هو على توفير ظروف هذه الجاهزية، ليس منطقياً أن تكد المرأة طوال اليوم بين البيت والتسوق والمطبخ والأطفال وبالتالي ستستنزف جهوداً عضلية وجسمانية وعصبية ، ثم يأتي الليل الثقيل لتؤدي مهاماً أضافية ربما هي بحاجة أليها ولكنها لاتقوى على مصارعة النعاس الذي قد يجدد لها بعض النشاط والحيوية.أما أذا كانت الزوجة موظفة أو مرتبطة بعمل من أجل لقمة العيش فالمعضلة أكبر ،وأليك أن تتصور وضع المرأة الريفية والتي أساساً وفي الغالب معدومة الحقوق الأجتماعية والشخصية والبيتية وبما لايقبل الشك الجنسية كذلك.

إن فرصة التمتع والأستمتاع الجنسي ستكون صعبة ومعقدة بالنسبة لأمرأة بذلت طاقة كبيرة جداً وبالتالي يأتي الزوج لأطفاء رغبة جامحة في دواخله تاركاً أياها بين ألم الجسد جراء المجهود وبين عدم تمتعها بحاجتها الأنسانية.

أن الأجهاد يؤدي بما لايقبل الشك الى تأخر الأستمتاع الجنسي لدى المرأة وبالنتيجة فالرجل سيصل الى ذروة الأنفعال والفعل أما هي فستكون مجرد وعاء لطاقة الزوج الجنسية.

ولأجل كسر هذه السلسلة فلابد أن يساهم الزوج ويشارك زوجته بكل أعمال البيت ، بل نحن بحاجة الى الثورة على مفاهيم خاطئة موروثة عن الأستبداد الأجتماعي الذي زحف الى داخل البيوت وغرف النوم ، يجب أسقاط مفاهيم أن المرأة صنعتها بالحياة أن تخدم حياة الأخرين.

الزوج الذي يرغب بمشاركة جنسية حقيقية من قبل زوجته ، بل ليجعلها تلتصق به ألتصاقاً جنسياً مثالياً فعليه أن يشترك معها بكل أعمال البيت بلا أستثناء.

و بالمقابل فلا نستثني دور المرأة حينما يكون عمل الزوج أو مزاجه يؤديان به الى نوع من الأهمال العاطفي تجاهها فهنا تلعب الثقافة العامة والحرص وسعة تحمل المرأة دور أساسي في خلق الأجواء المناسبة في أستمرار بقاء وعطاء الحياة الزوجية.

ـ يتبع ـ

 

¤ ضوء على المشاكل الجنسية بين الزوجين (3)
¤ ضوء على المشاكل الجنسية بين الزوجين (2)
¤ ضوء على المشاكل الجنسية بين الزوجين (1)


 

free web counter