| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009



ضوء على
المشاكل الجنسية بين الزوجين
(2)

د. مزاحم مبارك مال الله

ثانياً ـ الأحساس المتبادل والفعل الجنسي
الرغبة(بشكلها الراقي تطورياً ـ الأنساني ـ) كامنة لدى كل أنسان سوي سواء ذكر أم أنثى،ولهذا يجب أن تكون الترجمة الفعلية للرغبة تتماشى مع الفعل البشري،الأحساس المتطور،وبذلك يستوجب أن تتداخل جملة من الأمور منها الحب والعاطفة، الأحترام المتبادل ،والفهم المتبادل وهذا الفهم لايأتي إلاّ من خلال المعرفة والثقافة.

وفي هذا الصدد نستطيع أن نحدد معوقات الممارسة الجنسية البشرية بـ :ـ
1. عدم توفر الحب ـ عدم توفر الأنسجام
2. غياب الأحترام
3. تفاوت الفهم والتفاهم
4. الفعل الحياتي اليومي
5. أمور لاتقبل الأهمال(الغيرة وتعدد الزوجات وغيرها)

الكثير من علاقات الحب يتوجها الزواج، منها تنجح وتستمر ومنها تفشل، وأسباب الفشل كثيرة ولكن الفشل في أنشاء علاقة جنسية بين الحبيبين يدخل كسبب بحد ذاته. أما الأنسجام فهو عملية متواصلة تعبّر عن التقارب المتبادل لكل الفعل الأنساني الأجتماعي والجنسي والسلوكي والثقافي والأقتصادي مع الأحترام المتبادل للحد الأدنى من القناعات أو وجهات النظر،وأذا ما فشل الأنسجام الجنسي بين الطرفين فأنه سيلقي بضلاله على مجمل العلاقة سواء على صورة مشاكل معلنة أو على صورة ردود أفعال خفية!
وبنفس الوقت فأذا ما فشل أياً من الطرفين أو كليهما بالوصول الى حالة الحب بعد الزواج فلربما يكون أحد أسباب حصول المشاكل الجنسية أو على أقل تقدير عدم الرضا على الفعل الجنسي.

ولكن على الغالب الأعم وخصوصاً في مجتمعاتنا يكون التعوّد وقبول الأخر كواقع وسلوك أجتماعي متعارف عليه هما الروح التي تسيّر حياة أي عائلة مستقرة حتى ولو على حساب تنازلات وحيدة الجانب، ومن زاوية أخرى فهناك حالات الزواج الأكراهي (الأكراه في الزواج) وتؤدي في أغلب الأحيان الى فصول من الحياة الأجبارية وكأنها أستصحاب الشخص الى زنزانات الأحزان والآلام وتجريده من آدميته بالشعور والأحساس والتفكير وهذا ما يحصل في الغالب للأناث حيث يستولى ولي الأمر على رأي البنت وتفكيرها ويلغي مشاعرها وأحاسيسها وينصّب نفسه قيّماً على وجودها الأنساني وكينونتها المستقلة ( دون اللجوء الى أسلوب المحاورة والشرح والتوجيه وتفهم وجهة النظر المقابلة) ويتخذ القرار بدلاً عنها،وكل ذلك يؤدي بالنتيجة الى أداء فعل جنسي ميكانيكي ليس له طعم ولا رائحة ولا لون. أن الأختيار القسري يؤدي الى شرخ عميق بالعلاقة الأجتماعية وغالباً ما تلعب الأعراف الأجتماعية دوراً سلبياً بهذا المجال حينما يسجلون أسم فلانة بأسم أبن عمها كالعقار يسجل في طابو الحياة !!

وفي هذه الفقرة ما يمكن أن ينطبق على الفارق بين عمري الزوجين وتجليات مشاعر وأحساس كل منهما، فبينما يشعر الرجل الذي أرتضى على نفسه أن يتزوج من فتاة يكبرها بعقدين من السنوات أو أكثر بالراحة والسعادة كونه يمارس حياته مع شابة كلها حيوية ونظرة الجسد، فهي بكل تأكيد تشعر بأن شبابها وحيويتها وأنوثتها تغتصب وأن عمرها قد تقدّم أكثر من عشرين عاماً وعندها سوف تكون طفلة لاتفرّق بين المذاقين الحلو والمر وستختلط عندها الأحاسيس والمشاعر بين ماهو أبوي وبين ما يُفترض أن يكون نصفها المكمل اللأخر.

أما غياب الأحترام (وهو أحد أشكال التعامل الأنساني العاطفي ـ الأجتماعي) فبكل تأكيد سيكون حاجز أو سد نفسي عملاق في الشعور و الأستجابة الجنسية وخصوصاً من جانب الأنثى والتي ( للأسف الشديد) هي دوماً الطرف المظلوم بسبب سطوة الرجل،وما على الطرفين اللذين يرميان الى بناء علاقة زوجية سليمة أن يحترمان نفسيهما ويحترمان أحدهما الأخر سواء بالكلمة أو الفعل أو السلوك ،بالحضور وبالغياب،إن الأحترام هو عمق روح المحبة المتبادلة بين الزوجين، فكيف يُخيل ألينا شكل العلاقة الجنسية بين زوجين فيها الرجل يضرب زوجته أو يتبادلان كلمات وبينهما تجاوزات غير لائقة، هل هي متاكفئة ، هل هي واجب ميكانيكي، أم أنها فعل ميّت بلا أحاسيس أو مشاعر؟!.

وفيما يخص الفعل الحياتي اليومي والمتمثل بالنشاطات اليومية في داخل أو خارج البيت وما يترتب على ذلك من بذل جهود متواصلة لساعات عديدة، وبكل تأكيد فالمقارنة بين الطاقة المصروفة من جهة وسعة وأمكانيات أجهزة الجسم المختلفة من جهة ثانية ستوضّح مقدار ما يتكبله الشخص والتي في أغلب الأحيان تستنزف قواه وعلى الأغلب فأن الأنثى يقع عليها القاسم الأعظم من كل المجهود المبذول وبالتالي ستتحمل العبء الأكبر من كل الشغل المطلوب ،والنتيجة أنها سوف لا تقوى على ما مطلوب منها أداؤه سواء لجسدها أو للمشاركة الجنسية مع الشريك، وهذا ما ينطبق الى حدٍ ما على الرجل أيضاً.

هذا الأمر بحد ذاته يؤدي الى رد فعل ،فأذا كان الزوج مثقف ومتفهم ومتعاون فبكل تأكيد سيتجاوب بأيجابية أنسانية عالية، أما أذا كان لايستوعب كل هذا الفعل في تجلياته وتداعياته فأنه أما سيؤدي فعل ميكانيكي رتيب أو خلق حالة سلبية سواء على شكل مشكلة معلنة أو رد فعل خفي.

 

¤ ضوء على المشاكل الجنسية بين الزوجين (2)

 

free web counter