| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مزاحم مبارك ماالله

 

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009



ضوء على
المشاكل الجنسية بين الزوجين
(1)

د. مزاحم مبارك مال الله

الموضوع صعب ومعقد ومهم،وتناوله والولوج بتفاصيله يحتاج الجرأة والصراحة ، فأحدى أهم الصعوبات التي تصادف أي مهتم بالموضوع هي تجميع المادة الأولية من أجل تحليلها ودراستها لتتمخض عنها أستنتاجات تنفع المعرفة والصحة، هذا أضافة الى أن الموضوع لا يقتصر على المدنيين وأنما يشمل القرويين أيضاً.

وتأتي أهمية الموضوع من كونه يدخل في أقصى حدود خصوصيات الأنسان ، أضافة الى إنه يعد من الأسباب الكامنة في عدم التوافق والأنسجام ولو بدرجات بين الزوجين وربما تصل الى نتائج سلبية لها تأثيرات بكل الأتجاهات.

وهناك معطيات في غاية الأهمية نلخصّها في:ـ
1. الطبيعة الجنسية للرجل تختلف ببعض المحطات عنها لدى المرأة.
2. الثقافة الجنسية هي المحور الأساس في مجمل العلاقة.
3. الحب والتوافق هما الهالة التي تحيط بالحياة الزوجية.
4. المحيط والعمل لهما تأثيرهما.
5. الوضع النفسي هي الأرضية التي تنشأ عليها العلاقة بشقيها السلبي والأيجابي.
6. ولمّا كان الجسد هو الوسيلة والهدف في الفعل الجنسي فهناك معطيات لدى طرف أو لدى الطرفين ربما تكون سبب في هذه المشاكل.

ولأجل تناول كل الموضوع بتشعباته فلابد من التطرق الى كل الحالات حتى لو كانت فردية وما يكمن ورائها من أسباب فهي تشكل حالة بل حالة بعينها بسبب الخصوصية أنفة الذكر.
وقبل كل ذلك فالفعل الجنسي هو جملة من الأنفعالات والتفاعلات (الغريزة) أدواته نضوج الأعضاء التناسلية والمتأثرة بالهورمونات تبعاً لمستوياتها ، ويتطلب أيضاً وضعاً نفسياً هو الأخر يتأثر بعوامل ذاتية وموضوعية متعددة ، ولأجل أن يكون الفعل الجنسي ناجحاً وصحيحاً فلابد من توفر الرغبة المتبادلة والظروف الملائمة.

أولاً ـ الأختلاف المعرفي بين الزوج والزوجة
حكمت العديد من الأعراف الأجتماعية والتربوية على شرائح واسعة في مجتمعاتنا بالجهل المعرفي وبالفقر الحسي والأدراكي الجنسي لحقائق هي في أغلبها تعدّ المحور الأساسي للتفريق بين الأنسان عن باقي الكائنات في مزاولة فعل مهم بالحياة له دور أساسي ببقاء النوع وأستمرار بني البشر في درجة راقية من بين الكائنات.

وهناك حقائق:ـ
1. كثير من الأزواج كما الزوجات لديهم معرفة (وبمستويات متفاوتة) سواء من خلال الثقافة العامة أو من خلال الدراسة الأكاديمية بالأمور الجنسية وهي لا تكفي لأن المعرفة الجنسية تحتاج الى الترجمة الفعلية وفق الأنسجام المتبادل ، فالمعرفة ليست كتاب يقرأ فقط وإنما هي حالة كفاءة لترجمة المعرفة الى واقع ملموس من التحرر الذاتي ، وهذا أيضاً ما يشمل الكبت الأجتماعي والذي يؤثر نفسياً منعكساً بالسلوك العام للأنسان وكل أفعاله الحيوية بما فيها الجنسية.
2. أحد أهم أسباب المشاكل الجنسية بين الزوجين ، حينما يكون الزوج في واد وزوجته في وادٍ أخر من المعرفة والثقافة الجنسية والعكس صحيح . فكما يعاني الرجل المثقف من الجهل الجنسي لدى زوجته فالمرأة أيضاً تعاني من أميّته الجنسية ، فشريحة واسعة من الرجال لا يفقهون من الثقافة والمعرفة الجنسية ، وتبقى الأنثى محرومة من أهم ما منحته الطبيعة لها (كما الرجل) وهي نعمة الشعور باللذة الجنسية ونشوتها والتسامي العاطفي من خلالها، وهذا أيضاً يصح للرجل حينما يشعر وكأن أنثاه آلة تؤدي واجباً ميكانيكياً فقط.
3. فما بالك أذا أفتقد الرجل لأبسط مقومات الثقافة الجنسية ، وهنا نشير الى الرجل (طبعاً ليس كل الرجال) كون الخلفية التي يحملها تجعله جاهلاً بما تمتلكه المرأة من أحاسيس ، بل في الكثير من الحالات لا يعلم أن للمرأة رغبتها كما هو.
4. والأمّر من كل هذا فالكثير يعتقد أن الأحساس بالجنس والعمل الجنسي مقتصر على لحظات القذف أو النشوة.
5. وهذا لا يمنع أكتساب المعرفة فالكثير من الأزواج والزوجات يتعلمون بعد الزواج أشياء كانوا يجهلونها، أو كانوا غير منسجمَين بها ومعها.
6. وشريحة واسعة من المتزوجين مقتنعين بأن ممارسة الجنس للأنجاب فقط!

والعقدة المحورية بالموضوع هي:ـ
1. هل كلا الطرفين يمتلكان قدر متقارب من المعرفة الجنسية أم أن هناك تفاوت كبير وواسع؟
2. وهل هناك أستعداد للتقدم نحو المعرفة أم تبقى الأمور كما هي جامدة غير متحركة لا تبتعد خطوة واحدة عن فكرة أرضاء الطرف الأخر وفي معظم الأحيان تتجلى بحرمان المرأة.
3. أم تسوء الحالة وتصبح أحدى الأسباب في الأنقلاب العائلي؟
4. أم هناك جهل تام ومطبق لا يحمل صاحبه أو صاحبته سوى فكرة الأنجاب ليس إلاّ ؟ وبالتالي فأستمرار الحياة الزوجية لدى هؤلاء الناس مرتبط بالأنجاب فقط.

 


 

free web counter