| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد علي الشبيبي

Alshibiby45@hotmail.com

 

 

 

الأحد 18/10/ 2009

 

من تراث الراحل علي محمد الشبيبي
(1913 – 1997)


الراحل علي الشبيبي خلف قضبان الباب الرئيس لقلعة
السجن الجديد / سجن الحلة عام 1965

أنا والعذاب

القسم الأول: (الهوى والشباب)
يشمل قصائده الأولى أي بداية نظمه، فبعض قصائده كتبها قبل أن يبلغ العشرين عاماً. ويشير في هوامشه أنه لم يدون قصائده الأولى بسبب ركتها. وهذه المجموعة سبقت أرتباطه السياسي والفكري. وفي هذه القصائد تعبير صادق عن حبه لحبيبته (ليلى) - زوجة المستقبل - ومناجاته لها، وخاصة بعد أبتعاده عنها - قبل زواجه - بسبب العمل الوظيفي. وقد بقي الوالد وفياً لهذا الحب طول حياته. وسوف يلاحظ القارئ من خلال هذا القسم والأقسام الأخرى تطور أمكانيات الوالد الشعرية وتحوله الفكري وتاثيره على صياغة أفكاره وقناعاته. وجميعها ستنشر حسب تأريخ نظمها.

القسم الثاني: (رنين على الأجداث)
هذا هو عنوان المجموعة الشعرية التي خصها الوالد لرثاء من أحبهم وتركوا أثراً في حياته. ومعظم قصائد هذا القسم هي رثاء لأخيه الشهيد حسين محمد الشبيبي (صارم)، ولأخيه الأصغر -محمد علي-، وللشيخ الجليل العلامة محمد رضا الشبيبي، ولأبنه همام وصهره –أبو زينب-. وأعتذر عن تكرار النشر، فقد سبق ونشرت بعضها، ولكن أجد أهمية نشرها الآن كي يتسنى للقراء الأطلاع على مجموعته كاملة، وقد تفيد من يفكر بإبداء الملاحظة والنقد في تناولها متكاملة.

القسم الثالث: (في زحمة الخطوب)
قصائد هذه المجموعة تتناول معاناته ومعاناة العائلة بسبب أنخراطه في العمل السياسي منذ عام 1940. وهي تشمل قصائد نظمها في عهود مختلفة، أبتداء من العهد الملكي، والعهد الجمهوري الأول - أيام الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم -، والعهود التي تلته وحتى وفاته في حزيران 1997. وحسب رأيي المتواضع ففي هذه القصائد يرسم الوالد بصدق من خلال معاناته صورة للأوضاع السياسية. كما إنه ورغم أنفكاكه -عام 1947- من أي أرتباط تنظيمي حزبي، بقى يعاني من الأعتقال والفصل وتوقف الترقية الوظيفية وحتى الأبعاد والسجن. كل هذا لأنه بقي وطنياً يرفض المهادنة والخنوع، وقد أشار إلى ذلك في أكثر من قصيدة، لا بل يؤكد على قناعاته وإيمانه بالنصر ونهاية المستبدين.

القسم الرابع والأخير: (أشتات)
فهي أبيات شعرية وقصائد قصيرة، فيها المراسلات، والعتاب، والمزاح، وطلب المساعدة ... ولا تخلو من حكم وعبر استخلصها الوالد من تجاربه وتجارب الاخرين الحياتية. وكذلك احتوت –أشتات- على ابوذية باللهجة العراقية كان الوالد بصوته الشجي ينشدها في خلواته أو إذا تالم أو ضويق لسبب ما. وهي تغطي فترة زمنية لكل العهود.

في بعض هوامش الوالد ذكر بعض الأسماء، وربما أسباب الخلاف مع بعض أصدقائه، أو حتى بعض قصائد العتاب العائلية، تجنبت نشرها مع المحافضة على الفكرة أو القصيدة.
هذا وأرجو المعذرة أن وجدت بعض الأخطاء والنواقص راجياً للمهتمين أبداء ملاحظاتهم، وسأكون شاكراً.


ألناشر : محمد علي الشبيبي
السويد
للمراسلة:
alshibiby@hotmail.com


القسم الثالث: (في زحمة الخطوب)
(7)

(في زحمة الخطوب)
قصائد هذه المجموعة (في زحمة الخطوب) لا يمكن فصلها عن المجموعة السابقة (رنين على الأجداث) فهي مكملة لها وتتحدث عن معاناة الشاعر وعائلته. وتغطي هذه القصائد فترة أربعة عقود، تسلطت فيها أنظمة استبدادية على رقاب أبناء الشعب ولكنها اختلفت بشدة وقسوة وأساليب استبدادها فمن المشانق في ظل الحكم الملكي إلى المقابر الجماعية في ظل النظام الصدامي المقبور.

دشن النظام الملكي قدرته على الطغيان والترهيب من خلال أقدامه على جريمة لم يسبق لنظام عربي أو أي نظام استبدادي في المنطقة أن أقدم عليها، وذلك بإعدام قادة الحزب الشيوعي لا لجريمة سوى لأنهم يحملون فكرا وطنياً يهدد مصالح عملاء الاستعمار. فرد الشعب يوم 14 تموز 1958 بثورة جماهيرية منتفضا على استهتار وبطش أذناب الاستعمار البريطاني وعملائه. ثورة لقنت من يستهتر بمقدرات وكرامة الشعوب درسا قاسيا. لكن لم تدم فرحة الشعب طويلا بسقوط النظام الملكي، حتى انحرفت ثورة تموز عن مسارها وعادت أجهزة الأمن الجمهورية المستورثة من النظام الملكي البائد لممارسة أسلوبها في محاربة القوى الوطنية المخلصة، وبعلم وموافقة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم.

فجاء انقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 وتحول العراق إلى سجن كبير. وهتكت الأعراض، وتم تصفية قادة الحزب الشيوعي والكثير من المناضلين الشجعان في أقبية التعذيب. حتى ضاقت مراكز التعذيب، فأكتشف الفاشيون أماكن جديدة لتصبح مراكز للتعذيب. وتحولت الملاعب الرياضية والمكتبات العامة وغيرها من مؤسسات ثقافية إلى مراكز يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب الهمجي. وتمت في هذه المراكز تصفية مئات المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد الخالد سلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي ورفاقه. وعاش والدي أحداث الانقلاب الدموي أثناء اعتقاله في مركز التعذيب في كربلاء وراقب عن كثب ما يعانيه المناضلون من تعذيب وأساليب همجية في التحقيق من قبل أوباش الحرس القومي . حيث تم تحويل المكتبة المركزية في كربلاء إلى مقر للتحقيق وتصفية المناضلين بالتعذيب، كما حدث للشهيد عبد ألآله الرماحي حيث تمت تصفيته في نفس يوم اعتقاله وغيب جسده الطاهر . ومن المكتبة كتب والدي في آذار 1963 أحدى قصائده (قولي لأمك) التي تصف تعذيب المناضلين وكيف تحولت المكتبة من رمز للعلم إلى رمز للقتل والحقد والتعذيب الوحشي. للأسف لم أجد هذه القصيدة بين مخطوطات الوالد الشعرية فقد بعث بها لوالدتي من المكتبة العامة عندما أستدعي للتحقيق عدة مرات وقضى فيها أسابيع وهو يراقب ويتألم للمشاهد القاسية. وسبب ضياعها كما أعتقد إن الوالدة لم تحتفظ بها خوفا من وقوعها في أيدي الأجهزة الأمنية كما أن الوالد نسيها أو تجنب تدوينها في مخطوطاته أو أنها اختفت مثلما أختف بعض كتبه من المكتبة. وأدناه أسجل بعض ما أسعفتني به الذاكرة من أبيات متفرقة لهذه القصيدة. / 
ألناشر

 قـــولي لأمك

قـــــولـي لأمـــــــك أنـني . . . . . . أقضي الليالي في عـذاب
ويحوطني حـرس غــلاظ . . . . . . في بنـــادقـهـم حــــــراب
وإذا سـجى الليـل الثقيـل . . . . . . كأنــه يــــــوم الحســـاب
هوت العصي على جلود . . . . . . الأبــرياء من الشـــبــاب
فيعـــلقــون ويعــــــذبون . . . . . . مجــــرديـن من الثيـــاب

أســــفاً لـــدار العلم بعــد . . . . . . العـــلم تغــــدو للعــــذاب
غرفاتها تحوي السلاسل . . . . . . لا الـمطــــالع والــكتــاب

نيرون عــاد بك الــزمان . . . . . . لكي تشــيع بنـا الخــراب

والحــق أكبــر أن يـداس . . . . . . وأن يـمـــرغ بالتـــــراب


واستمرت معاناة الوالد والعائلة في العهود التالية، وسجن في أيام العهد العارفي الأول، وبقي مفصولا طوال حكم الأخوين العارفين رغم محاولاته للعودة للوظيفة. بل أن أجهزة ألأمن العارفي أتهمته اتهامات باطلة، وكانت تراقبه وتستدعيه للتحقيق وتهدده وتعتقله من حين لآخر.
وعاد النظام البعثي مجددا عام 1968 لابسا جلبابا وطنيا وتقدميا لخداع السذج من أبناء الشعب ليبدأ مرحلة جديدة.ولكن سرعان ما يكشف عن حقيقته، فالقتل والتصفيات الجسدية والتفنن بالتعذيب هي خلايا دمه التي تروي شرايين البعث العراقي وتمده بالحياة. وعاني والدي من اضطرار أبنائه وأصهاره للهرب من الإرهاب الصدامي بعد الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي وأنصاره عام 1979 بينما هو وبناته تعرض للاستجواب والتهديد لعدم الكشف عن بقية أبنائه الهاربين. وكتب خاطرته الشعرية (أطياف بغداد) يوم الجمعة المصادف 06/08/1982:


أطياف بغـــداد

بـغــداد. أيـــــن أحـبتي . . . . . . أشْــمَّتِ فـيـي عُـواذلي
شـطَّ المــزارُ فليـتَ لي . . . . . . بـغـــداد جنحَيْ أجــــدَلِ
أطوي بها تلك المسافا . . . . . . تِ الـبعيـــدةَ لـيـــتَ لي
لا تعــذلـوني وافهمــوا . . . . . . أينَ الشـجيَّ من الخلي

أينَ الليــالي الزاهـراتُ . . . . . . وأين زهـــو الـمحفـــل
نتناوب السمــرَ اللــذيذَ . . . . . . مع الحــديث المــرسَـلِ
ما بين (فاروق) الوفي . . . . . . وبينَ لطف (أبي علي)(1)
قـلب الـــزمــانُ مِجنــهُ . . . . . . وعــدا عليَّ بمعــــــولِ
وآهــارَ آمالي العـــذابَ . . . . . . وصفــــو عيشي الأولِ
والليـــل طــال مقــامه . . . . . . فمتى بصبــحٍ ينجلـــي

وعاني من الوحدة بسبب شراسة النظام الصدامي، وقضى أيام حياته الأخيرة محتجبا في داره احتجاجا على شراسة النظام وأساليبه المخابراتية. فيكتب خاطرة شعرية في 01/05/1986 لأبنته الكبرى يبثها ألم الفراق والوحدة ويوصيها فيكتب:

إليك يا أم علي(2)

تجاوزتهــــا سبعــين كل سهـــامهــــا . . . . . . نفــذن إلى صـدري فـادمين لي قـلـبي
ولــم أجـــد الآسي ولــم أجــد الــــذي . . . . . . يــواسي إذا أصبحت في مأزق صعب
عــديني يا أحــلام إن حــان موعــدي . . . . . . بأن تـجـلـسي يا لـُب قـلبي إلى جـنبي
ولا تتـــركــيني بـين أيــــــدٍ غــريـبـة . . . . . . فـقــد عـافـني من قـد حـببت بلا ذنبي
وقــد أنــكـروا حــبي وكل متـــاعــبي . . . . . . فصرت غريب الدار والأهل والصحب
أنا الـوالــد الــمحـــروم من كل متعــةٍ . . . . . . بأبنائه في حـــالة الـجـــدب والخصب
بـنــية إني عــشت الــعـمـــر مـعــذبـا . . . . . . وصبـري أراني الـمـر كالمنهل العذب


ورغم كل هذه المعاناة نجد أن والدي يتحدى وسائل النظام الصدامي وإرهابه فيرفض الخنوع والأسلوب الصدامي في أخذ صك الإذلال والطاعة من الشرفاء ويؤكد إصراره على الحفاظ على كرامته مهما كان الثمن، ويتحمل كل هذه الضغوط بالرغم من شيخوخته وما جلبته له من أمراض. ويدون في مخطوطاته مجموعة رباعيات عبارة عن خواطر شعرية تلخص تجربته ومواقفه ومعاناته أختار منها ما يناسب لهذه المقدمة. فيكتب في 09/05/1987:

ما كنت بالخــانع يـوما إلى ...... من يُقسِرُ الناس على طاعته
كرامتي أفضـل من عيشتي ...... لـذاك لم ارجُ نـدى راحَتـــــهِ

أو يتحدى الدهر وهو يرمز بذلك إلى سطوة النظام الصدامي، فيكتب في يوم الثلاثاء 19/11/1988:

أنا أقـوى يا دهــــر منك لأني ...... لست أخش ما قد لقيت وألقى
قد تجرعت مُرّ صبري مرارا ...... حين هـاجمتني بعنف لأشــقى

ويعود مجددا ليؤكد إصراره وقناعاته بالمثل والأفكار التي آمن بها، فينشد مخاطبا الدهر الذي سلط طاغية على رقاب الشعب، فيدون في يوم الأربعاء 18/12/1988:

حاربتني يا دهر حتى لقد ...... أبعـدت عني كل أحبــابي
فلم أقل رفقـا وما هالني ...... إن استبدتْ بي أوصابي


ألناشر
محمد علي الشبيبي
ألسويد 2009-09-15

الهوامش
(1) فاروق هو فاروق العزاوي زوج شقيقتي نوال، أضطر إلى مغادرة العراق بعد أن نقل من التدريس في ثنويات بغداد إلى أحد معامل الطابوق في نواحي العمارة لرفضه التعهد خلال حملة تبعيث التعليم السيئة الصيت.
أبو علي هو المهندس حسين عبود زوج شقيقتي الكبرى أحلام، وقد أضطر لترك عمله وأشغاله في الوطن بسبب مضايقات أجهزة السلطة الصدامية.
(2) أم علي هي شقيقتي الكبرى أحلام وكانت مقيمة مع زوجها في الكويت وتتردد من حين لآخر لزيارة والديها وشقيقاتها، وتميزت بحنانها وعطفها منذ الصغر.
* * * * * * * * *

حفيدتي ثـبـات *

ثبـات و الـثبــات عــز في الكفـــاح . . . . . . يـا زهـرتي يـا عـطـــرك الـفــــواح
عسـعـس ليـــل واختفى صبـــــاح . . . . . . تبسـمي لا تيأسي سيشرق الصباح

بنيتي صغيـرتي عـزيـزتي ثـبــــات . . . . . . يا نبتة طيبة من أحســن الـنبــــات
غن لنـا بنيتي أهــزوجة الـحيـــــاة . . . . . . وابتسمي لا تيأسي سيجمع الشتات

نيســان فيـك جـــاءنـا مبشـــــــــرا . . . . . . يـا نبتة من غصــن حب أزهـــــــرا
وذاع في ربــوعنـــا وانـتشــــــــرا . . . . . . فـابتســمي لا تجــزعي مما جـــرى

عينـاك نجمتـان في دجـانـا تلمعـان . . . . . . ووجنتــاك يـا ثبـــــــات وردتـــــان
تـنعمي حـفيــدتي بـنعمة الأمـــــان . . . . . . فـابتســمي و غـن لي أمان أمـــــان

أمـك إن غـنتــك أغـنيــــاتـهــــــــــا . . . . . . ورددت عـنـد الـكــرى آهـاتـهـــــــا
لان بـابـا وســـط زنـــزانـاتـهــــــــا . . . . . . تـبســمي وأنـســيها ويـلاتـهـــــــــا

حـفـيـــدتي تـعـلمي محبة الأنــــــام . . . . . . كوني الشــذى يسـري مع الانســام
فـالحـقـــد لـيــس شــيمة الكـــــرام . . . . . . فـابتسـمي : و الحب غنِّ و الســلام

غـــدا ســنـأتـيك فمـــرحى لغـــــــدِ . . . . . . نـحمل بـاقــات من الـزهـر النـــدي
اظـفــــرُ تـاجـــا لك منه بـيــــــــدي . . . . . . فـابتســمي و غـنِ لي وأنشـــــــدي


نيسان 1963

* ولدت ثبات عندما كنّا (جدها، ووالدها - كفاح - والناشر) في المعتقل، أما عمها همام كان مجهول المصير! ونظم والدي هذه القصيدة عندما كان معتقلاً في المكتبة العامة بكربلاء حيث حولها نظام البعث إلى مقر لتعذيب الوطنيين ممن وقف ضد الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 فهو يشير إلى الأحداث الدموية بحذر فيؤكد على أهمية الثبات والصمود ويتفاءل بأن هذا الإرهاب والحكم الدموي لن يدوم. / الناشر.
 

حفـيدي عمـار *

عمــــار يـا ألــطف من . . . . . . حــديث ليــل و سـمـــر
عمــــــار يــا أغـنيــــةً . . . . . . معـــزوفـة على وتــــر
يــا بسـمة الـنـجـــم إذا . . . . . . لم يبد في الأفـق القمـر
يــا نفحــةً من زهــــرةِ . . . . . . لاحت على غصن نضر
و يــا جنى حــب نـمــا . . . . . . على عـفــــافٍ و خفــر

أيه حـفيــدي أيـهـا الـــــحــلـــــــو ويـا زهــري العطــــر
يـا بهـجــة الـنفــس إذا . . . . . . طـاف عليهــا أيُّ شــر
ذكـــرتـني في سالــــف . . . . . . كالطيف في عيني عبر
ذكــــرت أيــامي و أحــــــــــــلامي و مـا عـليّ مـــــــــر
و لم تزل ذكرى الصبـا . . . . . . و روعة الـحب الأغــر
تـهــزني كـــــــهـزة اللــــــــــحـن تــعــالى عــن وتــــــر
فيــا هـــــلال عـيـــــدنا . . . . . . لحْ في سـما المجد قمر

29/11/1969

و الأبيات التالية نظمها والدي لحفيده عمار في وقت لاحق./ الناشر

يــا نبــع يـا أعـذب من فـــراتِ . . . . . . و من نـعيــم حــاضـــــــر وآتِ
نـــاغ و نــــاغ و اعــــــد فـإنـا . . . . . . نفهـم مـا للطيـــر من لغــــــاتِ
و مــا يـقـول بلبـــل طــــــروب . . . . . . وهـو على فـــــرع من النبــاتِ
وأنصـت حبيبي وأستمــع فاني . . . . . . أزجي إليك خيــــر أغنيــــــاتي
غنيت يـا روحي فعـــــاد لـحني . . . . . . يهيــج بي أوجــــع ذكـــــرياتي
غنيت كالـطيــــر أضاع وكـــرا . . . . . . و احــتوشــته أسهــم الــرمــاةِ
غـنيـــت من ربـيـت دون مـــنّ . . . . . . إذ لـــم تـك المنـة مـن ســماتي

نــــــاغ لأم وأب كـــــــــريـــــم . . . . . . وأعطف على العمات والخالات
هُـنّ وســـام الشــــرف الـمعلى . . . . . . وهُــنّ رمــــز عـفـة الـفتــــــاة
عــش بينهن نـاعـــم الحيـــــاة . . . . . . و داعب الجــــدين والـجـــدات
فقد قطعناها بـ "لِمْ" و "هلا" . . . . . . فعـش بهـا مبارك الخطـوات (1)

31/12/1969

* (عمار البكر لأخي همام ولد في 01/08/1969 أرسل والدي القطعتين في رسالة لوالِدَي عمار، ولكن عنونها باسم طفلهما –عمار-، وضمن الرسالة بالمقطوعتين الشعريتين وكل مقطوعة بتأريخ./الناشر).
ومما جاء في رسالة الوالد: (يجد المرء في نفسه عزاء عن مصائبه في حياته، يخفف من آلامه، ويتجمل بصبر ويلهو قليلاً، حين يرى ما يعيد عليه ذكرى طيبة. وها إن مقدمك هذه الحياة وجدت به أمراً أسبغ على حياتي شيئاً من اللطف. وهون علي نوعا ما فامضني من ألم، وأقض مضجعي. فبريق عيونك الحلوة وبسمات شفاهك الرقيقة، ورنة صوتك في المناغاة، كل هذه تخرجني من عالمي المحزن إلى عالم آخر. كان لي في سالف حياتي وغابر أيامي..........
وهذه قطعتا شعر جاءت الأولى نفثةً ذات ليلة كنت في النجف، النجف التي ولدت وترعرعت فيها. وابتسمت فيها لخيوط الشمس المتوهجة في صيفها اللاهب وشتاءها القاسي، ولعبت برمالها الذهبية اللون، وربواتها ووهادها. حتى إذا تفتحت براعم القلب، وأزهرت، قَلَبَ الدهر لي ظهر المجن.
وجاءت الثانية في 31/12/1969 وهو يوم يتردد كل سنة محملاً ظهري باثقالاً محيرة، ومجمداً أفكاري، باليأس، وعاصراً قلبي بأكف الهموم. اليكها ذكرى من اليوم إلى يوم تقوى على مطالعتها في حين قد لا ترى عيناك المحببتين لي غير صورتي. جدك/ الخميس 01/01/1970)
(1) قطعناها: قطعنا الحياة. بـ "لِمْ" و "هلا" أي بالتساؤل والتمني لما يجب ونحب.


نـــــــــوال *

نــــوال يا ســــمـراء يا غالــيه . . . . . . يا بــــهجة الـبيت بـلا ثانيــــــه
قـصيـــدة في الــحب أبدعتـــها . . . . . . الله مــا أجـمــــــلَ إبـــــــداعـيه
اغــــرودة طـافت على مسمعي . . . . . . فـالـتـقـفـتــها أذنـي الـــواعــيه
صـــداح أزجاها وقـــد شـــــفه . . . . . . منهـا هــوىً افقــده العـافـيه(1)
فـهــام لا يلـــــوي على وجــهه . . . . . . يســـأل عن الــطيــر والســاقيه
(نوال؟ يا نوال فين عيـونك)(2) . . . . . . تســــــعـدني في لـيــــل آلامـيه
ولـــحتِ في دنيـاي يا بهـــجتي . . . . . . فـــــزدتـني حـبــــــــا بـآمـالـيـه
فـــراشــة رفــرفت تزهـو كمــا . . . . . . زهـت بـرأسي فـــكـرة ســاميـه
تـمــــــكنت مني ومكنـتـهــــــــا . . . . . . محضتهــا جـهــدي وأخلاصـيه
أعــرف إن الـــــدرب لا تنتـهي . . . . . . إلا بنصــــر الفــــئة الـنــاميـــه
حـــــاملة الــمشـــعل لا ينطـفي . . . . . . إذ زيـته دمــــاؤهــا الـــزاكـيــه
ورحت مــزهـواً ولـــم أخـتــش . . . . . . من هجمــات الأذؤب الـعــاويـه
لأن لي من صــحـبتي ملهمـــــاً . . . . . . يـشـــيـر للــــدرب على ما هـيَ
نـشـوان من خمر الصبا لم أكن . . . . . . أعــــــرف أن الـــهم قــــداميـه

تبســمي ســمـراء لا تيــــأسـي . . . . . . فمــا ســـويعــات ألـــهنــا باقيه
ولا ظــــلام حـــــالك مـقبــــض . . . . . .لـــروحــك الـــطيبة الســـــاميه
كلاهمـــا كالـغيم يبـــــدو هـنـــا . . . . . . وينقشـــع في لـحظة ثــانـيـــــه

أفضل ما في العيش صبر الفتى . . . . . . أن لــم يكن في عيشـــةٍ راضيه
وشــر مـا يخشــاه أن ينطــوي . . . . . . حلف الأسـى والـزفـرة العاتيــه
ولــيَهْنَ في دنياه إن قـــد زهت . . . . . . دنيــــاه في ســـمعـتـه الغـاليــه
جلبـابها الــعفة منهـــا الشــذى . . . . . . يعبــــق كالمســـك أو الغـــاليـه

خذي من الدنيا الذي أســطعـته . . . . . . واستثمري قطوفهـا الدانيـه(3)
وغازلي الـزهرة في غـصنـــها . . . . . . وابتســمي للـنســمة الغــــافيـه
وبادلي الـطيـــــــر أغـاريـــــده . . . . . . ســمراء كالعصفـورة الشــاديه
مدي ذراعيـك لشـمـس الـــحيـا . . . . . . واســتقبلي الأشــعة الـــدافـيــه
وأن طغت هــوجـاء لا تـذعـري . . . . . . وقاومي الـزعـازع الطــاغيــــه
كالــورد بالشـوك حمى نفســـه . . . . . . وردّ كـف الــــمجتني داميــــــه
ســمـراء لا تنسـي بأن ألـهنــــا . . . . . . صنــو الشــقا ســلمتِ يا غاليه

* هي ثالثة بناتي وقد امتازت باهتمامها بشؤون البيت وخدمة الجميع مع نكران ذات، وهدوء رائع حتى حين يصدمها أحد أو تخدشها أحدى أخواتها. وهي اليوم معلمة مدرسة القنيطرة – بغداد – حيث انتقلت إليها بعد زواجها من المدرس فاروق إبراهيم العزاوي.
(1) صداح هو الموسيقار محمد عبد الوهاب في فلم دموع الحب.
(2) شطر من أغنية محمد عبد الوهاب.
(3) أنا معجب بحكمة للشاعر إيليا أبي ماضي حيث يقول:
خذ ما استطعت من الدنيا وأهليها …….. لكن تعلم قليلا كيف تعطيها



¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (6)
¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (5)
¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (4)
¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (3)
¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (2)
¤ أنا والعذاب القسم الثالث: (في زحمة الخطوب) (1)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (6)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (5)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (4)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (3)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (2)
¤ أنا والعذاب القسم الثاني: (رنين على الأجداث) (1)
¤ أنا والعذاب القسم الأول: (الهوى والشباب) (5)
¤ أنا والعذاب القسم الأول: (الهوى والشباب) (4)
¤ أنا والعذاب القسم الأول: (الهوى والشباب) (3)
¤ أنا والعذاب القسم الأول: (الهوى والشباب) (2)
¤ أنا والعذاب القسم الأول: (الهوى والشباب) (1)

 

 

free web counter