|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  9 / 10 / 2013                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

جرائم بشعة متلاحقة ترتكب يومياً بالعراق!!!

كاظم حبيب

لا يمضي يوم على الشعب العراقي دون أن تسقط له عشرات الضحايا بين قتيل وجريح ومعوق. شهداء بالعشرات، جنائز يومية تنقل إلى النجف لتدفن هناك أو تدفن في مقابر أخرى. جرحى هم أقرب إلى الموتى منهم إلى الأحياء، بعضهم يموت بعد يوم أو يومين، عندها لا يحسب في عداد الموتى ولا يذكر في الأرقام التي تنشر يومياً في الصحافة العراقية ونشرات الأخبار المحلية والعربية والدولية. ألاف القتلى في أقل من سنة وألاف مضاعفة من الجرحى والمعوقين.

شهداء وجرحى يتساقطون على الجسر الرابط بين الأعظمية والكاظمية وهم في طريقهم إلى زيارة الأمام محمد الجواد، إنه جسر الأئمة، تماماً كما حصل على هذا الجسر ذاته إذ سقط عشرات الشهداء والجرحى والمعوقين حين كان الخائب والطائفي بامتياز إبراهيم الجعفري والراكض وراء المزيد من المال رئيساً للوزراء. العشرات من الشهداء والجرحى والمعوقين تساقطوا في تلعفر، بينهم الكثير من تلاميذ المدارس والنساء والرجال. كل هذا جرى في يومين متتالين وقبل ذلك سقطوا العشرات أيضاً في كل يوم. هكذا يقتل العراقيون والعراقيات يومياً وتحمل الجنائز على الأكتاف وتقام الفواتح.

المجرمون القتلة يمارسون هوايتهم في القتل يومياً وعلى هواهم وأينما شاءوا ومتى ما شاءوا وكيفما شاءوا، كما إن عدد الضربات اليومية مفتوح على مصراعيه. عشرات السيارات في خدمة الإرهابيين وعشرات الإرهابيين المستعدين للانتحار وأبواب العراق مفتوحة للمزيد منهم. أما الحكام العراقيون فهم في صراع دائم على البقاء في السلطة أو انتزاعها وعلى المال والنفوذ أو الجاه، وليست مهمتهم إيقاف نزيف الدم، فهذا أمر الله الواحد القهار وإنا لله وإنا إليه راجعون!!! إنهم يتصارعون لا من أجل جماهير الطائفة الشيعية أم السنية بل من أجل مقاعدهم الوفيرة في الحكم وفي جني المزيد من السحت الحرام.

الأوباش يمارسون لعبتهم مع الشعب ويقتلون منه يومياً المزيد من البشر، والحكام لاهون في ملء جيوبهم بالمال، بأموال النفط الخام المصدر وبالمزيد من الزوجات مثنى وثلاث ورباع وما ملكت إيمانهم..، والمزيد من العمليات لرأس ومؤخرة النواب وغيرهم ما دامت الدولة العراقية هي الدافعة لفواتير المستشفيات الأجنبية والمحلية.

أحمد الجلبي لا يجد كفاية في عدد القتلى الذين سقطوا بالعراق خلال السنوات العشر المنصرمة والذين يتساقطون يومياً على أيدي المنظمات الإرهابية والمليشيات الطائفية الإرهابية المسلحة التابعة للأحزاب الإسلامية السياسية، بل يدعو رسمياً وعلى ميليشيات "جيش المهدي" للعودة إلى الساحة العراقية وحماية منطقة الصدريين، ونسى الجرائم التي ارتكبها هذا الجيش المليشياوي، ومنه عصائب الحق، بحق الشعب العراقي، وشيخ دين آخر يدعو منظمة بدر التي شاركت بكل تلك الأحداث الجهنمية والقتل على الهوية لتأخذ على عاتقها حماية العراق، لأن الحكومة لا تستطيع حماية الشعب وسيقتل الشعب كله قبل أن تستطيع الحكومة حماية الشعب.
كلا الأخوين .. لا يطالب بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة سياسية وليس حكومة أمنية يرأسها، على وفق ما نشرته صحف أجنبية وعربية، أنه متورط مع حزب الله اللبناني الإيراني الهوية والعائدية، بتفجير السفارة الأمريكية ببيروت في 18 نيسان/أبريل 1983، والله أعلم!!

إن أحمد الجلبي يفضل أن يدعو ميليشيات جيش المهدي الطائفية المسلحة لحماية مدينة الثورة (الصدر حاليا) لتدخل في حرب مع ميليشيات طائفية سنية وتكون سبباً لتعميق الصراع الطائفي، بدلاً من أن يدعو إلى إزاحة حاكم وقائد فاشل للقوات المسلحة العراقية، لأنه يخشى على تكتل البيت الشيعي من أن يفقد الحكم، وهو الذي دعا إلى تأسيس هذا البيت الخربة، ليواجه بيتاً خرباً وطائفياً آخر يترأسه رئيس "هيئة علماء المسلمين السنة" حارث الضاري.

إن تخلي الأحزاب الإسلامية السياسية والحكومة العراقية ورئيسها عن السياسة واندفاعهم في طريق العمل الأمني لا غير مع هيمنة فعلية لنظام سياسي طائفي بامتياز يمارس المحاصصة الطائفية اللعينة، سيطيل أمد الإرهاب والقتل اليومي للناس, واستشراء الفساد السارق لقوت الشعب الكادح وامتلاء الكروش بالسحت الحرام.

أما نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة والمسؤول الفعلي عن ملف النفط بالعراق غير مهتم إلا بزيادة صادرات النفط والإعلان عن الكمية المنتجة والمصدرة، ولا يهمه رغم كونه نائباً لرئيس الوزراء من يموت وعدد الموتى والجرحى والمعوقين الذين تفنيهم المتفجرات ويقتلهم انتحاريون جبناء، إضافة إلى الاغتيالات الجارية بكواتم الصوت من أبناء وبنات الشعب العراقي. فهو رجل متدين يؤمن بأن الموت حق ومكتوب على جبين كل إنسان متى سيموت وليس هناك من داعٍ للقلق فكل نفس ذائقة الموت, وكل إنسان يموت حسب وقته ومسجل في جبينه!! كما لا يفكر بتوفير الطاقة لهذا الشعب الذي يغرق في عرقه في السف ويتجمد في الشتاء لغياب الكهرباء ساعات وساعات في اليوم.

ليس أمام الشعب من طريق غير طريق توسيع أرضية التحالفات الديمقراطية، توسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية، توسيع الانفتاح على كل القوى الراغبة في النضال من أجل الخلاص من الوضع الدامي اليومي بالعراق. المجرمون القتلة لا يملكون ضميراً وهم يقتلون البشر، ولكن لا ضمير له من يمارس الحكم ولا يتصدى لهؤلاء القتلة المجرمين ويوقفهم عند حدهم وحين يعجز لا يعلن عن ذلك ويتخلى عن الحكم. إن على القوى الديمقراطية أن تفتح ذراعيها لاحتضان المزيد من قوى اليسار ويسار الوسط وكذلك القوى الوسطية وقوى أخرى ترتضي إقامة مجتمع مدني ديمقراطي بما يسمح ببناء تجمع واسع يستطيع التأثير الفعال في أوساط الشعب ويسحب تدريجاً البساط من تحتد أقدام الطائفيين والشوفينيين ويساهم في خوض نضال مظفر لتحقيق أماني وآمال الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والحياة الدستورية والنيابية النظيفة والكريمة وبعيداً عن الإرهاب والفساد والموت اليومي.

 


7/10/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter