|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  4 / 5 / 2015                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

من أجل تنشيط النقاش عمل منظمات ونشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان بالدول العربية/ألمانيا

كاظم حبيب 

حين دعا أربعة من نشطاء حقوق الإنسان إلى اجتماع يحضره مواطنات وموطنون من الدول العربية، بغض النظر عن قوميتهم ودينهم ومذهبهم، كان هدفهم تحريك الحضور للتمعن في عدة مسائل مهمة، وأهمها :

1. الواقع المتردي يوماً بعد آخر في جميع دول الشرق الأوسط وخاصة بالدول العربية وتفاقم التجاوز على حرية وحقوق الإنسان.

2. تفاقم نشاط قوى الإسلام السياسي بكل تصنيفاتها والساعية إلى إقامة نظم إسلامية سياسية تتجاوز النظم المدنية والديمقراطية التي تحتاجها شعوب هذه البلدان وممارسة التمييز الديني والمذهبي والقومي فيها بما يشدد الصراع والنزاع والحروب الداخلية.

3. ضعف دور منظمات الدفاع حقوق الإنسان بالدول العربية، وخمول نشطاء حقوق الإنسان وركود سعيهم لأداء المهمات الضرورية سواء بين الجاليات من الدول العربية أم بين المواطنات والمواطنين الألمان لصالح قضايا شعوب هذه البلدان.

4. تفاقم نشاط قوى الإسلام السياسي من الدول العربية بألمانيا والتي أصبح المتطرفون منهم بشكل خاص يسيئون إلى علاقة هذه الجاليات العربية والمسلمة بالألمان.

إن علينا أن نعترف بصراحة وشفافية لصالح القضية التي نعمل من أجلها بأن ضعف، أو بتعبير أدق، غياب نشاط منظمات حقوق الإنسان في الدول العربية، ومنها منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول العربية (أمراس) حتى إن مؤتمرها الأخير لم يحضره سوى العدد الضئيل الذي لم يسمح بتسميته مؤتمراً من جهة، كما إن "منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان العراقية/ألمانيا (أومرك) هي الأخرى ذات نشاط محدود ولولا التحرك السريع لما عقد المؤتمر الأخير لمنظمات حقوق الإنسان العراقية في الداخل والخارج ببرلين. والمؤتمر الأخير للمنظمة لم يحضره سوى 12 شخصاً ولا نعرف عدد الذين سيحضرون المؤتمر القادم، إذا بقي النشاط ضعيفاً ومحدوداً ومقتصراً على عدد يتضاءل باستمرار من الأعضاء.

لا شك في أن هذا الواقع يرتبط بالواقع السياسي بالعراق وبالدول العربية عموماً وانعكاسات ذلك على المواطنات والمواطنين بألمانيا من جهة، وضعف حركة المسؤولين عن هذه المنظمات بألمانيا ثانياً، وانعدام عقد الندوات والاجتماعات باسمها ثالثاً. وإذا كنا نسمع أحياناً باسم أومرك، فلم نعد نسمع باسم أمراس، وهي مشكلة ترتبط بقيادة المنظمة، ولم تعد فيها عضوية يعتد بها.

إن الأوضاع في الدول العربية أخذت بالتردي يوماً بعد يوم والحروب تتفاقم فيها وتجر دولاً عربية أخرى إليها والتي يمكن أن تتفاقم وتمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط كلها. وقوى الإسلام السياسي مهيمنة على أغلب الدول العربية، سواء من خلال السلطة السياسية أم من خلال ميليشياتها المسلحة ودورها في تخريب الحياة المدنية، كما إن النظم القائمة بالدول العربية مستبدة وظالمة، وبالتالي يبدو إننا بين نار النظم المستبدة ونار قوى الإسلام السياسي المتطرفة. وكلاهما سم قاتل.

إن دعوتنا لتحريك النقاش حول حقوق الإنسان يتطلع أولاً وقبل كل شيء إلى خوض نقاش حيوي وفعال حول: لماذا هذا الخمول والكسل السائد بين نشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني وبين الجاليات ذات القوميات العديدة بالدول العربية، وكيف يمكن تنشيطها؟ هل يمكن أن نحيي المنظمات التي تبدو وكأنها شاخت رغم عمرها القصير، أم نعمل على دعوة الجميع لعضويتها من أجل إجراء تغيير في بعض أو كل قياداتها وكسب الشباب لها ومن المندفعين للعمل فيها، أم نعمل على تشكيل شيء تنظيم جديد بغض النظر عن وجود التنظيمات الأخرى؟ والأمر الثاني هو ماذا نريد من هذه التنظيمات أو المنظمة الجديدة التي ربما يفكر البعض بتأسيسها، وكيف نعمل في المستقبل من أجل ليس الوصول إلى مواطنات ومواطني الدول العربية بغض النظر قومياته ودياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية فحسب، بل وسبل الوصول إلى الألمان لتأمين مساندتهم لقضايا حقوق الإنسان بالدول العربية وحقوق المهاجرين والقاطنين بألمانيا من هذه الدول؟

هل نحتاج إلى عقد اجتماع موسع يناقش هذه الأمور للخروج برؤية ناضجة بشأن ما نريد وكيف نصل إلى ما نريد، أم نعقد مؤتمراً لينجز عدة مهمات في آن واحد وهي :

1. الوصول إلى صيغة الهيكل التنظيم الذي نحتاجه بألمانيا.

2. ما الأهداف التي نسعى إليها

3. التضامن مع شعوبنا في نضالها ضد التدخل في شؤونها وضد هيمنة قوى الإسلام السياسي التي تسعى إلى نسف العمل من أجل دولة مدنية وديمقراطية حديثة والتي تعتمد التمييز الديني والطائفي في سياساتها وترفض عملياً مبدأ المواطنة الحرة والمتساوية.

4. العمل من أجل حماية حرية وحقوق أتباع الديانات الأخرى غير الإسلام التي تتعرض باستمرار إلى التكفير والقتل والسبي والاغتصاب بالدول العربية، وبشكل خاص أتباع الديانات المسيحية والإيزيدية والمندائية والبهائية أو الجماعات اللادينية وغيرها.

إن تشكيل اللجنة التحضيرية الذي انتهى إليه لقاء برلين في 25/4/2015 أخذ على عاتقه مهمة تقديم مقترح يجيب عن هذه الأسئلة وغيرها لتناقش في اجتماع يعقد في الشهر السادس أو السابع ويدعى له من حضر في اجتماع برلين ومن يرغب بالحضور ومناقشة ما يتوصل إليه الاجتماع من مواطنات ومواطني الدول العربية.

إن من حق الحريصين على منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول العربية /ألمانيا (أمراس) أن يحركوا أولاً هذه المنظمة ويدعون إلى عقد مؤتمرها ويشاركوا فيه لكي يتبين وضع هذه المنظمة ومدى قدرتها على استعادة دورها ونشاطها، وعلى تجميع العاملين فيها مرة أخرى. وهذا لا يتعارض بأي حال مع الجهد المبذول لإيجاد الصيغة العملية للخلاص من الركود والخمول الراهن في نشاط نشطاء حقوق الإنسان بين أوساط الجاليات من الدول العربية أو بين المواطنات والمواطنين الألمان.

إن على من حضر اللقاء ببرلين أن يساهم في بلورة الموقف بالصيغة التي يراها مناسبة، والدعوة وحدها لا تكفي بل لا بد من التحرك والقيام بعمل ما بألمانيا لأن الساحة السياسية بين المهاجرين والمقيمين بألمانيا قد هيمنت عليها الجماعات الإسلامية السياسية التي تغذي النزعات اليمينية المتطرفة والتمييز الديني والمذهبي والطائفية السياسية المقيتة، مدينة دريسدن نموذجاً). كما إن حياة المسلمين تزداد صعوبة بسبب نشاط القوى المتطرفة والإرهابية. فمنذ عدة سنوات ألقت الشرطة الألمانية على عدد من الأشخاص الذين حاولا القيام بعمليات إرهابية بألمانيا وأحبطوا تلك العمليات، وبعضها نجح في قتل بعض الجنود الأمريكيين مثلاً. آخر حدث في هذا الصدد حصل بتاريخ 27/4/2015 حيث ورد الخبر التالي :

ذكرت الصحافة الألمانية يوم الخميس المصادف 27/4/2015 إن الشرطة في جنوب ألمانيا قد أحبطت مخططا وضعه إسلاميون متطرفون لتنفيذ هجوم مضيفة أنه تم إلقاء القبض على رجل وزوجته الليلة الماضية بعد العثور على أسلحة ومتفجرات بمنزلهما، إذ يعتقد إنهما كانا يخططان لتفجير قنبلة في سباق للدراجات الهوائية في مدينة فرانكفورت. وقد ألغي هذا السباق خشية وجود غيرهما من يمكن أن ينفذ هذا الهجوم الإجرامي.


3/5/2015
 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter