|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  30 / 12 / 2013                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

إلى متى تغوصون بدماء بنات وأبناء الشعب العراقي أيها القتلة المجرمون؟؟

كاظم حبيب

٣٦ شهيداً وعشرات الجرحى والمعوقين من مواطناتنا ومواطنينا الآثوريين اثناء تعبدهم في كنيستهم ببغداد، ٣٦ مسيحياً شهيداً بريئاً قتلوا على أيدي قتلة مجرمين محترفي القتل المتوحشين الذين فقدوا كل ذمة وضمير، فقدوا كل حس بإنسانيتهم وقفدوا البصر والبصيرة وراحوا يتبعون شيوخ دين فقدوا دينهم وعقلهم واسقطوا في مستنقع الخيانة للدين الإسلامي والمجتمعات البشرية واعتقدوا دنساً وزيفاً بأن جميع الديانات والمذاهب الأخرى كفر والحاد إلا مذهبهم المختل والمشوه الذي زوق لهم قتل البشر في مقابل ولوج الجنة، وأي جنة هذه التي تحتضن قتلة مجرمين أغبياء تخلفوا عن ركب الحضارة الإنسانية ويعيشون في الفقر والفاقة الفكرية والسياسية لا يحترمون أنفسهم ولا غيرهم فهم من حثالة الحثالة، فهم من مستنقع الرذيلة والعمر السياسي ويمارسون الرذيلة كل يوم وكل ساعة وكل لحظة بقتلهم بنات وأبناء الشعب العراقي.

كلنا يعرف بأن القتلة مكلفون بتنفيذ هذه الجرائم ولن يتوقفوا عنها وهناك ما زال الكثير من المستعدين على تنفيذ مثل هذه الجرائم البشعة ولن تنفع معهم النداءات، بل ينفع معهم شيء واحد هو الملاحقة واعتقالهم أو عزلهم عن الشعب ورفع حماية البعض عنهم والغطاء المتوفر حتى الان لهم. وهذا يعني أيضاً ممارسة السياسة قبل كل شيء في مواجهة قوى الإرهاب من خلال كسب حمايتهم حتى الان لأي سبب كان إذ لا يكفي العمل الأمني وحده أبدا. والعمل السياسي يفترض ان تمارسه الحكومة العراقية الاتحادية، وهي كما يبدو لا تريد ذلك مفيدا لتعميق الاصطفاف والاستقطاب الطائفي للانتخابات القادمة وهي جريمة بشعة ترتكب بحق الشعب وهي ترى الحل في الأساليب الأمنية لا غير وهي بذلك ترتكب أفحش الأخطاء وفي غير صالح الشعب وحمايته من الأوباش. انها لا تريد معالجة مطالب فريق كبير من أبناء وبنات الشعب لانها تخشى على حكمها وهو خطأ فادح ترتكبه أيضاً لأن ما تمارسه الحكومة حاليا هو الذي سيفقدها الحكم في المحصلة النهائية، اذ ان الشعب سيدرك اي محنة يعيشها مع حكومة المالكي، الرجل آلذي فرق الشعب ولم يوحده رغم توفر فرص لتحقيق وحدة الشعب، المالكي المستعد على البقاء في الحكم حتى لو مات نصف الشعب.

الشعب العراقي في غالبيته لم يدرك حتى الان ذاتيا اي منحدر يدفع المالكي به والعواقب التي سينتهي اليها الوضع بالعراق، انه يدفع به الى طريق المزيد من الفرقة والصراع والنزاع، الى مزيد من الدم والدموع، وكأن ما نزفه من دم وما خسره من دموع في عهد الدكتاتورية البعثية الصدامية المجرمة لم يكونا كافيين، بل لا بد من ان ينزف المزيد من الدماء وان تسيل المزيد من الدموع في عهد المستبد الجديد بأمره نوري المالكي وعهد ابنه احمد المالكي، الذي صوره لنا والده على انه " رامبو" الذي لا يقهر ويعادل في قدراته عشرات الضباط ، انه ابن زمانه، انه ابن المالكي!!! إنه المنقذ الأعرج المعروف في التاريخ!

أيها الشعب العراقي الأبي ما لم تدرك ذاتيا أوضاعك و ما يراد لك وبك سيصعب تغيير هذا الوضع المزري، سيستحيل الخلاص من حكم مستعد على استخدام كل شيء في سبيل البقاء في الحكم حتى ولو على حساب قطف المزيد من رؤوس بنات وأبناء الشعب على وفق ما قاله المستبد الآخر الحجاج بن يوسف الثقفي بالعراق.

إن الإرهابيين القتلة لن يكفوا عن القتل، والحكومة حتى الان عاجزة عن إيقاف نزيف الدم، والشعب حتى الان لم يقرر موقفه من الحكومة ورئيسها. وإذا ساد هذا الوضع فلن يكون هناك تغيير وستبقى الأوضاع المزرية سائدة وسيدة الموقف.

ولكن هل يمكن ان يحصل ذلك؟ لا اعتقد بإمكانية استمرار هذا الوضع ولا بد من العمل مع الشعب لفتح البصر والبصيرة لدى من لا يزال لم يعي ذاتيا خطورة استمرار المالكي في السلطة وخطورة استمرار قوى الإسلام السياسي المماثلة لحزب الدعوة في السلطة، وان عليها ان تختار البديل او الذي يستطيع التصدي للسياسات الراهنة ويفشلها ويعمل على تغييرها لصالح الشعب ومسيرته الديمقراطية.

ليضع المزيد من بنات وأبناء الشعب أيديهم بأيدي التحالف المدني الديمقراطي من اجل انتخاب المزيد من المرشحين من الناس المخلصين من أعضاء هذا التحالف في المجلس النيابي ليؤثروا مباشرة في تشكيل الوزارة وفي تغيير السياسة وتغيير وجهة المسيرة الراهنة لصالح الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة وحقوق المرأة وحقوق كل الكادحين في الريف والمدينة ، لصالح العمال والفلاحين والكسبة والحرفيين والطلبة والمعلمين والمثقفين، لصالح بقية فئات البرجوازية الصغير والبرجوازية الوطنية الصناعية والزراعية والتجارية.

ان التحالف المدني الديمقراطي لم تتلطخ يديه بالفساد السائد بالبلاد ولذلك تراه عاجزا عن توفير الأموال لقيادة حملته الانتخابية كما يفعل من بيده الحكم رغم بعض التبرعات التي تصله من الكادحين والنس الطيبين ولكنها ما تزال غير كافية للوصول الى المزيد من الناس عبر التلفزة وغيرها من وسائل الاعلام والاتصال المباشر.

هل سمعتم بتلك الرسالة التي وجهها "الشيخ" خالد العطية إلى شخصا مدعو ابي جهاد يطلب منه "إصدار" الأمرالى وزير المالية ليصرف مبلغاً كبيراً جداً لاحتفالات ذكرى تأسيس حزب الدعوة. هل يعتقد هذا الرجل ان المال العام هو مال ابوه وجده او مال حزب الدعوة وليس مال الشعب الذي لا يجوز التصرف بها كما يريد هو وابو جهاد الذي لا يمكن ان يكون الا نوري المالكي باعتباره رئيس الوزراء الذي يمكنه وحده اصدار الأوامر إلى وزير المالية بالصرف المالي.

كلنا سمعنا هوسات الأهالي التي تقول " أموال النفط فدولة البوا..... " خالد العطية، هو نفسه الذي كتب تلك الرسالة الى المالكي وكشف عنها الدكتور صادق أطيمش في مقال له حول الموضوع وطلب منه الإجابة عن مدى صواب هذه الرسالة ولم يجب "وغلس على الإجابة" كما يقول المثل الشعبي العراق. ومثل هؤلاء الرجال لا يجوز ولا يمكن للشعب ان يأتمنه ثروته في أيديهم ولا على مصالح الشعب الأساسية الأخرى، فهم ضيوف ثقل اء على الدولة والشعب يحاولون أخذ ما يمكن ان يأخذوا ويرحلوا بعد خراب البلد، بالرغم من ادعاء المالكي " أخذناها بعد ما ننطيها"، عليه عليكم شذون ديمقراطيين، ديمقراطيين للعچس، كما يقول المثل الشعبي العراقي.

ليكن التحالف المدني الديمقراطي هو المنار الذي يمكنه ان يغير الوجهة لصالح الشعب كل الشعب ولصالح وحدته وتقدمه ولنتخلص ممن وضع الشعب في هذا الوضع المزري الراهن، لنشدد النضال ونرفع الهمم من اجل كسب المزيد من العراقيات والعراقيين لصالح المشاركة في الانتخابات ولصالح التصويت للتحالف المدني الديمقراطي العراقي. ليكن الشعب في عون التحالف المدني الديمقراطي.

 

28/12/2013

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter