|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  30 / 10 / 2015                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحاكم المستبد والفاسد لم يُحاكم حتى الان!!

كاظم حبيب

نشرت بعض الصحف العربية قائمة بأسماء من فدموا إلى المحاكمة بتهمة الفساد المالي. وأغلب هؤلاء ليسوا بالعراق حاليا، ومن هم بالعراق هم من الأسماك الصغيرة والمتوسطة وليست حيتاناًكبيرة موجودة وفاعلة بالعراق حالياً، وهي حيتان لم تتعب حتى الآن من بلع المزيد من السحت الحرام، إنها أشبه بنار جهنم تسأل دوماً: هل من مزيد!!

إن الحوت الأكبر الذي مارس الاستبداد والإرهاب الفعلي في الشارع وفي السجون وسلط التعذيب الوحشي على أوسع نطاق في سجون البلاد السرية والمعتقلات المماثلة لما كانت عليه معتقلات وسجون صدام حسين السرية وجلاوزته الذين لا يختلفون عن جلاوزة كل المستبدين على الأرض، من حيث السادية المرضية المشبعة بالحقد الطائفي والغارقة في اغتراف المزيد من عقارات وأموال السحت الحرام التي وفرها لهم رئيسهم المستبد بأمره، هذا الحوت الأكبر الذي فقد في عهده شعب العراق مئات المليارات من الدولارات النفطية التي كان في مقدورها إعادة إعمار العراق وتعويض الشعب عما فقده في فترة مثيله في الحكم الاستبدادي وقهر الشعب صدام حسين، هذا الحوت الأكبر الذي مزق اكثر فأكثر وحدة الشعب العراقي ودمر نسيجه الوطني اكثر مما حصل في فترة شبيهه في الحكم والاستبداد صدام حسين، لم يحاكم حتى الآن ويتصرف وكأنه ما يزال الحاكم بأمره والمسؤول عن العراق باعتباره المسؤول الحزبي الأول عن الحزب ألذي ينتمي إلى قيادته رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. فهو الذي لم يمتثل لقرار خلعه والغاء منصب نائب رئيس الجمهورية، بل غادر مباشرة إلى إيران ليجلب من مرشده وولي أمره السياسي الفعلي، مرشد إيران علي خامنئي، فرمان وفتوى رفض تطبيق القرار ومواصلة العمل كنائب لرئيس الجمهورية. وهو اليوم يستقبل مسؤولي الدول الكبار والأمم المتحدة بهذا المنصب الذي الغي أصلاً، وهو تحدٍ صارخ لقرارات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الحالي.

هذا الحوت الكبير ينسق اليوم مع حيتان مماثلة له كانت بالأمس القريب ضده، لأنها تضررت مصالحها نسبياً وتشعر عبثاً بأن ربما مواقعها قد تزعزعت قليلا من بعض القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء. وهي عناصر استفادت بأقصى ما يمكن من فترة حكم الحوت الأكبر، سواء أكان باستيلائها على القصور الرئاسية لفترة المجرم صدام حسين أو استولت بشتى السبل على عقارات ودور وأموال طائلة عبر العقود والمقاولات والسرقة المباشرة وتهريب النفط الخام على نطاق العراق كله، بما فيه إقليم كردستان العراق. وهي عناصر من ذات "البيت الشيعي العراقي" أو التحاف الوطني السيئ الصيت أو ممن يدعي اللبرالية السياسية ورفض بأصرار القرارات الإصلاحية الجزئية جداً والتي لم تمس طبيعة النظام الطائفي الفاسد حتى الآن ولن تمسه أو تمس مصالحه والذي اعتبر بكل وقاحة إن مركز نائب رئيس الجمهورية هوأقل من القندرة (الحذاء) التي يرتديها. حصل هذا اللقاء المخزي في لقاء تلفزيون عربي بث مباشرة على الناس وعلى نطاق واسع!!

إن الحوت الأكبر ومن يماثله هم من يفترض ان يقدموا إلى المحاكمة لا لأنهم فاسدون سياسياً وإدارياً ومالياً واجتماعيا باغترافهم البشع لأموال الشعب لأنهم ليسوا مستبدين وساديي النزعة في الفكر والممارسة حسب، بل ولأنهم كانوا مسؤولين عن تعميق الصراع الطائفي السياسي بالعراق. وكبير الحيتان صور السنة بالعراق بأنهم من اتباع يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وصور الشيعة في خطبة بكربلاء بأنهم من أنصار الحسين، وان المعركة بينهما ما تزال جارية حتى الآن، ولأنه ساعد في تشكيل المليشيات الطائفية المسلحة واجهزة أمنية خاصة به تمارس دورها في الغدر بالناس، ولأنه تسبب عمدا، بعد ان رفض كل الإنذارات حول احتمال وقرب غزو واجتياح الموصل بعصابات داعش وقوى البعث المسلحة المجرمة، لأنه لم يتصور ان يكون الاجتياح والاستباحة بهذا العمق والاتساع، ولأنه كان يريد معاقبة السنة بالموصل وفي الأنبار وصلاح الدين وكذلك الكرد، مما أدى ألى اجتياح الموصل وكل محافظة نينوى وقتل الآلاف وخطف آلاف النساء الإيزيديات واغتصاب المئات منهن وبيعهن في سوق النخاسة ونزوح أكثر من مليوني انسان من مناطقهم نتيجة ذلك الاجتياح الإرهابي المجرم.

هذا الحاكم المستبد، الذي ينبغي أن يحاكم، ما زال حاكماً يدوس على كرامة الإنسان العراقي رغم تسببه بهجرة عشرات الآلاف من الناس، وخاصة من الإيزيديين والمسيحيين والصابئة المندائيين، والشبيبة بشكل أخص. وما يزيد يدعي كونه نائباً لرئيس الجمهورية وربما الأول!!

نحن اليوم ومنذ اكثر من عام امام حاكم جديد غير قادر على فرض إرادة الشعب أو غير راغب بذلك، والقديم لم يعد في الحكم من الناحية الدستورية والقانونية، ولكنه الحاكم الفعلي حالياً والمستبد بأمره. لا يمكن أن يطول هذا الوضع الشاذ، فالظلم إن دام دمر، والموت والتدمير والخراب حتى الآن هائل حقاً. وإذا تسنى للحركة الشعبية ان تفرض إرادتها فأن الشعب سيقدم هذا الحوت وغيره من الحيتان التي لم تشبعمنالسحت الحرام إلى المحاكمة لينالوا العقاب العادل وليكونوا عبرة لمن اعتبر!!!
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter