|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  30 / 10 / 2015                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أنجيلا ميركل في مواجهة نيران عدوة!!

كاظم حبيب

منذ أن سمحت المستشارة الألمانية للاجئين الذين تكدسوا بالآلاف على الحدود الهنغارية وجوبهوا بعدوانية وحشية وعنصرية غير معهودة من قبل السلطات المجرية ومن رئيس الدولة والحكومة المجرية بالعبور، ومنذ أن عبرت تلك الآلاف المؤلفة الحدود ودخلت الأراضي الألمانية ووصلت إلى مقاطعة باير وخاصة مدينة ميونيخ، فتحت القيادة اليمينية للحزب الاجتماعي المسيحي بمنطقة باير، وقبلها جوقة القوى اليمينية الأخرى واليمينية المتطرفة وقوى النازية الجديدة بألمانيا وفي دول الاتحاد الأوروبي، نيران أجهزة إعلامها ضد المستشارة الألمانية مصورة إياها وكأنها قد غيّرت دينها صوب الإسلام في محاولة جادة للإساءة إليها شعبياً وعزلها جماهيرياً وعملياً والدعوة المباشرة وغير المباشرة للخلاص منها باعتبارها تشكل خطراً جدياً على المجتمع الألماني المسيحي وثقافته "القائدة" وتقاليده وعاداته وديانته المسيحية. في حين لم تتخذ المستشارة الألمانية قراراً خاطئاً أو بعيداً عن روح ومواد القانون الأساسي (الدستور) الألماني الذي لا يضع حداً أعلى لقبول اللاجئين السياسيين ولا يرفض طلباً في هذا الإطار، حيث تؤكد المادة 16 أ ما يلي: (1) يتمتع الملاحقون سياسياً بحق اللجوء. وهي عبارة واضحة لا تقبل التأويل أو التفسير بغير ما يؤكد عدم وجود حدود لعدد اللاجئين الذين يمكن قبولهم بألمانيا. وبالتالي فأن الذين يهاجمونها بعيدون كل البعد عن القانون الأساسي الألماني وعن رأي الغالبية العظمى من الشعب الألماني الذي رحب باللاجئين رغم المصاعب العملية التي نشأت بسبب كثرة القادمين من الشباب والأطفال والشيوخ والحوامل من النساء والمرضى دفعة واحدة.

إن تصرف المستشارة الألمانية في تلك اللحظة الحرجة والبشعة كان حكيماً وإنسانياً دون أدنى ريب، رغم إن تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي تقوده أنجيلا ميركل منذ 16 عاماً، والحزب الاجتماعي المسيحي، الذي يقوده هورست سيوفر، قد رفضا ومنذ سنوات الاعتراف بأن ألمانيا بلد هجرة، كما هو حال الولايات المتحدة وكندا واستراليا وغيرها من الدول الأوروبية، مما عقد كثيراً وصول الكثير من البشر إلى المانيا، كما عمدوا في التسعينات إلة وضع عراقيل كثيرة في طريق اللجوء السياسي أيضاً. ومع ذلك فالقانون الأساسي الألماني واضح وصريح في هذا المجال.

والأجواء التي تثيرها القوى المعارضة للجوء السياسي ودخول أفواج اللاجئين تمارس ضغطاً واسعاً على سياسة وشخص أجيلا ميركل، مما دفع بها إلى إجراء الكثير من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية لشرح موقفها المبدئي من اللجوء السياسي وخاصة من تلك الدول التي تعيش حروباً أهلية أو تدخلا مباشراً من قوى أجنبية أو التي تواجه إرهاباً مريعاً وقتلاً واسعاً وتشريداً من قبل عصابات داعش والقاعدة وغيرها، ومنها العراق وسوريا على نحو خاص.

وفي ضوء هذا الضغط دعت ميركل إلى اجتماع لوزراء الداخلية في الولايات الاتحادية للاجتماع بها ودراسة السبل التي يمكن بموجبها تنظيم دخول اللاجئين وقبولهم وإعادة من لا يمتلك الحق باللجوء. وقد ابتدع اليمينيون قاعدة جديدة هي عدم قبول من يأتي من دول ليست فيها حروب أهلية وتعتبر آمنة. وهذا يعني رفض أكثر من 99% من اللاجئين القادمين من ألبانيا وكوزوفو وكرواتيا، وخاصة الغجر (السنتي والروما) الذين يتعرضون إلى التمييز والتهميش بشكل عنصري، كما يعانون منه في كل من هنغاريا وبلغاريا ورومانيا أيضاً.

إن من شأن الإجراءات الجديدة تخفيف الضغط على الأجهزة الإدارية المسؤولة عن تسيير معاملات اللجوء من خلال دراسة الكثير منها على الحدود، وخاصة أولئك معملات القادمين من البلقان أو الذي لا يحملون وثائق رسمية وإعادتهم من حيث أتوا


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter