|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 26 / 7 / 2015                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل التزم الدكتور حيدر العبادي بالقسم؟

كاظم حبيب 

تتلاحق الأحداث بتسارع شديد وتتساقط الضحايا البريئة يمنة ويسرة. تفجير هنا وتفجير هناك، وانتحاري في موقع آخر. اختطاف خمسة مسيحيين ببغداد خلال هذا الشهر، إضافة إلى اختطاف دزينة من الرجال بالدجيل. ضرب متظاهرين بالبصرة، جريمة بشعة ترتكب بخان بني سعد وموتى وجرحى بالعشرات، ثم تقصف البلدة بالهاونات ليزداد عدد القتلى والجرحى والخراب. تفجيرات في مناطق كثيرة من بغداد. تتراجع القدرة على حفظ الأمن وحماية المواطن، وقلق الناس يتعاظم. من هم القتلة، ومن هم الخاطفون، ومن هم مثيرو الفوضى وعدم الاستقرار بالبلاد؟ هل هم داعش؟ هل هم ميليشيات طائفية مسلحة؟ هل هم مافيات سياسية من الأوساط الحاكمة؟ هل هم مافيات منظمة ذات علاقات اقتصادية وسياسية داخلية وإقليمية ودولية؟ هل عادت حليمة إلى عادتها القديمة، أم ماذا يجري بالعراق. أليس هناك من يسعى إلى فك أقفال هذه الطلاسم؟ وهل هي طلاسم حقاً؟ وهل هؤلاء جميعاً لهم ضلع في كل ذلك؟ وهل يعلم رئيس الوزراء بما يجري حوله وما يراد له؟

من حق كل مواطنة ومواطن أن يتوجها إلى السيد رئيس الوزراء العراقي، إلى الدكتور حيدر العبادي، بالسؤال التالي: هل ما زلت ملتزما بالقسم الذي أديته أمام السيد رئيس الجمهورية والشعب العراقي بمكافحة الإرهاب والفساد والقوى والشخصيات الضالعة فيه وإعادة الأمن والاستقرار للمواطنين؟ أم أنك غير قادر على تحقيق مضمون هذا القسم الملزم؟ ولماذا هذا التباطؤ أو العجز في تنفيذ سياسات وإجراءات مطلوبة، ومن المسؤول عن كل ذلك أو من يقف وراءه؟

نحن نقترب من نهاية العام الأول على ولايتك كرئيس للوزراء وتحقق بعض الشيء وفرح الكثير من الناس الطيبين، ولكن يلاحظ الناس الطيبين وكأن العراق يسير خطوة إلى أمام وخطوات أخرى إلى الوراء! الأمن مفقود والقتل مفتوح على كل الجهات، والتجاوز على حرمة الناس والفنادق والاتحادات جار على قدم وساق دون أي احترام لكرامة الإنسان وحقوقه، ومن يمارسه هم من أتباع الحكم ذاته. فما السر في كل ذلك؟ ولماذا لا تعلن ذلك على الشعب وأنت أدرى بهم؟

المعركة المركزية يخوضها الشعب العراقي ضد عصابات داعش وتتحقق بعض النجاحات التي تعيد الثقة للقوات المسلحة ومن معها في المعركة كما يحصل على أبواب الرمادي حالياً رغم المشاق الكبيرة. ولكن حين نرى إن الظهير يزداد قلقاً وخشية على حياته بسبب ما يقع له يومياً ببغداد وغيرها، يزداد ضعفاً وعجزاً عن إسناد الجبهة. السؤال العادل الذي لا بد من توجيهه إلى السيد رئيس وزراء الحكومة الاتحادية، مع إدراكنا بكل التعقيدات المحيطة بالعراق وبالمعارك والأوضاع والصراعات الطائفية والأثنية الجارية، متى ستمارسون السياسات والإجراءات التي تساعد المواطِنة والمواطن بالعراق على رؤية الضوء في نهاية النفق الطويل والمعتم الذي زُج فيه العراق منذ أثنى عشر عاماً تقريباً وعلى أيدي قوى الاحتلال الأمريكي – البريطاني وكل الطائفيين والقوميين الضيقي الأفق ومن أيدهم في ذلك؟ إن التساؤل ليس مشروعاً فحسب، بل وضرورياً لأن عواقب استمرار هذا الوضع هو التكريس العملي لوجود وجرائم داعش وجرائم جمهرة من الحكام الفاسدين والمفسدين وقوى الإرهاب والمرتبطين بها، وكذلك المليشيات الطائفية المسلحة التي تجد في الوضع الراهن إمكانية لتحقيق منافعها ومواقعها أو تكريسها وإقامة جيش ودولة داخل الدولة. نعم إن السؤال الذي يزدادُ إلحاحاً وتتسع دائرة طارحيه هو: ما العمل، ومتى سينهض الرئيس الوزراء وكذلك رئيس الجمهورية بمسؤولياتهما وينفذان مضمون القسم الذي أدياه الشعب العراقي وأمام الله!؟
 


26/7/2015
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter