|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  23 / 4 / 2014                                 د. كاظم حبيب                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

المأساة والمهزلة في عراق نوري المالكي
محمد علي زيني إرهابياً والإرهابيون الفعليون حمامات سلام!!!

كاظم حبيب

إذا كان العراق في زمن الدكتاتور الفاشي صدام حسين واستناداً إلى كل المعايير قد عاش مأساة حقيقية دامت 35 عاماً، فأنها أصبحت اليوم وفي زمن الدكتاتور الطائفي المقيت نور المالكي مأساة ومهزلة فعلية في آن واحد. فهو باسم حزب إسلامي شيعي متطرف يحكم العراق، وهو بإرادة إيرانية-أمريكية أصبح حاكماً للمرة الثانية على العراق، وهو باسم الأحزاب الشيعية الطائفية وتحالفها المفكك يحكم العراق ويريد أن يحكمه ربما للمرة الثالثة، وهو باسم الإله الواحد الأحد أصبح كيل الله في أرضه، وسرعان ما سيخلع الجاكيت والسروال وربطة العنق ليرتدي العمامة وما تحتها من عفاريت ليحكم العراق لأنه أخذها وبعد ما ينطيها، ويصبح بعدها المرشد الأعلى للدولة الإسلامية العراقية!! إنه هو وفي زمانه ولا غيره قد أصبح العراق يملك أكثر من مليون وربع مليون عسكري، والذي لم يتجاوز في زمن الدكتاتور الأهوج عن المليون مجند. لقد أخضع كل شيء لإرادته ومن لا ينصاع له سيجد نفسه في عداد الإرهابيين الذين سيُجبرون على الهروب من العراق والنجاة بجلودهم، كما حصل مع الدكتور غسان العطية، أو أن يقبعوا في سجون النظام الجديدة السرية التي أبدعت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى في توفيرها للحاكم الجديد ولمعارضيه.

لقد تحول الدكتور الاقتصادي البارز والمميز والمختص بشؤون النفط بالعراق محمد علي زيني بين ليلة وضحاها إلى إرهابي من الدرجة الأولى، إلى رجل خطير يهدد أمن العراق وسلامة الوطن وحياة الشعب، وأصبح في ذات الوقت أخطر المجرمين وأكثرهم بشاعة في الدفاع عن القتلة والمجرمين من عهد الدكتاتور صدام حسين حمامة سلام ترفرف في سماء العراق!! لك الله يا عراق!!

لا يمكن أن يحصل مثل هذا الذي يحصل اليوم بالعراق إلا في بلاد يحكمها الحكام القرقوشية، في بلاد الواق واق، في بلد لا حرمة للقانون فيه ولا مبادئ ولا معايير إنسانية يستند إليها، في بلد يرتفع نجم المخبر السري ويسود القتل على الهوية ويمارس التعذيب حتى الموت أو الاغتيال في الشوارع، إلا في بلد تصدر وزارة داخليتها اتهاما لإنسان مسالم يخشى حين يسير على الأرض من سحق نملة تدب عليها، إنسان عرفه أهل النجف أبناً باراً وعرفته الولايات المتحدة متخصصاً بشؤون النفط وكاتباً مجداً، وعرفته لندن واحداً من العراقيين الذين يعملون من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا الإنسان النبيل يتهم من وزارة الداخلية بالإرهاب ويتحول إلى إنسان خطير رغم إنه لم يُتهم قبل ذاك حين رشح للانتخابات السابقة في العام 2010 ولم يفز لأسباب معروفة تعود عليها العراقيون باعتبارها من الممارسات الاعتيادية لحكام العراق، فهم يمارسونها بكل حرية وبحماية كاملة من وزارة الداخلية وغيرها من أجهزة القمع المحلية.

وفي ذات الوقت أصبح مشعان الجبوري، هذا الرجل المعروف لنا جميعاً بسماته وصفاته وسلوكياته والذي بجل وجمل وعظم الإرهابي الكبير صدام حسين حتى بعد موته، بأنه غير إرهابي وغير مهووس بكراهيته للكرد وغير طائفي كاره للشيعة ومحفز ضدهم وغير متهم بالسرقة وغير شتام للناس ليمنح صك الغفران ويعطى الحق بالترشيح في الانتخابات القادمة. هل نحتاج إلى أكثر من هذا الدليل لنعرف كيف تتصرف أجهزة السلطة التنفيذية والقضائية بالعراق لصالح ما يريده الحاكم بأمره نوري المالكي.

ليست هناك مسخرة أكثر من اتهام الدكتور محمد علي زيني بالإرهاب وحرمانه من المشاركة في الانتخابات!

هل يمكن أن تفتح هذه المهزلة وغيرها من مهازل النظام السياسي الطائفي والمحاصصة الطائفية اللعينة عيون العراقيين والعراقيات على ما يجري بالعراق، أم ستبقى مغلقة عيون الكثير والكثير منهم أمام كل ذلك ويعيدوا انتخاب من دفع البلاد إلى مستنقع الطائفية المقيتة والحرب الأهلية والموت اليومي لعشرات الناس الأبرياء والخراب الاقتصادي والفساد المستشري.

نحن أمام تجربة جديدة لم يمر بها العراق الحديث من قبل، تجربة يصبح فيها الإرهابي والفاشي والبعثي والحرامي حمامة سلام، ويصبح فيها الإنسان الأمين لشعبه ووطنه وصاحب مبادئ وخلق قويم وصاحب برنامج أصيل إرهابي يجب أن يحرم من حق الترشيح لانتخابات مجلس النواب العراقي القادم. إنها المحنة العراقية الجديدة التي يواجهها الشعب العراقي بفضل حزب الدعوة الإسلامية ورئيسها ونائبه والتحالف الشيعي أو البيت الشيعي. وإذا ما سكت الشعب العراقي على كل ذلك، فأنه سيواجه الكثير والكثير من المحن القادمة والمآىسي المريرة التي ستدمر العراق وأهله وربما أكثر بشاعة مما حصل في زمن الدكتاتور الأرعن صدام حسين.
لترفع رأسك عالياً يا دكتور محمد علي زيني فقد أتهمتك وزارة داخلية الزمن الرديء بالإرهاب، ومن الموت والخراب والفساد الذي يعيش الشعب العراقي تحت وطأته، إنها سنوات عجاف على الناس الطيبين من أمثالك، وهي شهادة نادرة لك صديقي العزيز على وفق قول الشاعر :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص    فهي الشهادة لي بأني كامل

أتمنى على مثقفي العراق أن يمارسوا حملة واسعة لإدانة وزارة الداخلية العراقية على فعلها القبيح ورفض قبول إبعاد الدكتور محمد علي زيني من لائحة مرشحي التحالف المدني الديمقراطي في العراق. لنكن أمناء للمبادئ التي نحملها دفاعاً عن الوطن والشعب والمبادئ والناس المخلصين فيه.

 


23/4/2014
 



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter