| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قرطبة عدنان الظاهر

 

 

 

 

الأحد 27/5/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

 

وصية حمورابي ..حكمة ام لعنة بابلية؟
(4)


قرطبة عدنان الظاهر

الجزء الرابع : المجتمع البابلي القديم والمدنية
لقد دونتُ في الجزء الاول من هذا البحث سلالة المملكة البابلية وتكوين الدولة المتحدة ذات السيادة المركزية وتحت قيادة نظام ملكي شمولي. ركز الجزء الثاني على مفهوم الدولة البابلية من خلال التسلط على المؤسسات الحكومية والسلطات. أما الجزء الثالث فأخذ حيزا كبيرا من قانون حمورابي في عدة بنود منها المواد الجنائية والمواد المدنية والعلاقة بين البلاط الملكي والشعب. وجاءت هذه القوانين لمعالجة الاثار المترتبة على الانقسامات والمشاكل الاجتماعية التي واجهت المشرِّع (حمورابي) من جراء انهيار سلالة دولة اور الثالثة. ذلك أدى ان تكون هذه المواد صارمة للحفاظ على التماسك الاجتماعي وديمومة التعايش السلمي بين افراد المجتمع البابلي. لقد أيقن الملك حمورابي أن التماسك الاجتماعي من خلال فرض القانون على الجميع وتحقيق العدالة هو خير حام ٍ وسند ٍ له في مواجهة الاعداء والدفاع عن سيادة ووحدة بلاده.
في هذا الجزء أسلط الضوء على حياة المجتمع البابلي القديم، عاداته وتقاليده، أحاسيسه ونمط تفكيره، الترابط الأسري والاجتماعي والمشاكل اليومية التي كانت تواجهه. سوف أتحدث أيضا عن المدنية من خلال التعامل الاقتصادي والمالي بين مواطني الدولة والبلاط الملكي.

عند انهيار سلالة ملوك اور الثالثة التي كانت تحظى بهيكلية هرمية و طبقية تفككت كل المجتمعات التي كانت تعيش تحت إمرتها. أحدثَ هذا الانهيار ثغرة اجتماعية وسياسية كبيرتين. حيث الفوضى واعمال الشغب والسطو على الممتلكات الخاصة والعامة وتدمير البنى والمعابد. من ناحية اخرى ادى هذا الانهيار إلى تحرير الفرد من القيود السياسية والاجتماعية التي فرضت عليه. حيث بداية حقبة جديدة وهي المدنية. هناك لوائح عثر عليها في بابل تدل على التمدن الحضاري. إذ انها تشير إلى التقدم في مجال الري وبناء السدود في المناطق الجنوبية الجافة والتي تعتمد على انظمة إصطناعية للري. بالاضافة إلى ذلك كيفية مكافحة الملوحة وزيادة الانتاج الزراعي بشكل مكثف ومستمر. أجبر َ هذا الامر ُ المجتمع َ إلى التعاضد والاشتراكية لمواجهة الازمات الطبيعية مثل الجفاف او الفياضانات. هذا التعاضد لم يتحقق إلا من خلال قوانين حمورابي.

الانسان البابلي: شخصيته، تفكيره، تصرفاته
عند العثور على رسائل خاصة تعود إلى مراسلات بين مواطني بابل إستطاع علماء الاثار تحديد شخصية الانسان البابلي من خلال نمط كتابته ومحتوى الرسائل. كشف العديد من هذه الرسائل ان الانسان البابلي يتصف بالخشوع والايمان والولاء لملكه ، إذ ْ وجدت لوائح َ مكتوبا ً عليها: "حمورابي هو خالقي". او "ليعشْ ملكنا حمورابي خالدا" ، "حمورابي هو رباط وحدتنا" ، "حمورابي هو إلهنا". كان يعتبر حمورابي رمزا للالوهية لدى شعبه بالرغم من رفضه أن يصنف او يلقب إلها.
كان البابليون واسلافهم السومريون يؤمنون بحياة ما بعد الموت كما هو الحال مع المصريين القدماء. وكانوا يفكرون بإشكالية ونمط هذه الحياة. لذا كتبت ملحمة كلكامش السومرية الشهيرة التي تتحدث عن شخصية خرافية تحمل مواصفات انسانية وإلهية اسمها كلكامش وعلاقتها بملك اوروك. ففي احد مقاطع هذه الملحمة يُنصح كلكامش:" يا كلكامش إلى اين انت ذاهب؟ إن الحياة التي تبحث عنها ليس لها وجود! فعندما خلقت الالهة ُ الانسانَ مهدت له طريق الموت إذ ان الحياة ملك لها. أما انت يا كلكامش فكلْ مما لذ وطاب...وحدق في محياك ليلا ونهارا. إحتفلْ كلَ يوم. أرقصْ والعبْ ليلا ونهارا. إلبسْ ثيابا نظيفة واغسلْ جسمك بالماء..إهتمْ بصغارك وقرينتك... فكل هذا من صنيعة الانسان." كان البابليون يعتبرون انَّ الموتَ أمرٌ غير عادلٍ من قبل الالهة . يتضح من خلال هذه الملحمة التي كانت متداولة حتى الالفية الثانية قبل الميلاد.. أن المجتمع البابلي كان يسوده القلق والتفكير بحياة افضل، ربما في الخلود.

كان البابليون محترفين بكتابتهم الرسائل وطريقة تعبيرهم عن شجونهم ، احزانهم، مشاكلهم اليومية او افراحهم.. وكانوا يستخدمون لغة دارجة في مراسلاتهم تختلف تماما عن اللغة الرسمية المتداولة في المؤسسات الحكومية للدولة. إذ ان المخاطبات الرسمية كانت تحتوي على جمل تحمل مواد َّ قانونية إدارية بحتة.
تحتوي ، في غالب الاحيان ، الرسالة الخاصة في مقدمتها على تحية وأشواق أو ادعية إلهية للشخص المعني وتمنيات بالرد الفوري او القريب على الرسالة او بعتاب على عدم الرد. فهناك رسالة تحتوي على سخرية المُرسِل من الشخص المعني لعدم رده، وتصفُ أخلاقه ب "الرفيعة". كان البابليون يتميزون بعاطفية فطرية تنعكس على نمط كتاباتهم. على سبيل المثال : يشكو مرسلٌ من عنائه ويكتب: " إني أصبحتُ مثلَ رياح الجَنوب الجافة إذ لم أتناول أي زاد منذ ثلاثة ايام." هذا التعبير العاطفي يشق طريقه من قلب الانسان البابلي. فالقلب هو مركز الحياة والاحساس والعواطف. القلب "يعاني", "ينفطر", "يرف" , "يطير من الفرحة" ,"يتحطم ألما", "يدق ُّ دونَ توقف". كل هذه التعابير وجدت في رسائل عثر عليها في مدينة بابل.
ويستعمل البابليون ايضا بعضا من الحكم، فمثلا: "من يعمل خيرا ً أو معروفا ً لغيره، يلاقي الخير في كل حياته". أما إذا كان هناك رجاء ملح ٌّ من شخص ما، يقول البابليون: "رطبْ شفتي َّ بالماء" أي إشف ِ غليلي. كانت اللهجة البابلية تحتوي على تعابير كثيرة مرتبطة بالمحيط الطبيعي والمناخي.
يتميز المجتمع البابلي بقوة العلاقة العائلية والاخوية بين الاصدقاء او افراد القبيلة او بين زملاء العمل. فهناك رسالة تحث على تمتين الاخوّة بين المُرسِل والمعني : "اظهرْ لي أخوتك" أو "إذا انت فعلا أخي...".
الشكاوى او الاتهامات كثيرة في الرسائل. فقد اعتاد البابليون على استخدام جمل معينة في الشكوى، مثلا: "هل هذا التصرف في عينيك محق؟" ، "إنك لم تفعلْ أي شئ اقيمه برغيف من الخبز"، "ليس هناك من يمد رقبته للاخر (= لا يوجد من يساعدني)"، "إني عريان ورقبتي مقطوعة (= إني فقير)". وهناك أيضا من يشكو من عوزه :" إني أعيش وكانني ميت" ،"ما عانيتُ في شبابي مثلَ ما أعانيه الان" ، "أنا في وحلٍ عميق أشكو الهم َّوالحزن" ،" أفتقر للزاد والماء وإني نحيف ولا املك كساء".
بفضل الكم الكبير من الرسائل التي عثر عليها اكتشف العلماء ان خصوصية العائلة او المنزل لها مكانة خاصة لدى المجتمع البابلي. إذ يحرص البابليون في رسائلهم على عدم التطرق إلى ما يحدث داخل البيت او بين افراد العائلة .

الحياة المنزلية والعائلية
الحياة المنزلية والعائلة في بابل تظهر على واقعها من خلال الرسائل و ألواح الطين التي عثر عليها. وعند التمعن في هذه المصادر القيمة نكتشف العديد من العادات والتقاليد موروثة من ذلك المجتمع البابلي القديم لهذا المجتمع العراقي الحاضر ، فما زال المناخ كما كان جافا في المناطق الجنوبية . وما زالت الطبيعة الريفية تعكس الحضارات الاولى لسومر وبابل وأكد.
عندما يولد مولود ٌ جديد ٌ في عائلة بابلية قديمة يُعد ُ ذلك حدثا ً متميزا ً. وكان البابلييون يعدون القرابيين والصلوات للالهة عندما يتمنون طفلا. عند ولادة المولود تقوم العائلة بتعليق تعويذة لطرد العيون الحاقدة. واكثر الاحيان تساعد قابلة ٌ او ( جَدة ٌ ) الام َّ في وضعها لمولودها الجديد. بعد الولادة يقوم الاب بتسمية الطفل. التسميات التي تعطى للطفل تشابه الامنيات او أحاسيس معينة او علاقة خاصة بين اصحاب البيت والالهة ولكن ايضا يسمى الطفل حسب تصرفاته الشخصية او صفاته واكثر الاحيان يضاف إلى اسمه اسم دلع للتدليل.
عناية ورضاعة الطفل كانت لدى العوائل المتمكنة وظيفة الجدة اوالقابلة. يتم التعاقد معها لمدة سنتين او ثلاث لرعاية الطفل. العائلة البابلية تعتبرعائلة محافظة متمسكة بالترابط الاسري والاجتماعي. فلم يعثر على أية وثيقة تدل على رمي الطفل خارج البيت او التبروء منه ، بل وفي اكثر الوثائق كان الحديث عن تبني الاطفال من أجل أن ْ يساعدوا أبويهم عند الشيخوخة. كانت لعب الاطفال دُمى من طين او خشب او من الصوف وكانت المدرسة مفتوحة ً فقط للعوائل المتمكنة.
كانت الاسر البابلية تقطن في منازل من الطوب الاحمر. وكان الطوف أو اللِبْن ْ (الطين غير المشوي) في بلاد الرافدين موردا ً بخسا للبناء. كانت المنازل تُبنى من طابق أرضي فقط، وبعضها يُبنى من طابقين وسطح شاسع. كانت سقفية المنازل مزودة بألواح من الخشب لعزل البيت عن حرارة الشمس. الخشب كان مادة نادرة في بلاد الرافدين. إذ من يملك خشبا في منزله فهو متمكن جدا. كانت ابواب البيوت والنوافذ والسلالم تبنى من الخشب. فعند الانتقال إلى بيت أخر يأخذ اهل البيت كل ما بني في بيتهم القديم من الخشب ليضيفوه إلى مسلتزمات البيت الجديد. الغرف في المنزل كانت موزعة حول فناء مفتوح يتوسط البيت ، والنوافذ موجهة فقط للفناء الداخلي. أما مظهره الخارجي فيبدو المنزل بدون نوافذ وكأنه موحش ٌ.
كانت الأسرُ المتمكنة تملك مجاريَ خاصة ً للمياه السائبة التي تصب في الشوارع. لقد كان البابليون يسكبون نفاياتهم ايضا في الشوارع وكانت هذه النفايات فريسة للكلاب والحيوانات الاخرى بحيث لا يبقى منها شئ يُذكر .
لم تكن الغرف مؤثثة بأثاث من الخشب إلا لدى العوائل الارستقراطية ، بل كانت مزودة بحصران من الخوص أو من شعر المعز ووسائد وأغطية من الصوف. كانت تستعمل مناقل / مفردها منقلة ( مدافئ ) من الفحم الخشبي لتدفئة المنازل من برد الشتاء القارص في جنوب البلاد. وللاضاءة كانت تستعمل مصابيح زيتية من الفخار. اما المطبخ فمزود باوعية من الحجر والطين. وكان البابليون ياكلون بايديهم او بأرغفة الخبز(الثريد ، الاكلة المشهورة في العراق في الوقت الحاضر) في أوعية مشتركة. كانوا في اكثر الاحيان نباتيين وكانت الباقلاء والعدس من الوجبات المفضلة لديهم (كما هو الحال لدى العراقيين اليوم ). بجانب ذلك كانوا يتناولون الهريس من الطحين او الشعير، البصل والثوم، الخيار والفجل وبعض الأجبان. وكان التمر ُ حلواهم والعسلُ ، كذلك بعض الفطائر والكعك أو الخبز المُحلّى. أما تناول الاسماك او اللحوم فقد كان مقصورا ًعلى مناسبات معينة فقط. كان البابليون في أيام الربيع يتجهون إلى مناطق شبه صحراوية ( البريّة ) لجمع الكمأة والجراد.
أما بالنسبة للشراب فكان الماء ُ شرابَهم الاول ، وقد كان شحيحا ً كماء ٍ صالح ٍ للشرب. وعليه فكانوا يستنبطونه من الأبار الجوفية وبعض العيون أو بعض مساقط المياه ويجمعونه في أوعية فخارية كبيرة لتبريده. أما عند الترحال فكانوا
يحفظونه في جُعَب ٍ مصنوعة من جلود الحيوانات. كان البابليون يمزجون الماء بالفواكه الطازجة مثل الليمون. وكانوا يحتسون البيرة أيضا ً. كانت البيرة ُ إحدى مشروباتهم المفضلة فهي تحتوي على قيمة غذائية عالية إذ ْ تصنع من الشعير غير المقشَّر. لذا كانوا يحتسونها بأنابيبَ من القصب حتى السكر. كان هناك العديد من الحانات التي تباع فيها البيرة . لم تحظ َ هذه الخمّارت بسمعة جيدة قط حتى أن َّ الملك حمورابي وضع قوانينَ وضوابط َ معينة للتحكم في شأن هذه الحانات.
أما لباس البابليين فمصنوع من الصوف ، وكانت ملابسهم تلائم "الموضة" والمناخ. كان الرجالُ في زمن حمورابي يرتدون عباءات ٍ طويلة ً يلفونها على أجسامهم . أما نسوة بابلَ فكن َّ كذلك يرتدين عباءات ٍ طويلة توضع على الكتف أو أردية تُلف ُ كما يُلف ُّ الشال. أثناء العمل يكتفي الرجال بربط إزار ٍ حول خصورهم. كان الرجال والنساء يرتدون الحلي ومعاضد وقلائد من خرز ملونة من الفخار. وكانت العوائل تتسلى بألعاب متنوعة شتى كلعبة النرد ( الطاولي أو الطاولة ) والشطرنج وكل لعبة تتطلب لوحاً خاصاً بها .
عند وفاة أحد افراد العائلة يظهر البابليون حزنهم من خلال اللطم الذي يحدث جروحا ً ناجمة من خدش الوجه والصدر، والضرب على الرجلين ونتف الشعر وتحطيم الاواني وتمزيق الثياب التي تستر الجسد. كان في مراسم العزاء يحضر رجل او إمرأة تندب ُ الميت َ وتقرأ على روحه بصوت عال ٍ. كانت الجنازة توضع في تابوت من الطين ويوارى جثمانه إما تحت البيت لتبقى روحه خالدة في كل ارجاء البيت، أو تدفن في مقبرة عامة. أما الملوك وعوائلهم فكانوا يوضعون في توابيت من الحجر او الطوب. وكانت توضع بعض من مقتنيات المتوفى الشخصية مع طعام وماء. كما جرت العادة أنْ تقرا الادعية والصلوات على الميت لتخففَ من معاناة دخوله مملكة الموتى وتيسّر َ له هذا الدخول ... حسب المعتقد البابلي.

العملة والنقود
كان البابليون يسافرون في مجاميع إلى دول مجاورة فقط. وكانت بضائعهم تصدر من خلال وسطاء إلى إرجاء بعيدة من العالم. كل ما كان يجمعه البابليون من ارباح كانت تستثمر في الاراضي وفي العقارات. وكانت العملة المتعامل بها هي قطع الفضة او الشعير الموزون. لم تكن هناك عملة مسكوكة . وكانت الفضة كحلي للنساء تتخذ شكل قطع مدورة مضغوطة ومثقوبة. كانت سبائك الفضة تملك ختما رسميا يدل على شرعيتها في التداول (غير مزيفة). أما النقود فكانت عبارة عن وحدات نقدية:
1. Korn او Gran =44 ملغ من الفضة
2. Sekel = 8 ملغ من الفضة
3. Mine = 0,5 كيلوغرام من الفضة
4. Talent = 30 كيلوغرام من الفضة
أما بالنسبة للحنطة فتقاس بال: Sheffel, Sea, Liter.
كانت الفضة عملة متداولة حتى على الصعيد العالمي في ذلك الوقت ، وكانت تخزَّن كمدخرات . أما الفضة كعملة فكان يجري تداولها في اكثر الاحيان في عقد الصفقات التجارية والمالية. اما صفقات المنتوجات الزراعية فيجري تبادلها
بالحنطة ، تزان وتعادل بما يساويها من الفضة. كانت الفضة تستورد من الخارج وكان التجار وكذلك البلاط الملكي والمعبد يملكون سبائك الفضة والمعادن الفريدة أو النادرة بكميات كبيرة. أما الدفع النقدي فبالصكوك. وكان يكتب صاحب الصك على لوحته التي يعطيها فيما بعد للمشتري: "القيمة المالية(...) او الكمية (...) تحول إلى الشخص (الفلاني) وتسجل لتدفع في التاريخ (...)." طالما كانت هذه اللوحة في حوزة المشتري فأنه مُدان.

مشكلة المواد الخام
كانت الدولة البابلية تعاني من شحة المواد الخام. الطين او الطوف مادة متوفرة ورخيصة للبناء وتجلب من ضفاف الانهار. كانت مدينة هيت تحتوي على مادة القار أو القَطران التي تستعمل كذلك في البناء وفي صناعة القوارب كمادة عازلة لكنها كانت تصدَّر في اكثر الاحيان. كانت الدولة بحاجة ماسة إلى الخشب ، فخشب النخيل ( جذوع النخيل ) لا يصلح لبناء السفن او المنازل. كان الخشب يستورد من غابات الارز في لبنان. إضافة ً إلى شحة الخشب ، كانت الدولة تعاني من عدم توفر الحجر الضروري لبناء المعابد والقصور الملكية. كان الحجر يجلب من المناطق الشمالية لسوريا. اما حجر ( الاوبسيديان او السبج ) فكان يجلب من جبال أرمينيا والحجر الازرق ، اللازوَرد ، (Lapislazuli) فيستورد من افغانستان. واخيرا كانت الخامات المعدنية تستورد لصناعة الاسلحة والاليات الثقيلة. كانت دولتا آشور وماري شمالا ودولة أور جنوبا تعد من أهم مراكز تجارة وتوزيع المعادن الخام وقد حققت بذلك أرباحا طائلة.
كانت أهم وسائل الترحل والتنقل هي الجمال والخيول والبغال برا ً والسفن بحرا.

كلية العلوم السياسية
المانيا

المصادر:
1. Michael Jursa: Die Babylonier, Geschichte, Gesellschaft, Kultur, München 2004
2. Klengel, Horst: König Hammurapi und der Alltag Babylons, Berlin 1991
 

¤ الحلقة الثالثة

¤ الحلقة الثانية

¤ الحلقة الأولى