|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء 23/1/ 2013                                 جلال رومي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أوراق أنصارية

(عن مفارز الأنصار السرية)
(5)

جلال رومي ( أحمد عرب )

بعد خروجى من السجن الايراني كما اسلفت في القسم السابق التحقت بمفارز الانصار الاعتيادية مع رفاق البتاليون التاسع حيث كانت لنا جولات واسعة في القرى التابعة الى محافظة السليمانية حيث تجولنا كثيرا هناك ووصلنا الى المناطق التابعة الى قضاء جمجمال حيث قمنا باستطلاع واسع للمنطقة والمناطق المحيطة بها واقام رفاقنا ندوات جماهيرية حيث كان معنا الرفيق جوهر ممثلا للقاطع وكذلك الرفيق احمد رجب .

وفي صباح احد الايام وبينما كنا في احدى القرى التابعة لناحية بازيان عرفنا بان قوة من الجحوش قد دخلت في الفجر قرية جيشانة ولاحظنا هناك صدام بينهم وبين بيشمركة القوى الاخرى فهبينا لمساعدتهم وقد وصلنا بسرعة حيث تمكنا من دحر قوة الجحوش وقد قمنا بملاحقتهم لمسافات طويلة وقد هربوا باتجاه معسكر سلام القريب من مدينة السليمانية حيث حصلنا على بعض الغنائم وبعضهم ترك اثناء الهروب غطاء الراس (الجمداني) وهذا معيب جدا في عرف اهالي المنطقة وردا على ذلك قامت مدفعية الدبابات بقصف القرية وادى ذلك الى خسائر في ممتلكات اهالي القرية وكان لهذه المعركة صدى كبير بين اهالي المنطقة.

وفي هذه الفترة وصلتنا برقية من رفاقنا في منطقة دربنديخان بان قوات السلطة تقدمت لاحتلال جبل كولان الاستراتيجي المشرف على مدينة دربنديخان فرجعنا الى المنطقة لدعم رفاقنا وانصار القوى الاخرى في التصدي لتقدم قوات السلطة وقد اتخذنا مواقعنا في ربايا مقابلة لمواقع السلطة في الجبل وبدأت المعركة بقصف قوات السلطة لمواقعنا بمختلف الاسلحة وكان صمود الانصار رائعا برغم عدم تكافؤ ميزان القوى بيننا وقد جرح عدد كبير من رفاقنا حيث اقمنا مستشفى مؤقت في قرية سرجاو اشرف عليها الدكتور الكفوء دلير ويساعده الرفاق ابراهيم وفرهاد ورفاق اخرون, فاتذكر احد رفاق البتاليون السابع واسمة ئاري من أهالي حلبجة اصيب بطلقة قناص في بطنه لكن لم تدخل الاحشاء رفض الاخلاء بالرغم من نزيف الدم واقتنع اخيرا بضروره الذهاب الى الدكتور فرافقته وحاولت مساعدته بحمل عتاده وسلاحه فرفض وقال رفيق انا قادر على حمل سلاحي فمشى ويده على جرحة وهذا نموذج بسيط لابطال الحزب الذين يستحقوا ان تكتب اسمائهم على لوحات وتعلق على جبال كردستان . وبعد قتال ضاري استمر اسبوعين قرر الرفاق الانسحاب الى مواقع قريبة ونصب الكمائن لقوات السلطة ومنع تقدمها لمناطق اخرى وبعد فترة حاولت قوات السلطة عبر انزال للقوات الخاصة لاحتلال قمة جبل مهمة في المنطقة تشرف على جبل كولان وعلى سلسلة جبال قوبي قرداغ الا وهي قمة جبل زردة وتعني في اللغة الكردية الاصفر وسمي بهذا الاسم لاحتوائه على معدن الحديد وتصدى الانصار البواسل من رفاقنا ومن القوى الاخرى لهذا الانزال حيث ابيدت قوة الانزال ,قتل البعض والاخر وقع في الاسر وحصل الانصار على غنائم كبيرة من الاسلحة والمعدات العسكرية.

اثناء هذه الاحداث واصل رفاقنا القيام بمحاولات لارسالي الى مقر القيادة في لولان حيث كانوا يعتقدون انه من الاسلم لي ان اغادر المنطقة بسبب حادثة 25-12-1985 في باني خيلان وطيلة هذه الفترة شعرت بخوف الرفاق عليّ ومحاولتهم الحفاظ على حياتي واذكر منهم الرفيق احمد رجب والرفيق عمر حامد وبقية الرفاق .

وفي ربيع 1987 وصلت مفرزة بريد من مقر قاطع السليمانية في دولي كوكة بقيادة الرفيق كاروان من اهالي بشدر ولديهم بريد حزبي من مقر القاطع ولايصال هذا البريد اضطر الرفاق لقطع مسافة الطريق بعشرة ايام وهنا رافقت المفرزة في طريق العودة الى مقر دولي كوكة وفي طريق العودة التقينا مع رفاقنا في سرية شوان بقيادة الرفيق مام جوامير وقدموا لنا مساعدة كبيرة واثناء ذلك زرنا قرية بولقامش التي استشهد فيها عدد من رفاقنا منهم الرفيق بكر ته لاني امر السرية حيث كان جريحا واقترب منه رئيس الجحوش وكان من معارفه ليأخذ بندقية الرفيق البرنو الا ان الرفيق بكر ته لاني فاجأه واطلق النار عليه وارداه قتيلا واثناء ذلك اطلقت طائرة هليكوبتر صاروخا لتنهي حياة احد ابطال الحزب الميامين وهذا كان حديث اهالي القرية.

وتوجهنا بعد ذلك الى مناطق ورته ومن ثم الى بشتاشان وبعدها وصلنا الى قمة جبل صادر وجاكوج و وجدنا ربية رفاقنا لحماية المقر اضافة الى قيامها بمهمة استحصال الرسوم الكمركية من القوافل المارة وكان هذا العرف سائدا وهو احدى وسائل تمويل الانصار حيث كان الانصار بدورهم يؤمنون المنطقة من قطاع الطرق ويمنعون تعرضهم للقوافل وكانت فرحتي كبيرة لوصولي الى رفاقي ولقائي بهم ومن هناك نزلنا الى المقر في دولي كوكة فالتقيت هناك بالرفاق ابوسرباز, ابولينا,سليم سور ,ابوعادل ورفاق اخرين واقترح الرفاق أن ابقى في المقر من اجل ادارة شؤون الكمرك لاحتياجهم لي فوافقت وبقيت حوالي الشهرين هناك بعدها تم تدبير امر ذهابي الى لولان .

يتبع
 

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (4)
أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (3)

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (2)

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (1)

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter