| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مقالات وآراء حرة

 

 

 

الأربعاء 2/1/ 2013

 

أوراق أنصارية

(عن مفارز الأنصار السرية)
(2)

جلال رومي ( أحمد عرب )

غادرت قرية ( تكية ) بعد الظهر متوجها الى قرية ( سه رچاو ) حيث هناك بيت الرفيق مام رسول الذي اخبرني الرفيق ابو لينا في بداية المهمة بأنه لديه معلومات بأن أحد الرفاق يقوم بمهمة في المنطقة وضرورة مساعدته إذا طلب ذلك ، والرفيق لا يعرف نوع المهمة ولا الشخص المقصود ولكني كنت أعرفه سابقا . وصلت اليه مساء وكان يوجد عنده ضيف من بيشمرگة الإتحاد الوطني ومن أقاربه حسب اعتقادي ، طلبت من مام رسول أن أتحدث إليه بشكل منفرد وعرفته بنفسي وبأني كنت في مهمة حزبية فأكد معرفته بالأمر واستعداده للمساعدة وطلبت منه أن ألتحق بمفرزة الأنصار السرية وأخبرني بأن مفرزة الإختفاء كانوا هنا أمس ليلا وإنهم كالعادة لايرجعون إلا بعد عدة أيام وأخبرني بأنه سيفكر في حل ، وكان المهم بالنسبة لي اني في أيد أمينة وكريمة حيث ذبح لي أرنب وقدم لي العشاء ولكن تشاء الصدف أن يأتي رفاق مفرزة الإختفاء في نفس الليلة وكانت المفرزة بقيادة الرفيق توفيق فتح الله ومعه الدكتور شاكر ورفيقين آخرين ، تفاجأ الرفيق شاكر بوجودي ورفض أن ألتحق بالمفرزة لأنه كان في مقر القاطع عندما توجهت الى ( ابو سلام ) في قرداغ ولهذا فهو متأكد من اني ضد الحزب ، وقد حاولت إقناعه دون جدوى وطلبت منه أن يتصل بالرفيق حمه رشيد فقال انه غير موجود بالمنطقة واقترح علي البقاء في القرية لحين لقاء الرفيق حمه رشيد لأن جهاز الإتصال مع قيادة القاطع موجود معه ، وشرحت له مخاطر البقاء في المنطقة إذا بقيت فيها لوحدي وبعد محاولات اقتنعوا بأن ارافقهم ولكن بدون سلاح فوافقت على جميع شروطهم لأن المهم الإتصال بقيادة القاطع ، وبعد التجوال بمنطقة قرداغ وصل الرفيق حمه رشيد ورحب بي وعن طريقه تم الإتصال بقيادة القاطع وعلم بمهمتي وأمر بتسليحي والتجول معهم لحين توفر امكانية ايصالي الى قيادة القاطع . جرت محاولات من قبل الرفاق لإيصالي الى القاطع ولكنها لم تنجح بسبب تحول منطقة شهرزور بعد المعارك مع القوات الإيرانية في منطقة بنجوين الى منطقة عسكرية حيث يتواجد فيها الفيلق الأول وغيره من القوات النظامية وغير النظامية ، وآخر محاولة لإرسالي الى القاطع كانت في بداية الشهر العاشر 1985 عن طريق شخص من الجحوش لديه صداقة وقرابة مع احد رفاقنا ، حيث أخبرني الرفيق اسكندر بأن أذهب مع ابنه الرائع كاوة البالغ من العمر 16 عاما والممتلئ حيوية واندفاع لمساعدتي للذهاب الى قرية ( كاني سارد ) المجاورة الى دربندخان ، ونزلنا وعبرنا أنا وكاوه نهر ( ديوانه ) وعند وصولنا الى قرب الربايا العسكرية طلب مني كاوه أن نلعب ونغني ونركض ويرمي أحدنا الآخر بالحجارة لنظهر لجنود الربايا بأننا من شباب القرية ، وعند العصر وصلنا الى بيت عائلة شيوعية ( محمود ملة أحمد ) فكانوا خير معين لي ، وشعرت بأني بين أهلي - وسوف أتحدث بمناسبة اخرى عن هذه العائلة المضحية والرائعة . بعد العشاء أخذني كاوه الى بيت صديقةلبهية بنت محمود ملة أحمد حيث التقيت هناك مع صديق من الجحوش وكان اللقاء في هذا البيت للحفاظ على هذا الصديق لأن بيت محمود مله أحمد معروف بشيوعيته ، وأخبرت الصديق بوجهتي الى گرجال حيث لازال مقر رفاقنا هناك بعد احتلال باني شار من قبل قوات السلطة وأكد لي بأن الطريق صعب جدا ولكنه يستطيع أن يوصلني الى ناحية (خرمال) بالسيارة والباقي أتدبره أنا إذا لم تكن هناك قوات حكومية وبأنه سيوصلني الى آخر نقطة عسكرية بعد خورمال واتفقنا على ذلك على أن يتم ذلك بعد يومين ولكنه أخبرني عند اللقاء التالي بأن جميع الطرق قد قطعت من قبل القوات الحكومية ولا يمكن الذهاب ، بعد ذلك رجعت مع الحبيب كاوه الى جبل گولان حيث هناك موعد مع الرفيق اسكندر واستلمت سلاحي وأصبحت عضوا في مفرزة الإختفاء .

مفارز الإختفاء الأنصارية تختلف اختلافا كبيرا عن مفارز الأنصار الإعتيادية ، حيث إن المفارز الأنصارية الاعتيادية تتواجد وتتجول في قرى مأهولة بالسكان موالية للأنصار ويحصلون على المساعدة وأكثر احتياجاتهم منها, وهي بعيدة عن سيطرة السلطة وقواتها حيث يتمكن الأنصار من الحصول على الطعام عند توزعهم على بيوت الفلاحين أو توجد مقرات مؤقتة للأنصار يحضر فيها الأنصار طعامهم ولا تستطيع السلطة الوصول الى هذه المناطق إلا بالقصف المدفعي أو الطائرات ، أما مفارز الإختفاء فتتواجد في المناطق التي تتواجد فيها قوات السلطة أو قوات أوك في فترة الإقتتال مع قوات الأنصار وباقي الأحزاب الكردية ، ولذلك تحتاج هذه المفارز الى أنصار قادرين على تحمل الصعوبات وأن يكون أغلبهم من أهالي المنطقة التي يتواجدون فيها لأنهم يحتاجون الى القريب والصديق والراعي والفلاح الذي يساعدهم ولا يوشي بهم ، ومفارز رفاقنا في قرداغ ودربندخان وگرميان وجزء من شهرزور كانت نموذجا لهذه المفارز التي استمرت بالعمل المتواصل ما يقرب من اربع سنوات حيث أصبحت أسماء رفاقنا نجوما تلمع في سماء هذه المناطق والمناطق الاخرى ، فمن لا يعرف الرفاق حمه رشيد واسكندر وتوفيق فتح الله والآخرين من رفاقنا الذين كان تحملهم لا يوصف ، في أكثر الأحيان كانوا يحملون أكثر من 25 كيلو من سلاح وعتاد وتموين وماء وهم يصعدون الجبال الوعرة في أجواء قاسية من الحر أو البرد والمطر والثلج مشيا بالأوحال أوالأشواك لأن السير عبر الطرق المعروفة يعني تعرضهم للمخاطر والمراقبة والمتابعة ، كان النصير منهم يحمل سلاحه مع 12 مخزن عتاد وقنبلتين يدويتين وحقيبة طعام تكفي لمدة اسبوع وزمزمية ماء بالإضافة الى مطارة ماء خمس لترات أو أكثر إذا كانت مسيرته بعيدة عن مصادر المياه وخصوصا في الخريف حيث تقل مصادر المياه والقليل الباقي منها تشكل خطرا لأنها مكان مراقبة ومصيدة من قبل قوات السلطة أو أوك في ذلك الحين ، في أحيان كثيرة اضطررنا في الخريف أن نشرب الماء الراكد الذي وردته الحيوانات وتركت مخلفاتها به بالإضافة الى الضفادع وأنواع الحشرات ولم نكن نملك غير قطعة خبز يابسة لأيام لأننا لا نتمكن من إشعال النار خوفا من اكتشافنا ، أكلنا الأعشاب البرية والبلوط حتى نملأ بطوننا ولنتمكن من السير ، كنا ننام على الأحجار القاسية وفي كهوف مظلمة رطبة وصغيرة ندخلها بصعوبة وعند نهوضنا من النوم نشعر كأننا فقدنا أيدينا أو أرجلنا بسبب تشنجها ، لم نذق اللحم لأشهر وكان حصولنا على الطماطة يعتبر ترفا . كنا لا ندخل قرية إلا بعد استطلاعها بشكل جيد ولا ندخل البيوت إلا في أطراف القرية حتى يتسنى لنا أن ننقذ أنفسنا في الحالات الطارئة ، في الحالات الصعبة التي لا نتمكن فيها من دخول القرى للحصول على الطعام يقوم أهالي رفاقنا وأصدقائنا بالتجوال في الجبال التي يقدرون إننا يمكن أن نختفي فيها وهم حاملين معهم المواد الغذائية أو تخرج مجموعة من النساء مع حمار محمل بالمواد الغذائية بحجة إنهن يجمعن النباتات البرية أو ذاهبات في (سيران) أي سفرة في المنطقة ، كل ذلك من أجل ايصال المواد الغذائية لنا ، كنا نبتعد عن رعاة الأغنام إلا بعد التعرف على هويتهم خوفا من الوشاية وكان أصدقاءنا من رعاة الأغنام يعطونا ما يملكون من مواد غذائية بسيطة في حالة عدم امكانية دخولنا القرى ، وفي حالة امكانية دخولنا القرى يحاولون اعطاءنا اشارات متفق عليها عن طريق نشر الملابس أو عن طريق صوت معين ، وفي حالات الخطورة يخرج أحد الرعاة بحجة البحث عن إحدى حيواناته ليخبرنا بأن القرية فيها قوات أوك وسوف يحمل الينا الخبز والشاي في صباح اليوم التالي . وكانت مهمات هذه المفارز السرية هي التواصل مع الناس ومعرفة أخبار المنطقة والقوى الاخرى ونقلها الى قيادة القاطع والحزب وكذلك اثبات تواجد الحزب في المنطقة بالرغم من كل الظروف, والدفاع عن رفاقنا وأصدقائنا في التنظيم المدني وصد نشاط عملاء السلطة وجواسيسها .

كانت مفارزنا السرية بقيادة الرفيق حمه رشيد تتحرك بمنطقة واسعة وخطرة بسبب سيطرة الإتحاد الوطني على جميع القرى, والقوات الحكومية تسيطر على جميع النواحي والأقضية والمدن والطرق الرئيسية وكانت حركة مفارزنا بين المناطق التابعة لقضاء دربندخان الى المناطق التابعة لناحية قرداغ إضافة الى مناطق بنار شهرزور وقرى تابعة لناحية بازيان وكذلك مناطق كرميان، وكان دخولنا الى القرى التي يتواجد فيها الإتحاد الوطني أصعب من دخولنا الى المدن حيث القوات الحكومية مسيطرة عليها لذلك نضطر لفترات طويلة أن نبقى في الجبال ونضطر للنوم بين الصخور أو في الكهوف المظلمة وغير المعروفة لقوات أوك. في أحد الأيام تعرض الرفيق حمه رشيد الى لدغة أفعى سامة ولولا وجودي معه ومبادرتي لجرح مكان اللدغة ومص الدم مع السم إضافة الى معرفتي الطبية البسيطة لكان ذلك خطر جدي على حياته ، كما بادرنا الى ارسال الرفيق كاميران ابن الرفيق اسكندر من جبل قرداغ الى مدينة السليمانية لأن عمره 17 سنة وغير مشمول بالخدمة العسكرية ، أرسلناه الى رفاق التنظيم المدني في السليمانية ليوفروا لنا (مصل ابرة) مضاد للسموم وقد رجع لنا كاميران الساعة السابعة مساء وكان رجوعه بمثابة انتصار لنا لرجوعه سالما وهو يحمل ابرة المصل وسارعت بزرق الابرة للرفيق حمه رشيد فهي إطمئنان لنا وكذلك أفادتنا بعض ألارشادات الطبية التي زودنا بها رفاق المدينة , وبالتدريج تحسنت صحة الرفيق حيث كانت يده شبه مشلولة . هذا بالإضافة الى أن الرفيق حمه رشيد كان يعاني من مشاكل في الكلى لكنه تطوع للبقاء في المنطقة وقيادة مفارز الأنصار السرية في قرداغ ودربندخان وگرميان عند انسحاب قوات القاطع الى الحدود العراقية الإيرانية ولهذا كان الرفيق يحتاج دائما الى الأدوية التي تساعده على الإستمرار في ظروف لا يتحملها الإنسان العادي . في أوقات كثيرة قامت قوات أوك بتفتيش الجبال بحثا عنا ومنع الرعاةمن حمل كميات إضافية من الخبز تحسبا لوصولها الينا لكن أصدقاء الحزب واصلوا مساعداتهم لنا بمختلف الطرق . أتذكر في إحدى المرات كنت مع الرفيق حمه رشيد في جبل (قوبي قرداغ) ونفذ الطعام منا ونفكر كيف نذهب لاحدى القرى أو ناحية قرداغ والكمائن في كل مكان ، فإذا بشخص من أهالي قرية (استيل العليا) واسمه غريب وهو شاب جميل عرفه حمه رشيد من بعيد واقترب منه وسأله عن الوضع فقال أثناء صعودي الى الجبل التقيت بمفرزة من أوك وسألوني عن وجهتي فقلت لهم أحاول أن أجد خلايا النحل في الجبل حيث الموسم خريف ولا تبقى إلا القليل من عيون الماء ولهذا فالفلاحين يراقبون هذه العيون حيث يأتي لها نحل العسل ويراقبون طريق رجوعها للتعرف على مكان الخلايا ، المهم كان معه أربعة قطع خبز وشاي وسكر وأعطانا إياها واتفق معه الرفيق حمه رشيد على أن يجلب لنا في عصر اليوم التالي طحين وسكر وشاي ودهن ، ولم أعرف كيف سنلتقي به في اليوم الثاني ، في عصر اليوم الثاني أخبرني الرفيق حمه رشيد بأنه يعتقد ان الطعام قد وصلنا ولاحظته يفتش حول أغصان أشجار مقطوعة وكنت أتصور ان المواد تحتها ولكنه كان يتبع قاعدة الأغصان المقطوعة والتي كانت تشكل ما يشبه السهم لتوصلنا الى الحجر الذي أخفى تحته غريب المواد الغذائية حيث وجدنا كل ما يفرحنا من تموين وهي 25 كغم طحين ومواد اخرى . كان الرفيق حمه رشيد حذرا جدا ولا يريد الإصطدام مع أوك لأنه يعرف بأنه سيأتي اليوم الذي يندم فيه الجميع على الإقتتال الداخلي ولهذا كان يوجه الأنصار بالتحدث الى أهالي القرى وهم يشاهدون الإحتراب الداخلي وما يوؤل اليه الوضع بأننا ضد الإقتتال الداخلي ولكنه مفروض علينا كما إننا ضد سياسة أوك . وكانت للرفيق حمه رشيد مواقف مشهودة ومعروفة أثرت على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء المتحاربين ومنها في ربيع 1986 كنا في جبل قرداغ (القوبي) في مكان نسميه القصر وهو عبارةعن غرفة بناها أحد الأشخاص من السليمانية قرب حوض ماء وزرع هناك الطماطة والخضروات وكنا نلجأ الى هذا المكان إذا كان آمنا للإستراحة ، وعند مراقبة الطريق لاحظنا صعود خمسة مسلحين من أحد الممرات (دربند) فأسرعنا بالصعود واختفينا خلف الأحجار فوق الطريق الذي سيمرون فيه مباشرة وقد عرفناهم حيث كان بضمنهم أحد مسؤولي أوك ، شدد علينا حمه رشيد أن لانتهور ونطلق النار عليهم وهم تحت نيراننا مباشرة حيث هناك بداية مساعي لعودة العلاقات بين الحزب وأوك كما إننا لا نريد القتل ، الى أن وصلوا الى حوض الماء وألقوا سلاحهم جانبا وبعد أن استراحوا تابعوا طریقهم بعدها کلف حمه رشید آحد معارفه لیخبر المسؤول من أوك عن هذه الحادثة فكان جوابه بأن هذا موقف رجولي من حمه رشيد ورفاقه . ولكن كانت هناك مواقف اخرى حسب مواقف الأشخاص وخلفياتهم ومستوى تفكيرهم وطبيعة علاقاتهم ، طلب الحزب من مفارز الإختفاء تجنب قوات أوك ولكن مع الأسف كان هناك قسم من مسلحي أوك يحاول الإصطدام معنا لأسباب منها الجهل وقسم قد يكون مرتبطا مع الحكومة ولكن القسم الأكبر لا يريدون الإقتتال الداخلي خصوصا مثقفيهم وأهالي المنطقة حيث هناك تداخل عشائري وعائلي بين معظم المسلحين في المنطقة من الطرفين .

في خريف 1986 كنا في جبل قرداغ حمه رشيد وأنا والرفيق خالد باوه خوشين ، ذهبنا أنا وخالد لجمع التفاح وحمه رشيد ذهب أمامنا ، بعد فترة قصيرة تفاجأنا بإطلاق نار كثيف باتجاه الرفيق حمه رشيد وهو يحاول التخلص فأسرعنا أنا وخالد بصعود التلة المسيطرة ورمينا باتجاههم بكثافة حتى تأكدنا بأن الرفيق حمه رشيدأصبح بعيدا عنهم وإنهم هربوا باتجاه آخر وبعد عدة ساعات التقينا مع حمه رشيد في المكان المتفق عليه وتبين ان هؤلاء من بيشمرگة أوك من مناطق گرميان وهم يسلكون هذا الطريق للعبور الى مناطق قرداغ .

هناك أحداث كثيرة ويومية تقريبا ولكن مع الأسف ضاع علي تسلسلها وتذكرها خاصة وإن أوراقي اليومية التي كنت اسجل فيها يومياتي فقدت في فترة الأنفال .

في شهر نيسان عام 1986 كنا مفرزة من أربعة رفاق في منطقة قرداغ بقيادة الرفيق توفيق فتح الله وهو ابن المنطقة ونصير معروف بشجاعته ومعرفته بالمنطقة حجر حجر واشترك بالعديد من العمليات العسكرية ضد النظام في المنطقة وجرح مرتين وكان معنا رفاق من مفرزة الإختفاء في گرميان وصلوا إلينا لإيصال بريد الى الحزب قررنا أن نذهب مساء الى قرية گوشان القريبة من قرداغ للحصول على الطعام حيث راقبنا القرية لفترة وأثناء سيرنا تفاجأنا بمسلحين يصرخون من أنتم فأجبناهم جماعتكم للتمويه وصعدنا الى مقبرة القرية لكوننا لا نريد الإصطدام حسب تعليمات الحزب وبعد فترة نزلنا الى الوادي المقابل للقرية لكن كان ذلك خطأ منا حيث صعد المسلحون الى المقبرة وأطلقوا نيران رشاشاتهم بكثافة نحونا فانقسمنا الى عدة مجموعات وكنت أنا والرفيق ماجد من گرميان (استشهد في الأنفال في معارك گرميان) وأثناء الركض التوت قدم ماجد مما ولد صعوبة لديه في السير والصعوبة الاخرى إنه لا يعرف المنطقة واختفينا خلف إحدى الصخور وأطلقت النار على المهاجمين غير ان بندقيتي تعطلت بعد طلقة واحدة فقط ولكن كنت مطمئنا بأنهم لا يجرؤون النزول الى الوادي وطمأنت الرفيق ماجد وقلت له هذا خندقنا ولا يمكن لأحد الوصول الينا كما إني أعرف المنطقة جيدا وبعد ساعتین حل الظلام وکنت قد أصلحت بندقیتي وأخذت أثقال ماجد وساعدته على السير الى مكان يبعد ساعة حيث كان يوجد كهف يستعمله الهاربون من الخدمة العسكرية بعد أن هيأوه للسكن بتغلیفه بالنایلون ووضع صوبة فيه وبعد التأكد من الأمان في الكهف دخلناه وكان هذا الكهف قريب من مكان متفق عليه مع رفاقنا في حالة تفرقنا و في الساعة الرابعة والنصف صباحا سمعنا صوت الإشارة المتفق عليها مع رفاقنا فذهبت لهم وعلمت بأنهم دخلوا ناحية قرداغ لتوفير الطعام وقد عاتبتهم لتركهم لنا وقد علمت فيما بعد بأن الرصاصة التی أطلقتها من بندقيتي أصابت حجرا قرب أحد المسلحين الذي أصابته شظايا الحجر في وجهه وذهب للعلاج في مركزهم الصحي في قرية (چه مي سمور) .


يتبع
 

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (1)
 

free web counter

 

أرشيف المقالات