|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 18/2/ 2013                                 جلال رومي                               كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أوراق أنصارية

(عن مفارز الأنصار السرية)
(6)

جلال رومي ( أحمد عرب )

في نهاية صيف 1987 وصلت الى مقر القيادة في لولان وكان هدفي الاول هو اللقاء باحد رفاقنا القياديين في الحزب لشرح انطباعتي عن المهمة التي كلفت بها و الاجابة على الاستفسارات ومن ثم اردت من الرفاق الموافقة على نقلي الى قاطع اربيل وبعد انتظار يومين تم اللقاء مع الرفيق الراحل رحيم عجينة  .

وبعد ان استمع لي لخمس دقائق فقط اخبرني بانه لا مانع لدى الرفاق من نقلي الى قاطع اربيل. كانت الحياه في مقر ثابت بالنسبه لي غير مناسبه فألسرية المبالغ بها لا تناسبني, حيث تورطت وقلت الى احد الرفاق باننا التقينا سابقا في احدى الدول الاشتراكيه وفي مساء اليوم نفسه التقاني احد الرفاق القياديين واخبرني بانني ارتكبت خطأ لكوني اخبرت احد الرفاق باني اعرفه سابقا فقلت له هل انت مقتنع بان ذلك خطأ فقال انا جئت فقط لتبليغك بذلك , التقيت في المقر بعدد كبير من رفاقنا الذين جمعتني بهم ظروف العمل في كردستان او سبق وان التقيت بهم خارج الوطن وقضيت احلى الاوقات مع الرفيقه هناء ادور والرفيق ابو تارا ورفاق اخرين وبعدها توجهت الى مقر زيوه حيث كان المقر هدفا للقصف الكيمياوي ربيع ذلك العام ولا زال عدد من الرفاق يعانون من تأثير الضربة الكيمياوية ووجدتهم متعاونين ومرحبين بالضيوف من رفاقنا من المقرات الاخرى بحيث هنا شعرت ومن اللحظه الاولى بأني اعيش بين اعز الرفاق وقد قضيت معهم حوالي الاسبوعين وسنحت الفرصة هناك لمعالجة اسناني على يد الدكتور الماهرالرفيق ابو بدر وكانت الاسبوعين من اجمل الاوقات التي قضيتها مع عائلة الرفيق ابو علي ( ابو مشمش ) ورفاق أخرين , وتطرق الرفاق هناك الى الضربة الكيمياوية التي تعرضوا لها وتأثيرات غاز الخردل والاعصاب على الانسان حيث يصبح عدو لنفسه فيحاول قتل نفسه بسلاحه او رمي نفسه من مكان مرتفع . واثناء تواجدي هناك وفي فتره الغداء فاذا بطائرات حربيه تجوب المنطقه فدخل الرفاق الملاجئ ما عدا الرفيق منذر المسؤول على المضاد الجوي حيث هناك رشاش ثنائي فسألته اذا يحتاجني أن اكون الى جانبه وقال تساعدني بتلقيم الرصاص .

في المنطقه هناك عدد لا بأس به من المضادات الجويه لرفاقنا وللحزب الديمقراطي الكردستاني والجميع يوجهون اسلحتهم باتجاه الطائرات لكن ذلك لا يمنعها من القاء حممها بالتله القريبه على المقر وخلف مضادة الطائرات وكانت حممها هذه المره قنابل عنقوديه حيث لاول مرة اشاهد هذا النوع من السلاح فالقنابل تنتشر وتتفجر وتستمر الانفجارات لدقائق, لا خسائر عندنا سوى حرائق بالحشائش والاشجار.اعجبتني شجاعه الرفيق منذر حيث كان يطارد الطائرات بالرغم من موقعه المكشوف فبصراحه احسده على هذه الجرأة والشجاعة .

في المناطق التي عشت بها في المفارز المتجوله كنا لا نتعرض لقصف الطائرات الحربيه بل الى مطاردة الهيلكوبترات او الى القصف المدفعي او من الراجمات فاتذكر في عام 1982 كانت مناطق تجوالنا في شرباشير معرضه بشكل يومي الى هجمات الهلكوبترات ففي احدى المرات كنا قريبين الى قريه نودي حيث طاردتنا طائرتان وكان عددنا كبير مع قوات من الاحزاب الكردستانيه فالجميع وجه اسلحته الخفيفه والمتوسطه باتجاه الهلكوبترات لكن استمرت الهليكوبترات بمطاردتنا وتمشيط المنطقه برشاشاتها الثقيله ولكن لم نتكبد خسائر في هذه المرة .

ومرة اخرى في قريه بزنيان سببت الهلكوبترات بجرح خمسه انصار اثنان من رفاقنا. كان نشاط الهلكوبترات يزداد اذا قام الانصار بعمليات ضد السلطه .

في احدى المعارك التي جرت قرب قريه احمد برنو المطله على بحيرة دربنديخان وعلى شارع عربت - دربنديخان استمرت المعركه اكثر من ثلاث ساعات حيث كانت تنزل في معسكر قريب اسمه معسكر بانكه وتتزود بالوقود والعتاد وتعاود قصفها لنا بمختلف الاسلحه كان ذلك في مايس 1983 حيث كان عددنا كبير وصعدنا في الجبل القريب للقريه وكنا نستعمل قاذف  RBG7 بكثافه اضافه الى الاسلحه الاخرى ونتابع احاديث الطيارين من خلال موجات MF وقد كنت مع الرفيق الشهيد محمد عرب الذي يحمل القاذف فرمى قذيفته باتجاه الطائرة وبنفس اللحظه نسمع الطيار يقول الى الرامي اضرب بين السن الحجري والشجرة وفي نفس اللحظه انزلنا رؤوسنا فالصاروخ اخطأنا بلحظه حيث كان الرفيق حمه رشيد قرداغي يلاحظ انطلاق قذيفتنا وانطلاق صاروخ الطائرة من الجانب الاخر حيث قال لي بعد ذلك كأنني كنت اشاهد فلم مغامرات وليس قتال حقيقي ، المهم اصبنا احدى الطائرات . مما اضطرها للهبوط اضطراريا بالمعسكر؛ قصص الهليكوبترات كثيرة لكن هناك احدى الطرائف التي عشناها في تلك الفتره فعند تحرك مفارزنا نأخذ مسافات بيننا تصل الى اكثر من خمسين متراً ونمشي اثنان اثنان امر السريه عمر حامد في المقدمه واحد اعضاء مكتب السريه او امر فصيل يكون في نهايه المفرزة ، الحديث ممنوع ، التركيز على سماع اصوات الهلكوبترات ، ومن يسمع يبلغ حالا ليعرف الجميع بالتدريج حتى نختفي في الاماكن المجاوره للطريق وبين الاشجار.

في خريف 1982 كنا ننتقل من قريه جنيان باتجاه قريه باراو ، القريتان تابعتان لناحيه برزنجه وكان طريقنا صعودا عبر وادي ضيق والطريق محاط ببساتين عنب نضج للتو يلمع كالكهرب ، فاذا بصوت يقول هليكوبتر ، وصل الخبر للجميع ، واذا الجميع يختبئ في احد الحقول المجاورة ونترقب فلا صوت للهيلكوبترات لكن على ما يبدو احد الانصار اغراه منظر العنب واختلق هذه الحكايه من اجل الدخول الى بستان وهذه فرصه للانقضاض على عناقيد العنب في هذا الجو الحار .

الجميع تقريبا استفاد من هذه القضيه التى يرفضها الحزب ما عدا الرفيق عمر حامد امر السريه الذي غضب واراد ان يعرف من وراء ذلك ليعاقبه فلا احد اعطى معلومة ولكنه لم يسكت لان هذه ممتلكات القرويين ونحن اكثر البيشمركه ملتزمين بالمحافظه عليها فعند وصولنا القريه ومن خلال احد اصدقاء الحزب عرف الرفيق عمر حامد صاحب البستان وشرح له ما حث لكن صاحب البستان لم يهتم للموضوع وحاول ان يهدئ الرفيق عمر وقال ليأكلوا فألخير كثير وانتم ابنائنا لكن الرفيق اصر بعد الاعتذار على تعويض الفلاح بمبلغ معقول بالرغم من رفض الفلاح لذلك ولم يأخذه بسهوله وبعدها في المساء جاءنا الفلاح بصندوقين عنب ومن أحسن الانواع .


يتبع
 

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (5)
أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (4)
أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (3)

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (2)

أوراق أنصارية (عن مفارز الأنصار السرية) (1)

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter