|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  9 / 3 / 2017                           د. حسن البياتي                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



التناسي

أ.د. حسن البياتي
(موقع الناس)



- قلتَ لي نحن التقينا قبلَ هذا ؟
- اي ، نعم نحن التقينا ، كان ذاكْ ...
- كـُــفَّ سرداً ، ياأخانا !.. أنا لا أذكر شيّـا .
- تتناسين َ ، لماذا ؟
خبريني ، يا حنين ْ !
- دعْ يدي !.. أ ُمي هناكْ
سوف تكوي كفكَ المغرورة الرعناءَ كيــّا !
ثم ، مَن قال أنا إسمي حنينْ ؟!
- تتناسينَ ؟! كأَنْ ما كان مابينَ الحَجونْ
والصفا أيّ ُ حديثٍ ذي شجونْ !..
يومذاكْ ...
- دع يدي !.. أمي تراكْ
- جئتِ تمشينَ الهوينا
وعلى رأسكِ منديلٌ جميلْ .
سألتْ والدتي : مَــن هذه الحلوةُ ؟ قل لي ، يا نبيلْ !
ثم سلمتِ علينــا ...
قدّمــتْ أمي لكِ الخبزَ مع الجبنةِ والتمر ِ .. جلسنا
فتحدثنــا ، أكلنــا
وشربنا ، بعدها، ( ماءَ السبيـــلْ ) ...
فلماذا تنكرينْ
كلَّ هذا ، يا حنيــنْ ؟!
- دع يدي ، أمي تراكْ ،
ها أنــا أوشـك أنْ أذكر شيئا ً ، كان ذاك
قبلَ عامين لدى صحن الحُســينْ
يومَ زرنا كربلاءْ
مع جمع من نســــاءْ
بيتنــا القابع في ( الستِ هديهْ )
خلفَ مكوى الأخوينْ
ومحلاتِ عروس الرافدينْ
للمرآيا والشموع الذهبيهْ
والمناديل ِ و ألوان الهدايا النسويهْ ...
يا ترى أدركتَ ما أعنيهِ ، يا ابن حسينْ ؟
أ ُمـــكَ الطيبة ُ الباسطة الكفينْ ،
قل لي هيَ أيــنْ ؟!
- اي، نعم أدركتُ ، يا أغلى حنينْ !
سافرتْ ، أوَّلَ منْ أمـس ِ ، إلى مثوى أمير المؤمنينْ
عندها نذ ْر جديدْ ،
بعد يومين تعودْ .
ياتُرى أدركتِ قولي أم أعيدْ ؟
- اي، نعم أدركتُ ، لكنْ ، دع يــدي أمي تناديني ، كفــاكْ !
في غدٍ سوف أراكْ
قرب (ميدان العبيدْ) ،
(( عندما يأتـي المســاءْ
ونجومُ الليل )) ترعى في السمـــاءْ ...







 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter