| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الجمعة 28 / 10 / 2016 د. حسن البياتي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
الوهمأ.د. حسن البياتي
(موقع الناس)
أوَحقا ً، يا أحباء فؤادي، أنني ـ بعد ثماني ـ
شــُــفـتُكم ثانية ً في أم عيني، فاحتواني
فرحٌ زاهي الجناحين، فتيُّ العنفوان ِ
عاشقٌ دغدغ أوتار جناني،
نـثر الأنجمَ في ليل حياتي،
ذوّب الأشجان في أعماق ذاتي
و سقاني
قدحا ً ـ عانق روحي ـ من عبير ارجواني،
خدّرتْ نكهته لبَّ كياني،
حملتني ـ ثملَ الإحساس، مرخيَّ العـِنان ِ ـ
من قذى واقعنا المرّ المهان ِ
و رستْ بي، في أمان و حنان ِ،
عند شطآن مواني
عالم ٍ آخرَ سحريّ المغاني
خلتـُـني فيها نبيــّـا ً مطلقَ الرغبة ، معصومَ البنان ِ
حط ّ في جنات عدن ٍ بين آلاف ٍ من الحور الحسان ِ
طوّقــتـْـهُ ، في حمى مخدعها الغافي على
أهدابِ زهر الاقحوان ِ ،
كلُّ حوراء بما لذ َّ و راقْ
من عناق ٍ و عناق ٍ و عناقْ ...
أوَحقا ً كان هذا أم تراهُ
كان وهما ً شاعريا ً قد عراني
أو سرابا ً خـُلــَّـبيا ً ممعنا ً في اللمعان ِ
لاح في صحراء عمري فغواني
أم تراه
كان حلـْـما ً يوسفيا ً مس جفني في منامي ،
محضَ طيف ٍ عابر مرَّ أمامي ،
خلسة ً ، ثم تلاشى في ثوان ِ ،
تاركا ً روحيَ حيرى و جـَناني
غارقا ً في الخفـقان ِ ؟!
لندن 22/2/2007