الجمعة 30/5/ 2008

الموسيقى الدينية في المنطقة العربية (3) حميد البصري ( في الاسلام ) جاء الاسلام لينشر العدالة والأخلاق الحميدة . فوجد الموسيقى والغناء مرتبط بجلسات الخمر والمجون ، ومن الصعوبة ايجاد موسيقى جادة تبتعد عن تلك الأجواء . لهذا حرمت الموسيقى شفهياً دون وجود أي نص في القرآن الكريم أو حديث مسند يمنع أو يحرم الموسيقى والغناء في الاسلام . وقد ذكر أن النبي ( صلعم ) قد قال لأبي بكر الصديق ( رض ) حينما سمع غناءً في بيت رسول الله ( يا أبا بكر ، لكل قوم عيد وهذا عيدنا ) . وقال له في زفاف جارية ( هلا بعثتم معها من يغني لها ) . ورغم أن هذين القولين غير مسندين إلا أن غناء الآنصار بالمدينة المنورة ، عند استقبالهم لرسول الله ( صلعم ) معروف ومسند ، حيث استقبلوه بالمزاهر وهم يغنون : طلع البدر علينا                 من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا              ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا               جئت بالأمر المطاع جئت شرفت المدينة            مرحباً يا خير داع ورغم أن الموقف من أية قضية في ذلك الوقت لايقبل اختلاف وجهات النظر، إلا إنه ظهر رأيان ،اولهما يبعد قرار الحرام عن ممارسة الموسيقى مستندين الى عدم وجود نص قرآني بذلك الخصوص ، وعدم اعتراض الرسول ( صلعم ) على استقباله بالغناء في المدينة المنورة . أما الرأي الآخر ، وهو رأي الأكثرية ، وبسبب صعوبة التمييز بين الموسيقى الجليلة كممارسة انسانية ، وبين الموسيقى الداعية للمعاصي والمرافقة الى ممارسات لا أخلاقية ، تتناقض مع تعاليم الدين الاسلامي الداعية للأخلاق الحميدة والسلوك المتزن . لذا شنّت حرب شاملة على الموسيقى ، لكنها حرب تكتيكية وليست ستراتيجية . بعد وفاة الرسول الكريم ، استمر استخدام الموسيقى على الصعيدين الديني والدنيوي ، بل نشأ تمازج بينهما . والأشكال الموسيقية التي استخدمت في الطقوس الدينية الاسلامية هي : 1 – الأذان : وله طريقتان ، يطلق على الأولى الأذان الليثي ، وهو أقرب الى الطريقة الالقائية وتستعير من الموسيقى الايقاع وبعض اللحن . والطريقة الثانية تسمى الأذان السلطاني ، وله لحنان ، الأول بجنس الحجاز ، ويقال أنه اللحن الذي أذ ّّن به أول مؤذن في عهد الرسول وهو بلال الحبشي . والثاني يؤدى بجنس الراست . 2 – قراءة القرآن الكريم : اتخذت قراءة القرآن الكريم طريقتان ، الترتيل ، وهي قراءة إلقائية ، والثانية التجويد ، والتي تؤدى بألحان تعتمد على الأجناس الموسيقية المختلفة ( وهي الأكثر شيوعا ) ، ويستخدم بعض القرّاء الطريقتين معاً . 3 – أغاني الحجاج 4 – رثاء النادبات : ويتجسد بوضوح في الطقوس الحسينية . 5 – طقوس المولد النبوي الشريف ، حيث يؤدي شخص بعض القصائد الصوفية بشكل منفرد وبألحان متنوعة يتبعه المجموعة بأداء توشيح ديني ، وهي أغنيات دينية لها الحان خاصة ، وقد تأخذ لحناً دنيوياً وتضع عليه كلمات دينية . كما أخذت بعض الأغاني الدنيوية ألحاناً من الأغاني الدينية ايضاً . 6 – تشييع الجنازة 7 – أغاني الزار : وهي طقوس دينية يراد منها الاستشفاء من الأمراض ، وتمتاز ألحانها بقوة التعبير عن الموضوع الذي وضعت من أجله . ويوقع السودانيون هذه الأغاني على آلة الطنبورة وغيرها من آلات النقر ، كالطبول والدفوف وبعض آلات النفخ كالمزمار وغيره . يتبع ¤ الحلقة الثانية ¤ الحلقة الأولى