| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

حميد البصري

 

 

 

الأحد 11/5/ 2008

 

شكل موسيقى المنطقة العربية قديماً
(1)

حميد البصري

إن البحث عن شكل موسيقى المنطقة العربية قديماً وتطورها لا يهدف الى الادعاء بأنها أصل الموسيقى في العالم ، إنما يهدف الى تشكيل قناعة راسخة بالأدلة على إن تراثنا الموسيقي عميق في التاريخ ، مرتبط بالحضارة الانسانية ، وبالتالي ، علينا اكتشاف ملامحه لنبدع موسيقى حديثة متطورة لها ارتباط بجذور موسيقانا ، لكي يكون لنتاجنا هوية عربية تضيف شيئاً الى التراكم الثقافي والانساني لشعوب العالم .

وفي هذا الخصوص ، مازال الانسان ينبش التربة بأنامله وتركيزه الذهني ليستقرئ من الآثار التي يجدها دليلاً مباشراً او غير مباشر على موسيقى الأسلاف ، فمن غير المعقول أن تقوم حضارة من دون فن ، وفن من دون موسيقى .

وحضارة أسلافنا في المنطقة تنطق عن نفسها عبر فنون كثيرة كالعمارة والتشكيل ، لكنها آثار صامتة ، أما الآثار الموسيقية كالنقوش المسمارية التي يعود تاريخها الى 3000 سنة قبل الميلاد فاننا لم نستطع تحديد ملامحها الى أن كتب الفيلسوف العربي ( الكندي ) في القرن التاسع الميلادي وبعده الفيلسوف ( الفارابي ) في القرن العاشر الميلادي و( ابن سينا ) في القرن الحادي عشر الميلادي و( اخوان الصفا ) في القرن الثالث عشر الميلادي واللاذقي في القرن السادس عشر الميلادي وغيرهم . وبدت من خلال كتاباتهم تتوضح معالم الموسيقى وسلالمها في ذلك الوقت . وما تزال مخطوطاتهم ومخطوطات غيرهم في باقي العلوم والفنون محفوظة في متاحف وأمكنة كثيرة في العالم مثل تركيا والنمسا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا .

أما الاستدلالات الأقدم من تلك المخطوطات فتتمثل بالآلات الموسيقية التي عثر عليها في المنطقة العربية وهي تشير بشكل مباشر وغير مباشر الى السلالم الموسيقية المستخدمة وطريقة استخدامها . فالعثور على آلة نفخ فيها ثلاثة ثقوب فقط يدل على أن السلم الموسيقي كان مؤلفاً من ثلاث أو أربعة أصوات فقط . وكذلك العثور على القيثارة السومرية من قبل عالم آثاربريطاني عام 1927م في مدينة أور السومرية جنوب بلاد الرافدين والتي يرجع تاريخها الى 2500 قبل الميلاد ، مصنوعة فوق شكل لجسم ثور ومصفحة بصفائح رقيقة من الفضة ، واستدل على عدد الأوتار الخمسة من أثرها على صفائح الفضة ، وذلك يدل على ان السلم الموسيقي كان مؤلفاً من خمسة أصوات ، لأن التصبيع ( أي تقصير الأوتار بوضع الأصابع عليها ) لم يكن مستخدماً في تلك الفترة . وتعتبر هذه الآلة من الآثار الرئيسية في تاريخ الموسيقى عامة وليس الموسبقى العربية فقط .

وقد واكب تطور الآلات الموسيقية تطور السلم الموسيقي وسارا جنباً الى جنب ، حيث صار كل منهما مؤشراً على الآخر . فالموسيقى المتأخرة تعرف من آلاتها دون سماعها ، والراقية كذلك .

وقبل أن يكتشف الانسان الآلة الموسيقية استعمل حنجرته كجهاز مصدّر للأصوات الموسيقية وأكفّ الأيدي كجهاز مصدّر للموازين والايقاعات والنقرات .

ومن المعتقد ان الانسان تعرف على السلم الموسيقي من خلال الشبابة التي كانت أول آلة موسيقية اكتشفها وصممها 

مما يفيدنا في معرفة تاريخ وشكل موسيقانا والعلاقة بالسلم الموسيقي هو الموسيقى المقارنة ، أي الاطلاع على السلالم التي نشأت خارج المنطقة العربية والتعرف على تطورها . ففي الصين مثلاً، كان السلم مؤلفاً من خمسة أصوات ومن ثم تطور الى سبعة أصوات . كذلك السلم الياباني والمصري . وفي الهند كان السلم سباعياً إلا أنه مقسّم الى 22 جزءاً .

يتبع



 

Counters

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس