الموضوعة التي نشرتها في موقع الناس وعدد من المواقع حول التواجد الروسي في البحر المتوسط قد ركزت فيها على قضية هامة في العلاقات الدولية وهي ابراز اهمية التوازن الدولي في حفظ السلم والأمن الدوليين على كوكبنا , مع التأكيد على هدف تغيير النظام الدولي الحالي من خلال دعم التوجه لأقامة عالم متعدد الأقطاب لأهميته لشعوب العالم أجمع لضمان السلم الدائم وانهاء الحروب وانتهاك السيادات الوطنية والاحتلال واقامة تنمية مستدامة, وأنسنة العولمة ...... الخ , كما كانت تهدف الموضوعة إلى إبراز المساوئ والاضرار والمخاطر التي تعرض لها العالم وشعوبة في ظل نظام القطبية الواحدة والهيمنة الامريكية والتفرد بأتخاذ القرارات بأسم الشرعية الدولية واستخدام القوة في العلاقات الدولية .
عقب على المقال السيد سنان احمد حقي بثلاث تعقيبات كانت التعقيبات ووجهات النظر التي قدمها بعيدة كل البعد عن جوهر الموضوع , لهذا ابديت ملاحظاتي ووجهات نظري على تعقيباته والتي سأختتمها في هذا الجزء الاخير .
4- يشير السيد سنان احمد حقي في تعقيبه الثالث المنشور في موقع الناس ما يلي : (يقول الأستاذ الكاتب أنه بدأت تظهر المشاعر القوميّة والحقيقة أنها لم تظهر إلاّ في روسيا فقط أمّا البلدان الأخرى فقد ظهرت فيها دعاوى إسلاميّة وليست قوميّة، وهذا له مغزى كبير ليست هذه مناسبة بحثه) . اقول للسيد سنان احمد حقي اني لم أذكر (المشاعر القومية) اطلاقاَ في كتاباتي عن الموضوع وسأنقل للقارئ نص العبارة التي ذكرتها بهذا الخصوص في ردي الثاني وللتأكيد على صحة ما اقول بامكان اي من يريد التيقن العودة الى موقع الناس لمشاهدة النص الذي ذكرته في الاستنتاجات والذي كان يحمل الاستنتاج رقم 4 وهذا يؤكد اني لم أشر الى المشاعر القومية . لا أعرف من اين أتى بها السيد سنان احمد حقي سأعيد نص الاستنتاج وهو منشور في موقع الناس ( 4- وارى من وجهة نظري ان الاخلال بمبدأ التوازن الدولي هو احد اسباب المخاطر التي مر بها العالم ومنها الحروب والاحتلال وبما فيها الحروب الاهلية وظهور هستيريا التعصب القومي والابتعاد عن الهويات الوطنية وظهور الهويات الثانوية) . هذا هو نص الاستنتاح ، اقول للسيد سنان احمد حقي في هذا الاستنتاج الذي توصلت اليه ثبتت عبارة ( هستيريا التعصب القومي ) وليس كما جاء في تعقيبك الثالث من عبارة ( المشاعر القومية ) , لاسيما بالنسبة لي وغيري من ملايين البشر يعرفون جيداَ التمييز بين المشاعر القومية (وهستيريا التعصب القومي) , حيث المشاعر القومية ظهرت في المجتمعات البشرية الاولى ما قبل التاريخ واستمرت الى الآن وهي حالة طبيعية تتلائم مع طبيعة الانسان حيث كل انسان يعتز بقوميته ومشاعره الوطنية والقومية . المفهوم الذي ذكرته في ردي لا يمس المشاعر القومية بقدر ما هو شيئ آخر (هستيريا التعصب القومي) وهذا شيئ يختلف تماماَ عن المشاعر القومية ولا اريد الخوض في المقارنة . ولهذا لدي سؤالين هنا للسيد سنان احمد حقي - السؤال الاول : لا اعرف ما هو السبب الذي دفع السيد سنان احمد حقي بتحريف النص الذي ذكرته في الرد على تعقيبه ؟ - والثاني هل ان السيد سنان احمد حقي حقاَ هو لا يميز بين المشاعر القومية وهستيريا التعصب القومي ؟ واقول للسيد سنان احمد حقي ايضاَ بهذا الخصوص ان هستيريا التعصب القومي ظهرت بشكل ملموس بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانهيار النظام الاشتراكي , حيث عمت هذه الظاهرة كل بلدان العالم وليس فقط في روسيا كما جاء في تعقيبك الثالث , حيث تفككت دول ودول اخرى ظهرت فيها حروب وصراعات اهلية تم تغذيتها على خلفية أثنية او عرقية او مذهبية سواء في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاَ او في افريقيا او آسيا و منها بالذات في منطقة الشرق الاوسط وهذا يعود لهيمنة نظام القطب الواحد وفرض استراتيجيته بالقوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية على كوكبنا ,من أجل أن تستكمل الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها وفرض سيطرتها على كوكبنا .
وما نظرية (الفوضى البنائة) التي وضعها المحافظون الجدد في الادارة الامريكية السابقة الا تأكيد لذلك , والتي تهدف الى تفكيك الدول والكيانات واعادة رسم الخارطة الجغرافية من جديد وخاصة في منطقة الشرق الاوسط, من خلال تدخلاتها الخارجية , والتي تحمل شعارات تسيقية (مثل حقوق الانسان والاصلاح ... الخ) لكن الواقع يؤكد أن لدى الأدارة الأمريكية أهداف ومصالح تعبر عن استراتيجيتها في الهيمنة والتوسع ونهب الثروات واعادة رسم الخارطة الجغرافية في المنطقة والعالم . اما مسألة ظهور الدعاوي الاسلامية فهذا يعود لاسباب عدة منها التاكتيكات في الاستراتيجية الامريكية حيث بدأت الولايات المتحدة الامريكية لاحقاَ بتاكتيكات جديدة منها التحالف مع الاسلاميين المعتدلين في بلدان العالم الاسلامي والبلدان العربية وتقديم الدعم لهم لتمكينهم من الوصول السلطة.
5- يذكر السيد سنان احمد حقي في مقاله قائلاَ : (فهل حضرتكم تتذكّرون يوم أطلق الإتحاد السوفييتي أول تابع فضائي في التاريخ عام 57 وفتح عصر الفضاء بإنجازات سال لها لعاب كل من كان يُعاديه وكيف كان يطلق على تلك التوابع أسماء لها معاني موحية فمثلا كان إسمه الشرق (روستوك) وهكذا يوحي لشعوب الشرق بالنهضة وبدء إنطلاقة جديدة , .... الخ ولكن هل تجدون من هو معنيّ بما تذكرون من إنجازات روسيّة الآن؟ ما السبب؟) . اقول للسيد سنان احمد حقي ان كل انسان عادي لا يهتم بمتابعة لما يحصل في محيطه وفي العالم ، بالتأكيد مثل هذا الشخص لا يعرف وغير معني لما يحصل من تطور علمي او اقتصادي او سياسي .....الخ , ولكن الانسان المراقب والمتابع للاحداث والتطورات الحاصلة في الدول وفي العالم يعطي لها اهمية ويهتم بمتابعتها , وفي هذا الصدد اقول للسيد سنان احمد حقي ان كل دول العالم , والرأي العام العالمي والمراكز العلمية ومراكز البحوث والدراسات والجامعات تتابع اليوم التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصلت اليه روسيا , ولا سيما في مجال التكنولوجيا الحديثة والتي تسمى بتكنولوجيا المستقبل ( النانو) . ويعتبر التطور العلمي والتكنولجي من عناصر القوة التي تملكها الدولة الروسية او اي دولة والذي يساعدها في تطوير إقتصادياتها ورفع معدلات النمو ومحاربة الفقر كما إنها تمكن الدولة من أن تلعب دوراَ في تطور الأحداث على الساحة الدولية . لا سيما أن روسيا خطت خطوات كبيرة في تطورها في مجال تكنولوجيات النانو كما تعلم ويعلم القارئ انها تستخدم كأساس عند تصميم وتصنيع أنظمة جديدة من الأسلحة والتقنيات العسكرية الحديثة, وان هذه التكنولوجيا تحظى بطلب متزايد في الصناعة والطب وقطاع النقل والمواصلات وكذلك في مجال الطيران والفضاء والأتصالات لهذا فان روسيا اليوم ترصد الاموال وتضع الخطط لتطوير التكنولوجيا في مختلف المجالات والتي بدأتها منذ عام 2007 وانها تحمل بالنسبة للدولة الروسية طموحات كبيرة لتطورها التكنولوجي وفي قطاعات عديدة منها قطاع الطاقة الذرية ((حيث بدأت روسيا تخطط لزيادة بناء المحطات الكهروذرية في البلاد وفي الخارج وأكد بوتين أن روسيا ستواصل الأحتفاظ بحصتها التي تبلغ 40% من السوق العالمية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم واشار سنعمل على تطوير العلوم والتكنولوجيا الروسية وشدد على أن الدولة ستولي اهتماماَ خاصاَ بتطوير المحطات الكهروذرية العائمة وتصنيع كاسحات الجليد الذرية والتقنيات العسكرية النووية وتوجه الدولة هو أن يستند الأقتصاد الروسي في تطوره على التكنولوجيا العالية والمعارف في كافة المجالات)) (1) وبهذه الخطط الأستراتيجية بدأت روسيا بدعم وتطوير أحدث الأختراعات وهي تقنيات النانو اضافة الى تطورها في مجال الفضاء والاستكشافات العلمية بما فيها في قاع البحار . وبالعودة الى سؤال السيد سنان احمد حقي الذي كان مضمونه التالي : فهل حضرتكم تتذكّرون يوم أطلق الإتحاد السوفييتي أول تابع فضائي في التاريخ عام 57 وفتح عصر الفضاء بإنجازات سال لها لعاب كل من كان يُعاديه وكيف كان يطلق على تلك التوابع أسماء لها معاني موحية فمثلا كان إسمه الشرق (روستوك) ؟ اقول للسيد سنان احمد حقي ان الرأي العام العالمي الذي تابع التطور العلمي والكنولوجي في مجال الفضاء الذي وصل اليه الاتحاد السوفياتي آنذاك وكل من قرأ عن هذا التطور يتذكر جيداَ ان المركبة الفضائية ( فوستوك ) التي اشرت لها في تعقيبك , لم يطلقها الاتحاد السوفياتي في عام 1957 كما ذكرت ذلك في سؤالك , وانما ما ذكرته اعلاه في عام 1957 وفي شهر اكتوبر بالتحديد أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر صناعي في العالم اما مركبة فوستوك التي تقصدها : (( اطلقت في أبريل عام 1961 أول مركبة كونية مأهولة - فوستوك وبعدها بات خروج الأنسان لأول مرة إلى الفضاء المكشوف وهذا يعد إنجازاَ جديداَ لعلم الفضاء السوفيتي وأصبح رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين أول إنسان في الفضاء)) (2) و تبع هذا التطور الحدث الهام الذي شغل بال العالم اجمع آنذاك حيث في عام 1963 أرسل الأتحاد السوفياتي أول أمرأة إلى الفضاء فالينتينا تيرشكوفا وفي عام 1965 أجرى رائد الفضاء السوفياتي ألكسي ليونوف أول عملية مشي في الفضاء أن هذه النجاحات والتطور في مجال العلم والتكنولوجيا والفضاء لدولة الأتحاد السوفياتي آنذاك قد ورثته روسيا بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفياتي .
6- ويشير السيد سنان احمد حقي في تعقيبه الثالث : ويقول الكاتب (المقصود كاتب مقال التواجد الروسي في المتوسط) أن الوجود هو في جانبين الأول الإقليمي والثاني ان هناك بين دولتين إتفاق ، نقول طبعا وهل هناك قاعدة عسكريّة تم بناؤها في العالم دون إتفاق بين جانبين؟ اقول للسيد سنان احمد حقي في ردي الثاني اشرت بالدقة الى ان هناك مياه اقليمية وهي تعد شواطئ للدولة التي لها حدود على البحر وفي قانون البحار والقانون الدولي تعتبر من مناطق السيادة للدولة , وان هناك مياه دولية واشرت ان القطع البحرية الروسية هي في المياه الدولية , عدا قاعدة طرطوس هي اتفاق بين دولتين , بلا شك القواعد لا يمكن ان تقام الا باتفاق بين دولتين , لا اعرف لماذا هذا الاجتزاء غير الموفق من الجمل والعبارات ؟ واشير هنا اني قدمت سؤال للسيد سنان احمد حقي في ردي الثاني لم يجب عليه ارجو ان يبين رأيه في السؤال والذي كان بالشكل التالي :
- بالعودة الى التواجد الروسي في البحر المتوسط , فان السفن والغواصات وحاملات الطائرات الروسية هي في المياه الدولية وهذا يسمح به القانون الدولي وقانون البحار, عدا قاعدة طرطوس وهو اتفاق دولي بين دولتين منذ سبعينات القرن الماضي الى الآن , ولكن القواعد العسكرية الامريكية والقطع البحرية هي على اراضي وفي مياه عدد من الدول العربية والاسلامية وفرضت عليهم بالقوة وليس وفق القانون الدولي كأن تكون اتفاقيات او تتواجد القطع في المياه الدولية .. ارجو الاجابة على ذلك .
كما ان هناك استفسار آخر قدمته لم يجب عليه السيد سنان احمد حقي وهو :
- السيد سنان احمد حقي ينفي بان الولايات المتحدة الامريكية في فترة الرئيس ريغان قد تبنت برنامج حرب النجوم , ويؤكد حسب ما جاء في تعقيبه (انه كان تمويهاَ او حتى لنقل ربما شبه خدعة كبيرة). اقول للسيد سنان احمد حقي هل لديك معطيات لتنفي فيها حقائق تاريخية عرفها العالم اجمع عن تلك الحقبة التي انهت الحرب الباردة بين المعسكريين آنذاك , وقد ذكرت وكالات الانباء حينها وما كتبته الصحف ان الكونغرس الامريكي في حينها قد وافق على تبنيه لبرنامج حرب النجوم , ووافق على كلفة انجازة التي بلغت 70 مليار دولار لسنوات متعددة وسميت حينها في امريكا ( بمبادرة الدفاع الاستراتيجية ) التي وضعتها الادارة الامريكية , وما عرفه العالم آنذاك بسبب برنامج حرب النجوم تراجع الاتحاد السوفياتي في فترة غورباتشوف من سباق التسلح بسبب اوضاعه الاقتصادية آنذاك , وهناك مراكز علمية للدراسات والبحوث وفي لغات عدة تؤكد ذلك , وهناك عشرات الكتب ومنها باللغة العربية كتبها مختصون وخبراء وباحثون في القانون الدولي والعلاقات الدولية أكدوا ذلك وبمعطيات , وغالبية صناع القرار في دول العالم لديهم معطيات دقيقة عن برنامج حرب النجوم .لا اعرف ما هي المعطيات الجديدة التي تملكها لتؤكد فيها ان برنامج حرب النجوم كان تمويهاَ او شبه خدعه . ارجو الاجابة على ذلك وبمعطيات واكتفي بهذه الملاحظات التي جاءت رد وتوضيح على التعقيب الثالث .
25-11-2012
[1] - وكالة أنباء نوفوستي . في 20-4-2007 .
[2] - وكالة أنباء نوفوستي . في 10-9-2007 .
مرة اخرى مع تعقيب حول موضوعة التواجد الروسي في البحر المتوسط (1)
