| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    االثلاثاء 10/1/ 2012

 

إنطباعات
(3)

امين يونس

رئيس بلدية السور في آمد أو ديار بكر " عبدالله دميرباش " .. كان يتحدث خلال العشاء الذي دعانا إليه ، في أمور عديدة ... ومن ضمن ما قاله : " ... بقيَ لي سنتين وشهرَين وبضعة أيام في هذا المنصب ، وأنا أعُد الأيام حتى تنتهي ، ولن اُرشِح نفسي ثانيةً ! " . من البديهي ، ان قوله هذا ، ليسَ شيئاً طبيعياً ، لأنهُ قالَ ذلك بنبرةٍ يفوحُ منها الإستياء وعدم الرِضا ! .. هو الحاصل على نسبة مُهمة من الأصوات في الإنتخابات الأخيرة ، حيث كان مُرشحاً مِنْ قِبَل " حزب السلام والديمقراطية " ، ويتمتع كما يبدو بشعبيةٍ كبيرة في المدينة ، " ورغم أمراضه التي يعاني منها " فأنه لازال يمتلك الكثير من النشاط والحيوية . فسألته عن السبب ؟ أجاب : ... سوف أذكُر لك بعض الأمثلة التي ستُظهِر ، مدى التدخلات في عملي ، والضغوطات المتعددة التي تُمارَس عليّ ... طبعاً ضغوطات الحكومة شئ مفهوم ومُتوّقع ، حيث ان هنالك صراعٌ متعدد الأوجه بيننا نحن حزب السلام والديمقراطية وبالتالي الكُرد عموماً ، وبين حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان .. ولا تتردد الحكومة في وضع العراقيل أمامنا ، وخلق الصعوبات .. من أجل إفشال مشاريعنا ، في الوقت الذي تدعم بصورةٍ غير مُباشرة ، البلديات التي تُدار مِنْ قِبَل حزب العدالة والتنمية ، وتُتيح لها التسهيلات . ناهيكَ عن ان الكثير من رؤساء البلديات المُنتخبين في الانتخابات الاخيرة والمُنتمين او المحسوبين على حزبنا ، قابعون في المعتقلات ، وبعضهم منذ سنوات ، بِتُهمٍ غير معقولة وبأساليب بعيدة كُل البُعد عن الديمقراطية ! .. وأنا نفسي كنتُ نزيل السجن واُخرجتُ لأسباب صحية .. وكذلك رئيس بلدية دياربكر الكبيرة ، الأخ " عثمان " كان في السجن .. ولا يمُر اسبوع دون أن يُعتَقَل العشرات من مؤيدينا هنا وفي البلدات الأخرى .. والكثير منهم يُحكَم عليهم بالسجن لسبعة سنوات ، [[ لإشتراكهم في المظاهرات المُطالبة بحقوق الشعب الكردي ]] .. هذه هي ديمقراطية أردوغان وهذه هي عدالة حزبه ! ... كُل هذا مُتوقع وطبيعي الى حدٍ ما ، ولا يُزعجني كثيراً .. لأن هنالك منافسة سياسية محتدمة بيننا وبين أردوغان وغيره ، ولأننا في السنوات الأخيرة ، كسبنا الكثير من المواقع ، التي كانتْ تؤيد العدالة والتنمية في السابق ، وسحبنا البساط من تحت أقدامهم . لكن الذي يُؤلمني ويحز في نفسي .. هي الطعنات في الظهر من أقرب المُقرَبين ! ..

الكُل يعلم ان أحد أبنائي مُلتحقٌ بالكَريلا .. وقبلَ فترة بُثَتْ دعاية ان ولدي شوهد في دياربكر وانه رجع الى المدينة " علماُ ان الكَريلا الذي يعود ، يكون ذلك لأمرَين : أما ان هنالك إتفاقية سلام بين الكَريلا من ناحية ، والحكومة التركية من ناحية اُخرى ( وهذا غير موجود حالياً ) ، أو ان المُقاتل قد خان القضية وإعترف على رفاقه وتعاونَ مع الجهات الأمنية ( وذلك يُسبب العار له ولعائلته ) .. وكُل هذا لم يحدث على الإطلاق .. والغاية من الدعاية المُغرِضة ، هي كسر معنوياتي والتشكيك فيّ .. ولشد ما أزعجني ، ان قسماً من المحسوبين علينا ، كانوا من ضمن الذين يروجون هذه الأقاويل !.. إضافةً الى الأكاذيب التي تُطلَق ، وغايتها النَيل من نزاهتي ونظافة يدي ... فقبل أسابيع ، وكُنا في ندوةٍ لبحث الأوضاع السياسية المستجدة على الساحة .. ولقد حظرَ أحد الشخصيات الكُرد من المُقربين الى حزب السلام والديمقراطية وحزب العمال وهو من كِبار الأثرياء .. حظر بسيارته التي يتجاوز سعرها مئة وخمسين ألف دولار ، بِكُل اُبهة .. هذا الشخص الذي يعيش عيشة الأمراء ويرتاد أبناءه المدارس الخاصة العالية التكاليف .. قالَ ضمن ما قال : "... يجب ان يتصاعد النضال ، حتى لو سقط آلاف الشُهداء يومياً ! .." .. فتدخلتُ وقلتُ : ان هذا الكلام خطير وغير جائز .. وان الذين سيُقتلون هُم ليسوا أبناءك البعيدين كل البعد عن النضال .. بل هُم أبناءنا .. الذين سيضحون من أجل أمثالك الذين يبيعون الكلام فقط ! .

المأساة ، ان أمثال هذا الشخص أعلاه .. هُم أكثر أهمية من أمثالي ويحوزون على التقدير من " كافة " الجهات ، أنا رئيس بلدية السور المُنتَخَب ، الذي لاأمتلك سيارة شخصية تساوي بضعة آلاف من الدولارات .. وحتى قبل فترة قصيرة ، كان ابني الآخر ، يعمل في سوق الخضار شأنه شأن أي عامل .. وأُقيم في دارٍ متواضعة مثل معظم الناس ... وبالرغم من كُل هذا .. هناك مَنْ يُرّوِج الدعايات السخيفة ضدي ... فكيف تُريدني ان اُرِشح نفسي ثانيةً في الإنتخابات القادمة ؟!

.........................

عندما نهضنا ، قلتُ للسيد " عبدالله دميرباش " : هل تسمح لي ، ان أنشر ما دارَ من حديث في مقال .. قالَ : نعم !.

 

9/1/2012
 

إنطباعات (2)
إنطباعات (1)

 

 

free web counter