| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل كنيهر حافظ
 

 

 

 

السبت 26/12/ 2009



متى تنتهي رحلة العراقيين في البحث عن السلام ؟
(3)

عادل كنيهر حافظ

لقد جرى الحديث في الجزء الاول والثاني من هذا الموضوع عن الاسباب الذاتيه والموضوعيه لبقاء ظاهرة الارهاب واستمرارها في بلادنا . وقبل الحديث عن امكانية القضاء على تلك الاسباب التي مكنت الارهاب من الاستمرار والسدور في غيه , لابد اولآ من الاجابه على سؤال في غاية الاهميه , هو (هل ان الارهاب يستطيع بعملياته القذرة ان يطيح بالحكومه والعمليه السياسيه في العراق والعودة للحكومات السابقه .؟) هذا السؤال اجابت عليه الحياة ذاتها بالنفي , ودلت مجرياتها في العراق ما بعد 2003 على ان العودة للعهد السابق باتت امر غير ممكن التحقيق اطلاقا ,حتى عندما كان الارهاب بامكانياته الهائله من عام 2005 حتى منتصف 2007 مقابل حكومه ضعيفه , لم يتمكن من الاطاحه بها , فكيف به وقد فقد اغلب قواه وملاذاته الامنه , والحكومه بالمقابل قد اكتسبت خبرة من تجربتها وقوى عودها كثيرا , والعمليه السياسيه تقدمت بخطوات ملحوظه في مسيرتها . لذلك يبقى احتمال بقاء واستمرار العمليه السياسيه هو الاحتمال الغالب لاسيما وانها تحظى بدعم وتأييد دولي كبير , وخصوصا الدول الاقوى في العالم ,وتتجذر ذاتيا وتكتسب خبرة وتجربه في مسيرتها التي تحظى بدعم غالبية القوى السياسيه المهمه. وعليه كانت كل الاحاديث والمناقشات والموضوعات التي تكتب والندوات التي تعقد عموما هي بصدد البحث عن سبل ووسائل تعزيز وتطوير العمليه السياسيه , و مكافحة الارهاب هو احد الاسباب المهمه في مسيرة تدعيم وتوطيد تلك العمليه والسير بها لمبتغاها في تحقيق السلام والحريه والعداله الاجتماعيه واحترام حقوق الانسان العراقي وتوفير العيش الكريم له . وفي سبيل ذلك يجب العمل على :

1- ضمان الامن والسلام للمواطن العراقي لكي يستطيع العمل والبناء . وذلك من خلال :

أ- القضاء على الارهاب , وبالسبل والوسائل الكفؤه والتي من بين اهمها: القيام بحمله اعلاميه واسعه ومستمره تقوم بها كل وسائل الاعلام العراقيه المرئيه والمسموعه والمقروئه واعتبار ذالك مهمه وطنيه ملحه للارتقاء بالشعور الوطني لدى المواطن العراقي وصولا به ان يكون عينا ساهره في المحافظه على الانظمه والقوانين والتصدي لكل من يحاول خرقها وخصوصا الذين يحاولون العبث بأمن المواطنين .
ب- انجاز عملية التعداد السكاني العام , واخراج بطاقه شخصيه للمواطن العراقي , تحوي اهم المعلومات عنه ومذيله بطمغة ابهامه اليسرى او الحمظ النووي ان امكن , وتسجيل شريحة التلفون باسم وعنوان المشتري لها , واعادة اصدار شهادة قيادة المركبات بشكل يصعب تزويرها وتحمل رقم الاصدار ورقم العربه , وكل ذالك لتسهيل مهمة رجال القوى الامنيه في معرفة واكتشاف المشتبه بهم ..
ج- اعادة النظر بخطة فرض القانون وترك خطة مسك الارض والتحول على الاعتماد على العمل الاستخباراتي وتعزيز هذا العمل من خلال تدعيمه ماديا وتقنيا ولوجستيا , والاستمرارفي تطهير الاجهزه الامنيه باستمرار في رجس البعث , الاستفاده قدر الممكن من المعلومات الامنيه لدى القوات الامريكيه والاستعانه بخبرتهم في المراقبة الجويه والبريه للحدود العراقيه , تقوية جهاز المخابرات وتسهيل عمله في الخارج وسن القوانين التي تؤكد اهمية هذا الجهاز في محاربة الارهاب , وضع بعض الجهات التي تعمل في الحكومه والبرلمان والتى يشك في تعاونها مع الارهاب امام مسؤولياتها , وايضا دول الجوار ويجب ان تفهم هذه الدول ان لها مصالح في العراق وان تلك المصالح مرهونه باحترام خيارات العراق ومصالحه العليا , ومعاقبة الذين تثبت ادانتهم واصدار الاحكام بالذين ثبتت ادانتهم من قبل المحاكم العراقيه , ووضع قانون للاعلام ومحاسبة بعض الفضائيات التي تروج للبعث المقبور ,وترمي الحكومه والعمليه السياسيه عموما بشتى النعوت المشينه , وايقافها عند مسؤولياتها الوطنيه وتقديم مسؤوليها للمحاسبه في حالة استمرارهم خرق القانون , الاسراع بعمليات الاستثمار والاعمار وتشغيل العمال وتحسين الزراعه وادواتها وبذل اقصى الجهود في توفير منسوب اعلى من المياه .

2- تعزيز وتطوير مبدء المواطنه واعتماده فقط كوسيله وفيصل في التعامل مع المجتمع , والتخلي نهائيا عن اي شكل من اشكال المحاصصه او التمييز الطائفي , واحترام تعددية مكونات الشعب العراقي بألستفاده من مأسات تعامل الحكومات السابقه في عدم احترامها لتلك التعدديه , وتجنب معالجة التمييز العنصري والطائفي بتمييز طائفي وعنصري مضاد , والكف عن التحالفات السياسيه المبنيه على ميول دينيه وطائفيه , واعتماد مبدأ تقارب البرامج السياسيه والاقتصاديه الهادفه خدمة المواطن العراقي , والتأكيد على احترام المرجعيات الدينيه ودورها الاصلاحي في المجتمع وعدم زجها بدهاليز السياسه .

3- توصيف مستقبل تطور العمليه السياسيه , والمهام التي بأنجازها يتأكد المأل الذي ستؤل اليه هذه العمليه , وما يتصل بها من امور يرتبط بها مصير العراق وشعبه . واهمها : اجراء انتخابات حره ونزيهه تأتي ببرلمان قادر على تشخيص حكومه وطنيه يهمها امر المواطن ,بصرف النظر عن هوياته الفرعيه , حكومه لديها مشروع ورؤيه لمستقبل البلد , وقادره على اتخاذ القرارات وتنفيذها , ومواصلة العمل على استكمال السياده الوطنيه وانسحاب القوات الاجنبيه من البلاد , وازالة أثار الدكتاتوريه وقوانينها التى لايزال بعضها في الخدمه ,ومعالجة مظاهر التخلف الاجتماعي والنفسي للمواطن العراقي , واستكمال تقديم الخدمات للمواطن العراقي الذي اضناه طول الانتظار , واعادة الاعتبار للهويه الوطنيه , وتعديل الدستور واعادة النظر بصلاحيات المركز لان يكون صاحب الصلاحيه في السياسه الخارجيه والدفاع وقوات الداخليه وحفظ الحدود وسن العملة وادراة ثروة البلاد وتوزيعها , العمل على ايجاد صيغه مقبوله للفرقاء تؤمن حلا عادلا ودائم للقضيه الكرديه العراقيه , تقليص ما امكن من عدد الوزارات , والاستعاضه عن مجلس الرئاسه برئيس فخري للبلاد , والاكتفاء بنائب واحد لرئيس الوزراء وكذلك  رئيس البرلمان .

4- تعزيز وتطوير الديموقراطيه , وتشريع قوانين رادعه بحق كل من يتجاوز عليها, واستخدام أليتها فقط في ادارة الدوله والمجتمع , وفي حل كل الاشكاليات التي تنشئ في عملية استكمال بناء السلطه ومؤسسات الدوله ومستلزمات تطور العمليه السياسيه عموما , وتجنب الاستمرار في ما يسمى بالتوافقات السياسيه وهجر الاعتماد على المحاصصه , وما جلبته على البلاد من ويلات , والاستفادة القصوى من اخطاء الماضي القريب والا سيظل العراقيين في رحلة البحث عن السلام المفقود .

 

¤ متى تنتهي رحلة العراقيين في البحث عن السلام ؟ (2)
¤ متى تنتهي رحلة العراقيين في البحث عن السلام ؟ (1)

 


 

free web counter