| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عادل كنيهر حافظ
 

 

 

 

الخميس 17/12/ 2009



متى تنتهي رحلة العراقيين في البحث عن السلام ؟
(1)

عادل كنيهر حافظ

بين وقت وأخر تروع الجموع الغافله , وتتناثر الجثث , وتمتلئ الارض دما , وتقف الناس حائرة ,والقوى الامنيه متلبكه , والفرقاء السياسيون يتدافعون على وسائل الاعلام ليلقي كل منهم باللوم على الاخر ..... والمسؤولين الكبار في الحكومه يعدون الشعب بأجراء التحقيق اللازم وتقديم المجرمين للعداله ....وابناء العراق ينتظرون نهاية الرحله في البحث عن السلام المفقود , ومرتجاهم هو معرفة وايقاف اسباب عذاباتهم التي طالت كثيرا , وبات الاعتماد على الصبر غير مضمون .

ان اسباب عذابات العراقيين لم تكن غير معروفه تماما للكثير منهم , وخصوصا الذين يتابعون بأهتمام الاحداث الجاريه بعد سقوط النظام السابق ومؤسسات الدوله معا ,حيث اختفى الحزب الحاكم ورئيسه وكوادره بعد ان دب فيهم الذعر من دخول القوات الاجنبيه بغداد وكانوا يتوقعون العقاب الشديد من الشعب لانهم اصحاب تجربه مريرة عندما انقلب عليهم عبد السلام عارف في ستينات القرن الماضي وجعل قسم منهم يرتدي الملابس النسائيه ليتمكنوا من التخلص من اسلحتهم ورميها في البساتين والانهر القريبة , ورغم ذلك قتل الكثير منهم على يد الناس التي ذاقت منهم المر ومن حكمهم المقيت وقطعان حرسهم اللاقومي المجرمة .

لكن في هذه المرة لم يطالهم العقاب العادل ,لا بل وجدوا ان المجال واسع امامهم ليجمعوا كثير من شتاتهم بعد ان تهيأ لهم ملاذ أمن في المناطق الغربيه من البلاد . واستطاع قسم منهم ، ممن خرجوا الى دول الجوار الاتصال بهم ثانية واعانتهم للوصول الى اموال حزب البعث في الخارج والتي تقدر بحوالي 12 مليار دولار ,بالاضافه الى ما نهبوه من البنوك العراقيه وقت هزيمتهم . ويقال ان عزة الدوري عقد اجتماع مع بعض القياديين في الحزب في بيت اقاربه في قرية الدور , في محافظة تكريت ,ليبلغهم بمضمون رسالة صدام التي ارسلها من منفاه (الحفرة) ومن بين ما يوصيهم به القائد الضرورة !!

في هذه الرساله هو (ان تظهروا بواجهات دينيه واجتماعيه مختلفه وتتجنبوا اسم حزب البعث !!! عندما تباشرون عملكم المسلح ضد المحتلين وخونة البلاد...) وهذه الدعوة للكفاح المسلح كانت تنسجم مع توجهات القاعدة التي تريد (اخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ) ومن عجب الامور ان تلتقي ارادة ائتلاف (القاعدة - الصداميين) الشرير الذي يمتلك المال والرجال ذوي الخبرة العسكريه وسجية القتل بدم بارد , مع ارادة دول الجوار العربيه التي كان تعاني من ذلك الائتلاف . ومن منطلقات عديدة منها منطلقات طائفيه . رغم انها تصب في نفس الهدف البعثي وهو قلب نظام الحكم في العراق .

وقد اعان تلك القوى وايضا من منطلقات اخرى التدخل الايراني في الشأن العراقي . ومنذ تأسيس مجلس الحكم ايام الحاكم الامريكي بريمر وتشكيل حكومة اياد علاوي ذلك التشكيل الذي لم يكن كله بأرادة القادة العراقيين ,حتى ان مدير المخابرات العراقيه عينه بريمر , وبذلك الوضع الملتبس . دفعت تلك القوى أنفة الذكر عناصرها بقوه بقوام تلك الاجهزة الفتية والامنية منها خاصة للدولة العراقية واعداد اخرى تسللت الى الاحزاب الدينية واحتلت مراكز قيادية فيها واعداد من الذين تسللوا للاجهزة الامنية قد وصلوا لمناصب قيادية في تلك الاجهزة وتقدر اعداد تلك العناصر بالاف المنتسبين ووصلت اعداد منهم الى قبة البرلمان العراقي تحت واجهات مختلفه ومحمد الدايني خير مثال .

وهذه المجاميع التي دخلت بأصرار في مفاصل عمل الحكومة والدولة العراقية , تجعل المرء ساذجا ان اعتبرها كلها قد تابت الى الرحمان وتبتغي خدمة الوطن وعوائلهم...وحتى اذا اتفقنا على ذلك جدلا فأن البعث لا يتركهم وسوف يجبر الكثير منهم بالتهديد والقوة والبعثيون يعرفون بعضهم ,وسيجندون شأوا ام ابوا في مهام مختلفه . وهذا هو المعين القذر الذي ينهل منه ازلام البعث في تدبير وتسهيل عملياتهم الاجرامية ,مستخدمين حيوانات القاعدة البشرية في العمليات الانتحارية منها خاصة , وتخدمهم ايران في تدخلها بالشأن العراقي , ويسوق لهم العرب اجرامهم على انه نضال ضد المحتل ويطالب لهم جماعتهم في البرلمان بالعودة تحت حجة المصالحة الوطنية , وتطبل وتزمر لهم عشرات القنوات الاعلاميه الفضائية العراقية والعربية التي تسارع لادانة الحكومة ومؤسساتها الامنية وليس المجرمين الذين قتلوا ابناء وطنهم ,وهنا يتلمس المرء مقدار الضعه والخسه عند البعثيين حتى وان كانوا مثقفين واعلاميين .اما الاموال فتغدق على هذا التكوين الموغل في الاجرام من دول الجوار وغيرها دع عنك فتح الحدود وتسهيل دخولم للعراق ليمعنوا في قتل العراقيين بدم بارد ..

 

 


 

free web counter