| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبــــاس العــــلوي
alawiabbas@hotmail.com

 

 

 

                                                                                   الجمعة 15/6/ 2012



 مشاهد من زيارتي الأخيره لعاصمة كردستان العراق/ اربيل
(5)

عبــــاس العــــلوي 

العاصمة الكردستانية < اربيل > التي استضافتني اسبوعين تقريبا لم اجد فيها طفحا من المجاري أومستنقعات من الماء الراكد اوشبكة عنكبوتية من الاسلاك الكهربائية او كتلا من الحواجز الكونكريتية او حشدا من السيطرات العسكرية التي توقف حركة المرور في هذا الشارع او ذاك كما نراها الآن في بغداد او بقية المحافظات وما رأته عيني كان شيئا آخر يدعو للفخر والاعتزاز رأيت بعد غياب طويل مدينة حضارية تضاهي المدن اوربية في جمالها / شوارع انيقة نظيفة لبست ثوبا اخضرا زاهيا يتدفق في بعض تقاطعاتها ماءً زلالا يسري بنافورات جميلة مبتكرة تسحر ليل أربيل بأنوار الطيف الشمسي واذا ماامتد افق نظرك يمينا وشمالا سترى الابراج الشامخة و فنادق الخمسة نجوم الرائعة وكذلك القرى < الاوربية > كالقرية الايطالية والالمانية والبريطانية وعشرات غيرها من التي شيدت مؤخرا بطريقة الاستثمار فضلا عن المعارض التجارية الحديثة التي تزهو بديكوراتها وواجهاتها الجميلة . مشكلة السكن المزمنة في طريقها للزوال حينما ترى وانت تسير بسيارتك عشرات الالآف من البيوت والشقق السكنية التي تم تشيدها مؤخرا واذا ماتعدى الحال الى المنشآت السياحية بأنواعها المختلفة فقد اضحت الآن قطب الرحى في استقطاب مليون الى مليونين سائح سنويا وأهم مايلفت نظر الزائر منظر قلعة اربيل التأريخية التي تم تحويلها الى معلم سياحي فريد من نوعه . لاأ ستطيع في هذه العجالة ان اصف مشاهد النهضة بتفاصيلها ولكن تبقى عيون زائر كردستان هي الشاهدة الناطقة ! كنت اتمنى ان تشهد المحافظات العراقية مثل هذه التجربة التنموية الناجحة لكن واقع الحال بقى مأساويا مع سبق الاصرار فلو تجاوزت النقطة الحدودية لجنوب اربيل ودخلت مدينة كركوك التي يعيش العراق من خيراتها ستجد مظاهر الفوضى والتخلف واضحة العيان رغم مرور عشر سنوات على سقوط النظام السابق . اعتقد جازما ان محافظات العراق < العربي > ستبقى على حالها في التخلف والفساد والخراب طالما كانت تحت وصاية بغداد الشمولية وسنرى في كل يوم مهاترات جديدة قديمة مابين هذا المحافظ وذاك الوزير يرمي كل واحد منهم فشله على رقبة الآخر ليبقى المواطن هو الخاسر الوحيد وبدل ان يأخذ اصحاب القرار في بغداد الدرس السليم من التجربة الكردستانية تأخذهم العزة بالأثم في وضح النهار ولاسبيل غير ان يلبسوها بثوب التقسيم او الانفصال ! الآن وبعد انتهاء مراسيم مؤتمر التجمع العربي في اربيل لابد ان اتحدث قليلا بما يمليه الضمير عن الشخصيات التالية التي لعبت دورا كبيرا في انجاح المؤتمر: الدكتور كاظم حبيب : < رئيس التجمع العربي > الشيخ الجليل الذي قضى مشوار حياته في النضال ضد الدكتاتورية وكان بالامكان ان يساومها فيما لو اراد ، يعمل طوال يومه بجد ونشاط رغم الامراض الصحية التي ابتلي بها ، يتحفنا كل اسبوع بعدد من مقالاته السياسية النقدية الهادفة ، لايهادن احدا على حساب مبادئه التي آمن بها بغض النظر عمن يتفق معه او يختلف لهذا لم يسلم من سهام النقد الجارحة التي تعتبره بين الحين والآخر خائنا للوطن او خارجا عن الملة . تحمل الدكتور ابو سامر الثقل الاكبر في اعداد هذا المؤتمر فطوال اكثر من عام كانت رسائله واقتراحاته تصلنا نحن اعضاء الامانة العامة بشكل شبه يومي ولم يتمسك يوما ما برأيه دائما ماكان يستشيرنا في خطواته واحدة بعد أخرى. العزيز ابو سامر ظريف جدا رغم جديته الظاهرة للعيان ، يحب النكته وغالبا ماكنت اتحرش به في المؤتمر وخاصة بعد اعادة انتخابه رئيسا للتجمع العربي عندها قال لي مازحا < الله يلعنك كله منك > !! الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في الاقليم التقيت به مرتين : الاولى خلال اجتماعه بنا < اعضاء اللجنة التحضيرية > قبل بدء المؤتمر والثانية في مأدبة العشاء التي اقيمت لتكريم المؤتمرين . رجل اداري من طرز عال ذو خلق رفيع وأدب جم ، كريم النفس ، واسع المعرفة ، قوي الذاكرة ، صريح في كلامة ، عميق في عباراته ، ، يتحدث بلغات اجنبية شتى ، يتعامل مع الوافدين عليه بمقدار عقولهم ومنازلهم ، يعمل طوال اليوم دون كلل اوملل ، يعتز بقوميته الكردية مثلما يعتز بعراقيته وتجلى ذلك لي واضحا حينما غنى الفنان الكردي المتألق جعفر حسن اغنية < هربجي كرد وعرب رمز النضال > واخذ يصفق ويردد مفردات الاغنية مع الحاضرين ، يعتبر ضيوف الاقليم ضيوفا اعزاء عليه لهذا بقى في كردستان ولم يسافر مع الرئيس مسعود بقصد انجاح مؤتمر التجمع العربي في اربيل . الدكتور غازي صابر الدكتور غازي صابر مسؤول التشريفات في ديوان الرئاسة < بدرجة وكيل وزير > خريج كلية القانون في بغداد ، كريم النفس ، سجي الطبع ، حلو المعشر، دائم الابتسامة ، تكتنفه جاذبية خاصة يجعل في لقائك الاول به تعرفه منذ اعوام خلت ! رجل موهوب و دبلوماسي ناجح وضع في مكانه المناسب ، يتعامل مع ضيوف الاقليم في غاية البساطة والتواضع ، دائما مايردد في قوله : علينا ان نجعل الضيف يرضى عنا في لحظة المغادرة وليس في لحظة القدوم . رأيت الدكتور غازي < بمختلف الاوقات > يتابع معنا كل مايحتاجه المؤتمر حرصا منه على انجاحه واعترف اني قد اثقلت عليه حينما تفاجأت انا بأحد الاصدقاء من رجال الاعمال في بغداد وقد التقاني في الفندق الذي يعج بضيوف المؤتمر أحرجني بطلبه ان يكون هو الآخرضيفا على المؤتمر دون ان يعلم أن مسألة الضيافة هي ليست ارتجالية ولست انا صاحب القرار فيها . لكن الدكتور غازي حل ّ هذه العقدة بحكمة دون ان يكلف خزينة الاقليم شيئا ، استضافه بواحدة من الغرف الشاغرة التي تنتظر قدوم صاحبها بعد يومين وبعدها تم تحويله الى غرفتي ذات السريرين . في الخلاصة لاأحد من ضيوف مؤتمر اربيل يستطيع نسيان هذا الرجل الجميل الذي ترك انطباعا جميلا في النفوس . الاستاذ نهاد القاضي بكل امانة الأخ القاضي هو رجل المهمات فاللجنة التحضيرية للمؤتمر التي تتكون من اربع اشخاص وقع الثقل الاكبر من عملها على كاهله فكان لايكل ولايمل اطلاقا ، شاهدته وبالتحديد في الاربعة ايام التي سبقت انعقاد المؤتمر لاينام في اليوم اكثر من ساعتين اوثلاثة يتابع كل صغيرة وكبيرة تخص الوافدين من داخل العراق وخارجه مع الابتسامه والنكته الجميلة الظاهرة على قسمات وجهه في تعامله مع الآخرين فضلا عن هذا وذاك فالرجل الذي يرأس بذات الوقت المعهد الكردي للدراسات والبحوث في هولندا قام بتكريم 27 شخصية مبدعة من العرب والكرد في الحفل الختامي الذي اقيم لاعضاء المؤتمر وهي بالتأكيد مبادرة جميلة تستحق الشكر والثناء . في خاتمة المطاف وأنا اكتب هذه الحلقات سألني الاخ الصديق الذي اكن له احتراما كبيرا الاستاذ ضياء الحسن مجموعة من الاسئلة والاجابة الشافية الكاملة لبعض منها تأخذ عدة حلقات وبالذات حينما يسأل ماهي القضية الكردية التي تحتاج الى نصرة ؟! لكني بالتأكيد لاأتفق معه حينما يقول < أنني أرى أن ثقافة عقد مثل هذه المؤتمرات هي نفس ثقافة المقبور صدام المقززه عندما كان يستضيف في بغداد مؤتمرات المغتربين العراقيين أو مؤتمرات الشعراء المرتزقه أو مؤتمرات القومجيه المهزله وغيرها من ألاعيب المقبور المفضوحه > اعتقد أن مثل هذا الوصف للتجمع العربي الذي ظل طوال سبع سنوات يبحث عن مكان يعقد فيه جلسته الاولى دون شروط مسبقة يجافي الحقيقة وفيه ظلم كبير على كل الاطراف التي حضرت المؤتمر او التي استضافته وبالمحصلة يبقى هذا رأيه ولاأستطيع تغيره حتى لو كتبت مجلدا في ذلك ! اما موضوع النزاع مابين اربيل وبغداد فقد اعتبره الصديق الكريم صراعا نفطيا صرفا لرغبة حكومة اربيل الاستحواذ على ريعه فأرجو منك < ياأخ ابا عمار > ان تعذرني على اجابة هذا السؤال فأنا بالاخير انسان لايعلم أسرار الغيب وما يخفى ولست ناطقا رسميا بأسم حكومة كردستان او مدافعا عن أحد وفي كل الاحوال التجمع العربي دعى كافة الاطراف المتنازعة للجلوس حول طاولة المحادثات لحل مشاكلهم بطريقة الحوار ولك ان تقرأ البيان الختامي الذي اكد على هذا المعنى . اما اذا رأيت ان الدكتاتوية تتجلى في مسعود البرزاني وليس في غيره فأنت < بكل تأكيد > حر في ذلك فنحن جميعا نعيش عصر الديمقراطية ! وللقارىء الكريم اقول : لقد وردتني عشرات الرسائل والمكالمات الهاتفية خلال كتابتي لهذه الحلقات سوادها الاعظم كان يثني عليها ومن واجبي الآن ان اتقدم بشكر من نوع خاص لكل من وصفنا بالعملاء والخونه والى الصنف الآخر الذي زاد في وصفه حينما قال: انتم كلاب مأجورون والآخر تفضل علينا بقوله : عار عليكم انتم الذين جلستم تحت العَــلم الكردي!! والآخر سألني بكل لهفة : كم دفعوا لكم فلوس ؟! والآخر من رفع التلفون عليّ وشتمني بأقذع العبارات ، شكرا لكل هؤلاء لأنهم منحوني اوسمة شرف ورفعوا من معنوياتي خاصة وانا الآن اعاني من آلام البروستات المريرة التي سأجري لها العملية الجراحية بعد يومين من الآن / لكم جميعا حبي وتقديري

  
 السويد في 15 / 6 / 2012


 مشاهد من زيارتي الأخيره لعاصمة كردستان العراق/ اربيل (2)
 مشاهد من زيارتي الأخيره لعاصمة كردستان العراق/ اربيل (1)







 

free web counter