| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبــــاس العــــلوي
alawiabbas@hotmail.com

 

 

 

                                                                                   الأحد 27/5/ 2012



 مشاهد من زيارتي الأخيره لعاصمة كردستان العراق/ اربيل
(2)

عبــــاس العــــلوي 

حطت الطائرة التي اقلتنا مطار اربيل بحدود الساعة الثالثة منتصف الليل بعد رحلة طويلة متعبة من السويد الى الدنيمارك ثم اسطنبول الذي انتظرنا فيها اكثر من ثلاث ساعات وما أن خرجت من باب الطائرة بخطوتين او ثلاثة وجدت احد موظفي التشريفات يحمل لافته مكتوب عليها اسمي فتوقفت وقلت له هو أنا قال تفضل معي ولا داعي لدخول المطار نزلنا سوية من خلال السلّم المؤدي لمدرج المطار ثم اخذتني سيارة من طراز (الدفع الرباعي) الى قاعة التشريفات المخصصة لكبار ضيوف اقليم كردستان وهناك التقيت مصادفة بالسيدة النائب ميسون الدملوجي التي وصلت هي الاخرى توا الى اربيل لحضور الاجتماع الخماسي لزعماء الكتل النيابية الذي انعقد في اربيل .

جرى في خلال عشرين دقيقة حديث ودي بيننا و توجهت للسيدة ميسون بمجموعة من الاسئلة حول حقيقة العلاقة المتأزمة ما بين القائمتين العراقية ودولة القانون تركزت أجوبتها بألقاء اللوم تماما على دولة القانون وزعيمها الذي حصر اغلب المناصب الكبرى بيده وبالمختصر المفيد ان البلد يتجه الى دكتاتورية مطلقة الى كارثة جديدة على حد قولها .

غادرت السيدة ميسون القاعة وبعد 15 دقيقة تقريبا جاءني موظف التشريفات قال لي تفضل معي فقد انجزنا ترتيبات جواز السفر واحضرنا الحقيبة العائدة لك .

انطلقت بنا السيارة في الثلث الأخير من الليل الى فندق ديوان (27 طابقا) وهو من اجمل الفنادق الجديدة في اربيل وثمرة من ثمرات الاستثمار التركي فيها وما ان دخلت صالة الاستقبال وجدت اخي الجميل الاستاذ نهاد القاضي رئيس اللجنة التحضيرية والدكتور الكريم غازي صابر مسؤول التشريفات في حكومة الآقليم في انتظاري لحد هذه الساعة المتأخرة من الليل .

في صباح اليوم التالي التقيت على مائدة الافطار مع بقية الاخوة في اللجنة التحضيرية الدكتور عقيل الناصري صاحب المواقف الظريفة والاستاذ الرائع دانا جلال وبالمناسبة قبل الوصول كنت اتصور ان دانا جلال انثى واذا به فحل !!

وضع الجميع خارطة عمل دقيقة ومكثفة لمتابعة قدوم اعضاء المؤتمر وضيوفه من داخل العراق وخارجه مع الاحتفاظ بخط ساخن مع الدكتور كاظم حبيب رئيس التجمع .

في الساعة الواحدة من ظهر هذا اليوم جاءنا الدكتور غازي صابر مع الاستاذ هانا محمد نجاة نائب المدير العام في حكومة الاقليم للتداول بكل ما يخص متطلبات المؤتمر من ضيافة فندقية ومتابعة الاسماء في النقاط الحدودية الذي نال اهتماما كبيرا وتهيأة باجات الحضور و اللافتات الترحيبية بالمؤتمر والهدايا التذكارية التي ستقدم فيه وغيرها من المتطلبات الاخرى لبرنامج الافتتاح ولا يفوتني ايضا ان اذكر ان السيدة النائب بيرزاد شعبان قد حضرت هي الاخرى خلال الجلسة واهدتني نسخة من كتابها الذي تضمن اشعارا جميلة بالعربية الفصحى . تركز العمل في الايام التالية على متابعة كل صغيرة وكبيرة تخص المؤتمر ولا ابالغ القول ان عمل اللجنة في المرحلة الاولى تجاوز 18 ساعة باليوم وربما اكثر ..

في اليوم الثالث عند الغروب (الساعة التاسعة) كنت انا والدكتور الناصري مع دانا جلال في الساحة الخارجية للفندق والقريبة من بوابة الدخول واذا برجل وسيم اوقف سيارته الخاصة وخرج مترجلا لوحده دون حماية وما ان لمحه دانا جلال من النظرة الاولى قال لنا : جاءنا الدكتور هادي محمود وزير الثقافة في حكومة الاقليم سلم علينا جميعا ودخلنا سوية بهو الفندق والتقينا مع الاستاذ نهاد القاضي الذي كان يبحث عنا وفي هذه الاثناء قدم (مصادفة) الدكتور غازي صابر مسؤول التشريفات في حكومة الآقليم (بدرجة وكيل وزير) ودار بيننا حديث اخوي شيق وحينما ادركنا الوقت قلنا للسيد الوزير تفضل معنا للعشاء قال لا انا لا أتعشى في الليل قلت له : يا سيد الوزير شاركنا ولو على الخفيف استجاب الرجل وصعدنا سوية الى المطعم الصيني الكائن في الطابق 22 من الفندق واهم ما يميزه البلكونه التي جلسنا فيها والتي تستطيع من خلالها ان تشرف على 70% من مدينة اربيل التي رأيناها لوحة جميلة من الانوار المضيئة . سار بنا الحديث الى ساعة متأخرة من الليل في مجالات شتى من السياسة الى الثقافة الى التجارة الى الاعمار الى العلاقات الخاصة وغيرها وهنا جاءنا نادل المطعم يسأل عن نوع الطعام الصيني التي كنت اجهل مفرداته طلب الجميع نوع من السمك المقلي بالبخار على الطريقة الصينية .

كان لدى (اللجنة التحضيرية) في اليوم التالي لقاء مع الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة بحدود الساعة التاسعة والنصف صباحا لمناقشة آخر الترتيبات للمؤتمر .

اقلتنا سيارات الرئاسة الى مقر الديوان في الموعد المذكور وهناك كان الدكتور غازي في استقبالنا وقد اصطحبنا الى غرفة الاجتماعات . جلس اعضاء اللجنة في جانب ورؤساء كافة الاقسام في ديوان الاقليم في الجانب المقابل وهنا دخل علينا الدكتور فؤاد حسين رئيس الديوان الذي لم يرافق السيد مسعود البرازاني رئيس الاقليم في جولته الخارجية ليشرف بنفسه على ترتيبات المؤتمر . سلم على الجميع ثم قال :
اهلا ومرحبا بكم ايها الاخوة الاعزاء في اربيل والحمد لله على سلامة وصولكم اود ان اتعرف منكم مباشرة على كافة المطالب المؤدية لأنجاح المؤتمر ثم اردف قائلا : ايها الاخوة انا هنا لست بصدد التدخل في عملكم فأنتم تعرفون جيدا ما هو المطلوب وليس لحكومة كردستان غير القيام بواجب الضيافة فقط نريد تذليل بعض المشاكل الخاصة بقدوم الضيوف من الناحية الامنية والفندقية ومناقشة برنامج الحفل الافتتاحي الذي سيحضره الرئيس مسعود وكبار الضيوف في الاقليم اضافة لرجال الاعلام وغيرهم . وبعد حوار مكثف مع اعضاء اللجنة اوصى رؤساء الاقسام في الديوان ان يقوم كل واحد منهم بواجبه على ضوء الاقتراحات التي تم طرحها .
في نهاية اللقاء تم التقاط بعض الصور التذكارية مع السيد رئيس الديوان .

بقى يومان فقط للحفل الافتتاحي للمؤتمر وهنا بدأ سيل المدعوين يتدفق من داخل العراق وخارجه وكان اول القادمين الدكتور كاظم حبيب رئيس التجمع الذي عقد عند وصوله اجتماعا مع كامل اعضاء الامانة العامة واللجنة التحضيرية بقصد الاشراف الكامل على متطلبات برنامج الحفل الافتتاحي للمؤتمر . مع بداية قدوم الوفود انتقلنا نحن اعضاء اللجنة التحضيرية من فندق ديوان الذي نقيم فيه الى فندق جديد آخر (تنغرام) لنكون بصحبة جميع السادة الوافدين للمؤتمر.

ساعة بعد اخرى اخذ لوبي الفندق يشهد لقاءات حميمية مؤثرة ما بين عراقيي الخارج والداخل بعد غياب طويل وقد شاهدت بنفسي دموعا تنهمر من عيون بعض الضيوف عند لقائهم مع الاحبّة  .
لقد تحول لوبي الفندق الى لوحة تشكيلية جميلة جمعت في الوانها الطيف العراقي من سنة وشيعة ومسيحيين وصابئة وايزديين وعربا وكردا واسلاميين ولبراليين ناهيك عن العرب الآخرين القادمين من مشرق الوطن العربي ومغربه .


الى حلقة أخرى .

  
 السويد في 21 / 5 / 2012


 مشاهد من زيارتي الأخيره لعاصمة كردستان العراق/ اربيل (1)






 

free web counter