|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  19  / 5 / 2015                                عدنان عاكف                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

في ذكرى النكبة

آينشتاين والصهيونية ودولة إسرائيل
(2)

عدنان عاكف

موقف آينشتاين من الدولة اليهودية
 
حاولنا في المقالة السابقة ان نلقي الضوء على علاقة آينشتاين بالصهيونية العالمية، وذلك من خلال متابعتنا لجملة من آراءه وأفكاره السياسية والايديولوجية، وخاصة موقفه من الدين بشكل عام واليهودية على الخصوص. وكذلك مواقفه المعارضة للتعصب القومي والديني. وتناولنا بشيء من التفصيل وجهة نظره بشأن العلاقة بين العرب واليهود في فلسطين، والسبل الأمثل لحل الخلافات القائمة بينهم والتي يمكن ان تنشأ في المستقبل. كل هذه المواقف والأفكار تؤكد على ان آينشتاين كان بعيد كل البعد عن ايديولوجية الصهيونية السياسية ومواقفها وأهدافها.  سنحاول في هذه الحلقة ان نتعرف على موقف آينشتاين الحقيقي من انشاء دولة اسرائيل، بعيدا عن التضليل والتشويهات التي تعرض لها من قبل الاعلام الصهيوني طيلة العقود الماضية!!

في منتصف الثلاثينات، ومع اتساع حملة معاداة السامية في أوربا أخذ آينشتاين يزداد قناعة في ضرورة إقامة وطن لليهود ، وساند هجرة اليهود الى فلسطين. وقد اعتبر هذا الموقف من قبل الكثيرين من الصهاينة بكونه دعم وتأييد لاقامة دولة اسرائيل. غير ان كتاباته تقول غير ذلك. لقد تحدث آينشتاين تارة عن " وطن " لليهود –homeland لكنه عارض المحاولات الرامية الى اقامة دولة اسرائيل أو الدولة اليهودية –state - .

في عام 1938 وفي كلمة ألقاها في نيويورك أمام أحد المؤتمرات العمالية اليهودية الخاص بعمال فلسطين قال :
" كلمة شخصية بشأن مسألة التقسيم. عليّ ان أعلن بان التوصل مع العرب الى اتفاق قائم على أساس العيش المشترك في سلام هو أفضل من قيام دولة اسرائيل. أتخوف من ان السمات الجوهرية لليهودية تتعارض مع فكرة الدولة اليهودية، بحدود قائمة، وجيش، وقوات دائمة، مهما كانت قدراتها. اني أخاف من ان الضرر الداخلي الذي سيلحق باليهودية سيشتد، خاصة نتيجة لتنامي الأفكار القومية المتعصبة في دوائرنا الخاصة، والتي ينبغي علينا محاربتها بقوة، حتى بدون وجود الدولة اليهودية. ان العودة الى القومية في المفهوم السياسي للكلمة يعني التراجع عن أخلاقية مجتمعنا "!!

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإصرار المنظمات الصهيونية ، ومن وراءها أمريكا وبريطانيا على المضي قدما في مشروع تقسيم فلسطين شكلت لجنة التحقيق الأنكلو – أمريكية للنظر في قضية التقسيم، والتي زارت العديد من الدول، ومن بينها زارت بعض الدول العربية، وكان العراق من بينها. في حينها دعا الحزب الشيوعي العراقي، وعدد من الأحزاب الشيوعية العربية الى مقاطعة هذه اللجنة المشبوهة، والتي كان هدفها الحقيقي هو تهيئة الرأي العام العالمي من أجل القبول بتقسيم فلسطين وإقامة دولة اسرائيل.

في كانون ثاني من عام 1946 مثل آينشتاين أمام لجنة التحقيق الأنكلو – أمريكية لأخذ رأيه حول الموضوع. وحول سؤال ان كان توطين اللاجئين اليهود في فلسطين يستدعي قيام دولة يهودية، أجاب :
" الدولة اليهودية ليست قريبة الى قلبي. لا أستطيع ان أفهم لماذا يُعْتبَر انشاءها أمر ضروري... انها ترتبط بالتفكير القومي الضيق وبالعقبات الاقتصادية. وأنا على يقين بان هذا أمر سيئ. لقد كنت ضد قيامها على الدوام..."!!



- آينشتاين والصهيونية ودولة إسرائيل (1)
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter