الجمعة 5 /10/ 2007
 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

هذا الكتاب

 

 


 

كتاب جديد
من أبو غريب الى فاريسوا

نعمة السوداني

ذاكرة العراقيين هل تتحمل اكثر من طاقتها ؟
هل يمكن تزوير التاريخ بسهوله ؟ هل هناك حياة بلا ذاكرة؟

هل بمقدور الانسان المستلب من ارادته تحت ظلم الدكتاتورية ان ينسى القهر الانساني وكيف له ان يرحم الطغاة ؟

مجموعة اسئلة تبحث عن اجوبة بعدما اصبحت نقشا من الرعب والخوف في الذاكرة الجمعية العراقية لما لهول المصيبة التي حلت بابناء هذا الشعب والذي تحمل ولازال يتحمل مالايمكن لاي شعب اخر في مثل هذه الظروف أن يتحمل. أن ضحايا النظام البائد لايحصون ولا يعدون,الاحياء منهم والشهداء ,المفقودين والمغيبين( منهم من وجد أثره في المقابر الجماعية ومنهم من توارى اثره اصلا ) كلهم يشكلون صوتا واحدا ضد سلطة الرعب التي انهارت بسرعة البرق,تلك السلطة التي انتهكت حقوق الانسان وارتكبت ابشع الجرائم والتي لم تقتصر على فئة او طائفة واحدة او حتى شريحة اجتماعية بل امتدت على كافة طبقات المجتمع العراقي وتكويناته من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وتركت خلفها اثرا مدمرا من مخلفاتها البائدة أنه سجن ابو غريب سئ الصيت .......

سجن ابو غريب الخرافي الذي يحمل في دواخل جدرانه اللعينه ماساة كبيرة, والحقيقة الاهم هي انه لم تتاح اية فرصة للسجناء السياسين ان يكتبوا ويدونوا تلك الماساة في مذكراتهم ويصفون الحالة المزرية التي كانوا يعيشونها داخل تلك المربعات والمستطيلات والدوائر المغلقه لصعوبة الوسيله .قوانين صارمة قوانين( الممنوعات ) القلم و الورقة والكتاب هي جزء من العالم الخارجي الذي يتمثل فيه حقوق الانسان , اما عوالم هذا السجن فهي قوانين تحرم السجناء من ان يدلوا بدلوهم, من كل شئ ,اما عكس ذلك فمن يخالف تلك الممنوعات يتعرض لاشد العقوبات والتعذيب والاهانات المختلفه.

رياض قاسم مثنى سجين ومناضل سياسي , ناضل من اجل اسقاط النظام البائد, قضى ردحا من الزمن المعطل في تلك الزنزانات الكريهه ,اليوم هو شاهد حي على كل ما اقترفت امام عينيه من جرائم, بعدما شاهد العشرات من مواكب الشهداء ترتقي سلم المجد والشهادة في قاطع الاعدام السئ الصيت وايضا على الماساة التي عاشها مع رفاقه انذاك.

رياض قاسم مثنى والدكتور الفنلندي ماركو يونتنين ( باحث ودكتوراه في علم الاجتماع )اصدرا كتابا مشتركا تحت عنوان (من ابو غريب الى فاريسوا * ) باللغة الفنلنديه يضم 235 صفحة من الحجم المتوسط وهو الان متادول في الاسواق الفنلندية بعدما اقيم له حفلا كبيرا حضرته وسائل الاعلام في مدينة هلسنكي.

يتحدث الدكتور ماركو عن الكتاب فيقول :
أن الغاية من اصداره هي اظهار الوجه الاخر لللاجئين العراقيين امام الراي العام الفنلندي, لكوني اعمل في المؤسسات الانسانيه والتي تعني بذلك , كنت اتابع العديد من القضايا التي تهم اللاجئين ,اتضح انه هناك تصور غير واضح عن طبيعة (اللاجئين العراقيين ) سابقا وايضا في الوقت الحالي وذلك للتدفق الهائل والكبير من العراقيين الى كل البلدان ومنها فنلندا بسبب الظرف الامني المعقد هناك, من هنا كان الهدف في اصدار هذا الكتاب هو الاهتمام الحقيقي والجدي لهولاء العراقيين بما فيهم من كفاءات علميه وفنيه وثقافيه عاليه ودمجها في المجتمع .

اما المناضل والسياسي رياض قاسم مثنى الذي عاش سنين الجمر في تلك الحقبة المظلمة فقد اشار في معرض حديثه في لقاء صحفي اجري معه في فنلندا عن الكتاب :
ان الكتاب شهادة على مرحلة قاسية عشتها بكامل فصولها انا ومن معي , والتي تمثلت بكيفية تفنن حزب البعث ومؤسساته وازلامه في اقصاء معارضيه وتصفيتهم جسديا, وكنا قد عانينا الكثير ونحن نكتب انا والدكتور( ماركو يونتنين ) هذه الصفحات , كونها تتحدث عن شخصيات عديد ومختلفه نساءا ورجالا اطفالا وشيوخا غادرونا بعد قتلهم , واخرون تركوا اليوم يعانون من ازمات نفسيه وجسديةحادة.

أختير الكتاب للمشاركة في معرض (توركو ) للكتاب في شهر اكتوبر الحالي وكذلك في مدينة (هلسنكي )في معرض الكتاب العالمي وايضا لهذا الشهر الجاري.علما بانها المرة الاولى التي يصدر فيها كتاب باللغة الفلنديه يؤرخ لهذه المرحلة السوداء التي عاشها الشعب العراقي من ظلم الدكتاتوريه المقيته...

* فاريسوا المدينة التي يسكن فيها رياض قاسم مثنى