الجمعة 10 /2/ 2006

 


جديد الباحث والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني



"موسم الهجرة إلى أي مكان"
(مجموعة قصصية)
 


2006
الناشر: محمد سعيد الريحاني

صدر للباحث والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني مجموعته القصصية "موسم الهجرة إلى أي مكان" (فبراير2006 / الناشر: محمد سعيد الريحاني)، وهو العنوان الذي يحيل آليا على رواية صارت من كلاسيكيات الأدب العربي "موسم الهجرة إلى الشمال":

"كل عناوين مجاميعي القصصية تعود بشكل دائري إلى عنوان سابق في الببليوغرافيا الإبداعية الإنسانية وكأن لا جديد تحت الشمس. ويتعزز هذا الموقف مع التقنيات السردية المشغلة لذات الغرض داخل كل أعمال المجموعة: فالمجموعة القصصية "في انتظار الصباح" تحيل بشكل ظاهر على مسرحية "في انتظار غودو"، والمجموعة القادمة "موسم الهجرة إلى أي مكان" تحيل بشكل آلي على رواية "موسم الهجرة إلى الشمال"... أعتقد ان ان الإنتباه لعتبات النص ضروري للغاية وإهماله كارثة بجميع المقاييس."
(في حوارأجرته معه جريد "العرب" الأردنية).

والمجموعة الجديدة،"موسم الهجرة إلى أي مكان"، تستمد إشعاعها من ستة عشر نصا قصصيا قصيرة كتبت ما بين 2003 و2006 ونشرت على صفحات جرائد ومجلات عربية في الداخل وفي المهجر:

طائر الربيع، لكل سماؤه، حفل راقص، الحاءات الثلاث، مدينة الحجاج بن يوسف الثقفي، فخامة السيد الرئيس الحبيب الحي ديما، تنمية، إخراج تافه لمشهد تافه، شيخوخة، جون جونيه: بين البحر والسجن والمقبرة، الرجل الأرنب، كلاب، يا ذاك الإنسان !، الحياة بالأقدمية، كاتب، موسم الهجرة إلى أي مكان.

وتتصدر المجموعة القصصية، "موسم الهجرة إلى أي مكان"، في طبعتها الانيقة ، شهادة للمؤلف عن تجربته القصصية وفلسفته في الكتابة ورهاناته الإبداعية. ومن قبسها نقرأ:

" مهمة القصة: إعادة تشكيل العالم وإعادة تفسيره وإعادة تجديد الرؤية وإعادة رسم المجرى للحرية والانطلاق والركض... لأن القصة القصيرة تبقى بحثا فنيا عن معنى الوجود وسعيا حثيثا للإمساك باللحظة المنفلتة وإيقاف الصور والذكريات الهاربة أبدا وتخليدها."


"القصة القصيرة هي مساحة إبداعية تشتغل على أداة واحدة بمسميات متعددة: التكثيف، الرمزية، التركيز، الإيجاز، الصورة الوظيفية... وهذا ما يجعلها قصيرة ورقيا ولكنها لا نهائية قرائيا. فعند الشروع في قراءة قصة قصيرة، يضيع القارئ في عوالمها تماما كما قد يضيع القاص المبتدئ في تدفقها ويفقد القدرة على التحكم في خيوطها...

القصة القصيرة مساحة صغيرة لإعادة تشكيل الحياة. ولذلك فالمهم هو توفر القاص على تجربة حياتية (=مادة الحكي) ورؤية للوجود (=وحدة الموضوع) ومهارة في السرد (=تمكن من أدوات السرد والوصف والحوار). "

"السائد، إذن، هو أن الأسلوب هو الرجل. لكنني أعتقد أن نصوصي ضد النمطية، ضد كل أشكال النمطية. فالنص هو ما يجب أن يحدد الشكل القصصي، أي أن يكون الشكل الفني منسجما ومضمون النص: ان يكون للنص هوية في ذاته، لا أن يكون الشكل دلالة على هوية خارجية هي هوية كاتبه.

التقنيات والطرائق الأسلوبية والسردية يجب أن تنبعث من رحم النص الإبداعي، لا أن تفرض عليه من الخارج. لكل نص شكله الخاص وأساليبه الخاصة وطرائقه الخاصة.

هذا عن الشكل النهائي للنص القصصي أما عن مسار تشكل النص، فيجب أن أعترف أنني أكتب ب"المجموعة القصصية" وليس بالنصوص الفردية المتفرقة. أفكر، أولا، في مبحث يتخذ شكل عنوان للمجموعة القصصية ثم تتفرع عناوين النصوص ثم تتناسل النصوص داخل مبحث واحد كان في مجموعتي القصصية الأولى " في انتظار الصباح " (2003) هو "الانتظار والفراغ والقلق الوجودي"، وفي مجموعتي القصصية الثانية " هكذا تكلمت سيدة المقام الأخضر" (2005) كان هو "العودة إلى البراءة"، وفي مجموعتي القصصية الثالثة "موسم الهجرة إلى أي مكان" (2006) كان هو الهجرة والتهجير بأشكالها الوجودية والشكلية، وفي مجموعتي القصصية القادمة "وراء كل عظيم أقزام" سيكون هو العلاقة بين الانبطاح والاستبداد ..."

"والقصة القصيرة، بنفسها القصير وميلها للتركيز والإيجاز والتكثيف والإيحائية، أتاحت لي هذه الفرصة: فرصة المساهمة في تغيير العالم... ولو على الورق !لكن ثمة أجناس إبداعية أخرى تنتظرني كالمسرح والمذكرات والرواية. فلقد بدأت حياتي الأدبية بكتابة مذكراتي في سن السادسة عشر من العمر قبل أن تستهويني قراءة الرواية والمسرح والشعر. أما القصة القصيرة فكانت مسك الختام. ولدي مخطوطات تنتظر النشر باللغتين العربية والإنجليزية في مجال المذكرات والسيرة الذاتية والرواية أهمها: "قيس وجولييت" وهي رواية باللغة الإنجليزية، و"بطاقة هوية" وهي سيرة ذاتية روائية، و "يوميات معلم في الأرياف" وهي مذكرات كتبت مابين 1993-1996 ... كما أنني أنشر بحوثا علمية في مجالات أسعى من خلالها تطوير رؤيتي الإبداعية وتوضيحها: دراسات في الأغنية، "رهانات الأغنية العربية"، ودراسات في العلامة و الرمز "الإسم المغربي وإرادة التفرد"، التي اعتبرت أول دراسة سيميائية للإسم الفردي العربي...

وأعتقد أن كتابا آخرين كانوا يراوحون بين الإبداع والتنظير مثل إ.م. فورستر ورولان بارت وجون بول سارتر وأمبرتو إيكو.... وأملي أن أساهم في بلورة مدرسة مغربية في القصة القصيرة وما ذلك بعسير."

والمجموعة القصصية الجديدة، ،"موسم الهجرة إلى أي مكان" للباحث والقاص المغربي محمد سعيد الريحاني، هي قيد الترجمة للغة الإنجليزية وستكون هدية للقارئ الأنغلوفوني ابتداء من ديسمبر 2006 .


موقع الناس     http://al-nnas.com/