الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 6/11/ 2009

 

الانشاء الصوري في خطاب العرض المسرحي العراقي
بين الديالكتيك والتنوع
(3)

سلام الاعرجي *

صلاح القصب نموذجا
لا شك ان البحث ليس ازاء موضوعة سلفية تقادمت تقادم الزمن, كما ان البحث لا يعني الشكل بمفهومه المادي الديالكتيكي , بل ثمة مناطق اشتغال حيوية - او هكذا نعتقد - تتحرك في جملة من التساؤلات حول آلية انتاج الصورة في الخطاب المسرحي كدال يمتد تاويلا من الثابت المعنياتي - الايقون - الى المشفر ترميزا , بمفهوم اخر , الصورة في خطاب العرض المسرحي العراقي حسرا : هل هي كيان رمزي ينشد التوحد على وفق تناقضية غرائبية تقتحم حقل التلقي متجاوزة تقاليديته بمتصلاتها الاحالية المخلخلة لمرجعيات الذاكرة ؟ هل هي تنامي تصعيدي يوازي البناء الصوري لخطاب الادب و يشكل تراكمه الازماتي حتى يبلغ ذروته فتاخذ في احد مراحلها فعل الصدمة الواخزة ام كما يسميها (كروتووسكي) التعادل بين الحقيقة الشخصية والحقيقة الشاملة ؟ وهل يمكن اعتبار المنتج الصوري في خطاب العرض المسرحي بنية خطاب العرض المكانية جراء ارتباطها بعلاقات المكان بمثلث الانتاج المعنياتي المكان بالتلقي , المكان بالممثل , المكان بالحدث ؟ وهل يمكن قراءتها على انها سردا ماديا حسيا لانهائيا في دلالاته ؟ وهل هي مجازية بلاغية تصدرية تحاكي مرجعياتها على وفق المتاح من تعددية معنياتية توفر عليها خطاب الادب والرؤية الاخراجية ؟ يعتقد الباحث ان ايما مقاربة قرائية لا بد لها من الخوض بحثا في ماهية البناء الصوري المنجز مسرحيا وعلى الوفق الاتي :
القصب وفي كل طروحاته يؤكد انه يمارس احلال شعر الفضاء وجمالياته محل لغة الشعر والحوار في خطاب العرض في ايهاب احتفالية طقسية شعائرية يكون التشكيل البصري لفضاء خطاب العرض, تشكل وتجسد مفهوم الخاص الحامل والمجسد لقوتين متنافيتين جدلا لذلك لابد لهذا الخاص ان يفضي الى المعنى العام اي الكلي الذي يقف خلفه مؤسسا علاقة صورية نموذجية تفضي فيما بعد الى الترميز ومتتاليات صورية , فمكون الصورة المادي - المدرك حسيا كما يريد له القصب - سيختفي وراءه المضمون الروحي / الاجتماعي فهو فعل سحري الا انه سيحقق تناسبا في جانبيه الطبيعي الحسي والاجتماعي الروحي وهذا ما يمكنه كلغة من اعادة أتصال الفرد بعالمه على وفق شرطية أستفهامية تهدم مرجعيات التلقي وقدراته التاويلية او تضيق أمامه ألسطح ألسياقي للمفردة ألملفوظة - حسب راي تودوروف - بالشكلية المادية المرئية , مدركات حسية , لتحرك ذائقته الحسية المعطلة , كرائحة البخور وأحالتها / الرسوم / جلود الحيوانات / المطفئة / الساعات بلاعقارب / العجلات الحديثة / شريط الذاكرة السينمائي / الاجساد المتورمة وأحالاتها , كل ذلك يؤسس مفهوما قرائيا في وعي المتلقي ألاأنه آني مثل زمن ألأحتفالية الطقسية ألشعائرية ما تنفك تبني أشكالها ألأفهامية ألاوتهدمها معنويا في وعي التلقي لتبقي منها ما تبقي من الحلم في الوعي ولاشك أنه ذو شكل مادي ظهر بماهية صورية متكاملة ألأبعاد ألا أنه منقوص مشوش في جوانبه ألأخرى لذلك يؤكد ( صلاح القصب ) ان ((ألأخراج المسرحي عملية أفتراضية لحلم نسيته)) . فالصورة تنطلق من ذلك ألتأمل وألخيال وهي بداع لاشعوري , أذا أن أقتران الحلم بالصورة في خطاب العرض أشارة جلية منه الى عمق الصورة الحلمية حيث يعيد أنتاجها ألاواعي بمنهجية لامنطقية فهو يعكس النشاط النفسي ألذاتي ويجعله قي صورة موضوعية لأن قدراتنا ألأدراكية تنظر الى نتاج مخيلتنا نظرتها الى أنطباعات حسية . أن صورة صلاح القصب الشكل الاكبر من الشكل كما الحلم تبطل سلطة الذات بحلميتها لتتحرر من زمكانية الحدث وتعيد انتاجه وفق خبرات نفسية صادقة جادة أوكما يقول ( فرويد ) أننا حين نحلم لانعتقد أننا نفكر بل نعتقد أننا نعيش , وعلى هذا الاساس يفترض في الخلية النصية العالم الخارجي ألذي يقاطع به أناه ويعترضها , أن رمزية الصورة عند صلاح القصب كيان رمزي ينشد التوحد على وفق تناقضية غرائبية تقتحم حقل التلقي متجاوزة تقاليديتة بمتصلاتها ألأحالية المخلخلة لمرجعيات ألذاكرة , فالتركيبة الصورية هي التي تحكم تكوين معاني الصور في نسق العرض المسرحي ذاته وتلعب المخيلة دورا أساسيا ففي هذا المسرح يكون الخيال رؤية شعرية للعالم فهو يحطم سور مدركاتنا العرفية .
 

¤ الانشاء الصوري في خطاب العرض المسرحي العراقي بين الديالكتيك والتنوع (2)
¤ الانشاء الصوري في خطاب العرض المسرحي العراقي بين الديالكتيك والتنوع (1)

 


* أستاذ مساعد دكتور .
أستاذ فلسفة الفن في كلية الاداب جامعة الكوفة
أستاذ الاخراج المسرحي في الفنون الجميلة جامعة بابل
سكرتير رابطة بابل للفنانين والكتاب /هولندا

 



 

free web counter