الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 13/10/ 2009

 

الانشاء الصوري في خطاب العرض المسرحي العراقي
بين الديالكتيك والتنوع
(1)

سلام الاعرجي *

لا شك ان البحث ليس ازاء موضوعة سلفية تقادمت تقادم الزمن, كما ان البحث لا يعني الشكل بمفهومه المادي الديالكتيكي , بل ثمة مناطق اشتغال حيوية - او هكذا نعتقد - تتحرك في جملة من التساؤلات حول آلية انتاج الصورة في الخطاب المسرحي كدال يمتد تاويلا من الثابت المعنياتي - الايقون - الى المشفر ترميزا , بمفهوم اخر , الصورة في خطاب العرض المسرحي العراقي حسرا : هل هي كيان رمزي ينشد التوحد على وفق تناقضية غرائبية تقتحم حقل التلقي متجاوزة تقاليديته بمتصلاتها الاحالية المخلخلة لمرجعيات الذاكرة ؟ هل هي تنامي تصعيدي يتوازي البناء الصوري لخطاب الادب و يشكل تراكمه الازماتي حتى يبلغ ذروته فتاخذ في احد مراحلها فعل الصدمة الواخزة ام كما يسميها (كروتووسكي) التعادل بين الحقيقة الشخصية والحقيقة الشاملة ؟ وهل يمكن اعتبار المنتج الصوري في خطاب العرض المسرحي بنية خطاب العرض المكانية جراء ارتباطها بعلاقات المكان بمثلث الانتاج المعنياتي المكان بالتلقي , المكان بالممثل , المكان بالحدث ؟ وهل يمكن قراءتها على انها سردا ماديا حسيا لانهائيا في دلالاته ؟ وهل هي مجازية بلاغية تصدرية تحاكي مرجعياتها على وفق المتاح من تعددية معنياتية توفر عليها خطاب الادب والرؤية الاخراجية ؟ يعتقد الباحث ان ايما مقاربة قرائية لا بد لها من الخوض بحثا في ماهية البناء الصوري المنجز مسرحيا /جيل الريادة وما بعد الريادة أنموذجا  .

اولا : سامي عبدالحميد الصورة القبلية -المابين - البعدية ( المسار والتجمع ) .
في عموم خطابات العرض المسرحي توفرة صورته على عوامل مشتركة تقربه من ( فريماص ) في مفهوم الصورة ( النواتية ) الاساسية للخطاب , المنطوية على امكانيات تعبيرية هائلة بالقوة وميسرة تحقيق مسارات معالمية في سياق الخطاب . ان خطابه المسرحي سردا صوريا ماديا حسيا لانهائيا في دلالاته يتوحد في اطار مقاوم للتنوع القسري الذي يفرضه جدله الكياني وعوالمه الدالة , صورة قبلية تتلمس منطقة اشتغالها على هدي فكرة قلقة , منطقة اشتغال تسمح بتجزءة الاصل الى تفرعاته , وتحيل التوحد نوعا من التشعب , منطقة خرق منتجة , مفتاحها فكرة يعيد بعدها قراءة خطابه - النص - حذفا , تاويلا , اضافة وتقديم ..الخ , رادا التفرعات الى اصلها والتشعب الى توحده مؤسسا وسائلية تعبيرية تنزع الى تحقيق معنى كلي في سردية صورية تجريدية الا انها تنتظم في أطار دلالي تكاملي بعد تراكم سردي جامع تؤسسه تلك المفردات البصرية والسمعية المضبوطة الحدود والخواص , تمنحه دالا معنياتيا في اطار وحدة زمكانية . ان التجريد السردي الصوري لم يكن اعتباطيا فهو مقابل خطابي حسي يشتغل على الحقل اللفظي الدلالي في النص وهذا بدوره يتوفر على تعددية معنياتية ينتقي ( سامي عبد الحميد ) أحد معانيها ليشتغل عليها مؤسسا لصورته سماتها الاولى ( الصورة التمثيلية ) وهي مسار سردي صوري يغادر تجريديته بترجمته للمنطوقات اللفظية الدلالية - المنظور الاسلوبي - للنص بمقابلات مسرحية تنجز ذلك التكوين البصري السمعي المنتج لتعددية قرائية في خطاب العرض يقحمها الاخراج عوالم عديدة الا انها في اطارين :- الفلسفي والوظيفي وربما احدهما في بعض الخطابات , فالحركة الدائرية ( حيرة / حيران ..في مسرحية المفتاح ) في مسار السرد الصوري تعني حيرة لانهائية الا انها تمتد في امكاناتها البعدية لتؤكد الأنغلاق والجهل , سر تلك المتاهة , اوصورة ( الانكا ) في الصورة القبلية والمابين في طقس العمل , تحيلهم الانارة الخلفية الى ظلال باهتة / أشباح متوحدة في طقس عملي / الصورة القبلية , والصورة المابين تعبر عن السلمية والمهادنة والامان , الا انها في الصورة البعدية ( التلقي ) تعني التوحد الفكري / الخندق الواحد / الانتماء الطبقي . ومن سمات صورته التمثيلية انها منتخبة وتأويلية , فهي منتخبة في احدى لحظات كينونتها وبما تتوفر عليه من دلالات خارج قصدية النص , ان صورة ( هملت ) التمثيلية تعبر عن جميع كياناته لأنها تحولها الى جملة من الافعال كما تجعل من (هملت) فاعلا يتحرك في أطارزمكانية يبدو فعله السردي التصويري شموليا في بنية الخطاب المسرحي - زمان / مكان / موضوع - لذلك فألتأويل أعادة صياغة وتركيب للصورة التمثيلية ل( هملت ), ويعيد لنا تأسيسها الجديد في ذهن المتلقي ويعبئها الاشعور الجمعي نتيجة لمرجعيات الملحقات المؤولة آنفة الذكر . والطقسية من سماتها وهي صورة الموجود المادي - بصري , سمعي - وأحالاتها المشتركة الظاهرية والمرجعية والاثر اللذي تحققه عند المتلقي وهي تسعى الى أيداع الحدث سياقه التاريخي في بيئة لا تحمل ألا السمات النوعية للمكان , القفص الحديدي في ( بيت برناردا البا ) هو .. الصلابة / الهيمنة / العزلة القسرية - بدلالة الباب - هو الحرية المستلبة , فضلا عن تأثيرات مادة الحديد ذاتها او ما يمكن ان يحققه التناغم من طقسية احتفالية لمجموعة متداخلة من الملحقات والايماءات والاصوات والموسيقى والرقص والاقنعة في ( احتفال تهريجي للسود / أصطياد الشمس ) , الحرف المسماري / اللوحات السومرية البابلية المستوحاة من الاسطورة التي وشم بها الصالة ومنصة العرض لأشراك التلقي , تلك الاحتفالية الطقسية ( كلكامش ) , الاجساد السود / الرقص الايقاعي الافريقي / الحفر الوسيطة كأنها المذبح +المسرح الدائري كأنه الدوامة الازلية في أحتفال تهريجي للسود . أنها صور تستفز العقل وتثير الفهم بدلا من الخوف والشفقة وتحرر الوعي عبر تغريب الوقائع في أطار التلقي , الصورة القبلية / المابين / البعدية . ان الصورة المابين منجز مادي حسي مقروء في سردية خطاب العرض حاضر الا انه مغترب ,لأنه ماضي مستعار يؤكد اغترابه في اتجاهين , اللحظة التاريخية / لحظة التلقي , آن ماضي / زمن صفري - التي ستنزاح الى رؤية قرائية ( اللحظة البعدية ) لتصبح المعادلة آن ماض / آن صفري / آن مستقبلي , اي ان قراءة المتلقي ستقع على المابين موازنة بين القبلية كمرجع / والبعدية كتأويل , كلكامش : الخلود في السياق التاريخي مابين / آن ماض . المابين / سؤال يتحرك في عمر الزمن من آن الى آن صفري : لحظة التلقي الخلود ... ماذا ؟ (من الحسية المادية الى الصورة الذهنية , التأويل) المرايا في ثورة الزنج جدل الاضداد - تغريب . المرايا / التصالب / التهشيم / المرايا تنعكس عن بعضها البعض , لامألوف / رمز للقوى الثورية , المفروض ان تنعكس عن الواقع الا انها تنعكس في تقابلها عن بعضها البعض / لامألوف . التصالب والتعامد رموز استشهادية ( تقرأ قبورا وشواخص ) / تغريب ذاتي في داخل الصورة مألوف كرمز , التهشم حالة سائدة اي عملية التوحد في التهشم / لامألوف . فأصبحت الصورة ( لامألوف / مألوف / لامألوف ) اي أستلاب ..استلاب الاستلاب ..استلاب ايجابي , رفع الاغتراب = تحرير وعي المتلقي , معادلة ديالكتيكية .

 


* أستاذ مساعد دكتور .
أستاذ فلسفة الفن في كلية الاداب جامعة الكوفة
أستاذ الاخراج المسرحي في الفنون الجميلة جامعة بابل
سكرتير رابطة بابل للفنانين والكتاب /هولندا

 



 

free web counter