|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  7  / 2 / 2016                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 


 

يونان هوزايا
وسام على صدر الوطن

د. أمير يوسف
(موقع الناس)

أصافح بحرارة جميع أفراد عائلتك وأهلك وذويك وجميع الذين يعرفوك ويحبّوك، وليقبلوني
معهم في كل ما يحصل لهم.


حبّذا إنساناً يونان، حبّذا أديباً يونان
سيظلُّ هذا القلب ينبض في كلِّ زمان

كرزيز الرعد في السماء تجلجل الأجراس في كل مكان، ما بين الزُّلفة والسَحَر وتحت ضوء القمر تنتشر موجات أثيريَّة عبر أشجار الفواكه في زاخو والنخيل في البصرة فيضطرب الزمان ويجتذل المكان.

أنت السماء المدرار، تعمُّ الأرض بالجَود وتغيثها. أنت النوفل والهمهام، رجل بعيد الشأو، طيِّب الطبيعة والخُلُق، جيِّد الكلام فصيحه. أنت من ذوي الألباب ومن أهل الرفعة والمروءة والشرف في قومك، أنت الرجل الذي لم يرض إلّا أن يمشي في مدرج الحقِّ، فاقتحم العقبة وعلا في الأرض وتوقَّل في الجبل.

ما بين الصبح والمساء وما بين أحلام الفراشات على الأرض و النجوم الوسنة في العلياء تترتَّب الحروف تباعاً بانسيابيَّة لغوية معبِّرة لتتخمَّر ما بين الألف والياء. وتبدأ صناعة الكلمات لبثِّ الأمل في نفس الإنسان. بلِّط، أيهاالحبيب، بألواح كلماتك، وعبِّد درب التبّانة حين تكون السماء في رقص وغناء لتضيف نوراً إلى نور. واجعل في المقدمة قواميس وكتب وأشعار وفي الفكر كلمات حبٍّ لبني قومك، ثم رتِّب حروف اسمك وساماً على صدر الوطن وسلاماً داخلياً للفقراء، ورَ الناس كيف يكون فنُّ الكلام والبناء.

أخي يونان!
أنت تبغي التوازن الكامل: توازن بين جميع عناصر ما ترغب فيه لأنًّك حقّاً تريده وتحبُّه، وكذلك جميع عناصر ما ترغب عنه لأنَّك تعرض عنه وتتركه، وأيضاً ما ترغب به عن غيره لأنَّك تفضِّله على غيره. هذا التوازن هو التفكُّر والتدبُّر، فتعمُّقك في التفكُّر يجعلك قادرا وبكفاءة على التدبُّر في الأمور على نحو مميَّز، وذلك هو ما تمليه عليك حياتك. إنَّها حياة مطمئنَّة، سمحة، راضية ومتفائلة، إنَّها سرُّ محبَّة الناس لك.

يظلُّ جزعك على أبناء شعبك أكبر من آلام الحاضر وأعلى من آمال المستقبل وأعمق من تقاسيم الجغرافيا وتقسيماتها. وتبدأ لتحقِّق ما في النفس على أرض الواقع، فتتَّخذ مبدأ الغيريَّة نهجا أساسيَّا في حياتك وأنت تعرف جوهر الحقيقة البسيطة، وهو أنَّك ستنعم بالسعادة القصوى حينما تقدِّم جهدك ونفسك لأجل بلوغ عناصر الهدف الأسمى: الإنسان، الحب، الجمال والأرض. أنت تعشق العمل لخير الناس كي تخلِّصهم من فقرهم الكبير – الجهل، لأنَّك تعرف جيِّداً أنّ لا غنى أعزُّ من غنى العقل.

يأخذك الحنين و ينأى بك، في كلِّ لحظة، إلى الأرض الواقعة ما بين العقل والقلب وما بين أمنيات الأرامل وأحلام الأطفال اليتامى.

أنت لست تفتأ تتذكَّر أحزانك بسبب ما يعلق بذاتك من أمور غير يسيرة تخص شعبك. نعم، تصدر كركرة من صدرك وأنت ترى بني قومك وقد تفرَّقوا، فتنهض من غير أن تفكِّر في صفاء وجهك في هذا الزمن الأكدر وتعمل لتأتي بما لا يكون إلا جامعا، موحِّدا، يبني الأمَّة ويجعلها تقف على قدميها. تعمل وأنت متيقِّن من أنَّ الأحزان لن تنقضي ما لم تتنفَّس الأرض بحريَّة وتدخل السعادة إلى نفس الإنسان، وبكلِّ ذلك تصير نفسك موضعاً تُحرَز فيه آلام الإنسان وآماله وأحلامه. ما أحرزه من موضع!

أخي يونان!
أنت رجل حسن الصحبة، معطاء، فيَّاض. تحترف صناعة الكلمة فتستحيل الى رجل تكلام، كلامك يفرح ولا يشجي ويتملَّك قلب السامع ولا ينفر، لأن كلَّ ما تكتبه رقيق الحواشي.

ما برحت زاخو تفرح بالتماثل في مطارحتك العصافير الكلام والشعر أمام تلالها وتفرح بالتباين الطبيعيّ ما بين جسر دلي ودلالي والصخور المنتشرة حواليه.

في وسن النجوم في العلياء وما بين السحر والصبح ينتقل الدفء الإنسانيُّ الهادئ بسرعة الى حيث يقوده الزمن.

يا مملكة الكَلِم
يا رمز العطاء
أنت وسام على صدر الوطن
أنت في سلام سرمديّ
أنت رجل خليق بالإكرام



شباط / 2016



 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter