|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  6  / 12 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

سقوط الأقنعة واللعب على المكشوف

فاضل ثامر
(موقع الناس)

بعد سقوط الكثير من الاقنعة عن بعض الإعلاميين والكتاب الذين انبروا للدفاع عن الإرهاب ورموزه وطباليه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح البعض يلعب على المكشوف. وسأكتفي اليوم بانموذج واحد فقط، كنت أعدّه معتدلا ومتوازنا هو الإعلامي سلام الشماع، الذي نشر أكثر من مداخلة حول ما أثير حول الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، ولكني سأتناول الآن مقالا واحدا محددا نشره له موقع "قريش" والذي يحمل تعريفا خاصا بالموقع هو "جريدة عربية تصدر في لندن"، تحت عنوان : "فاضل ثامر يجعل المعركة مفتوحة مع عبد الرزاق عبد الواحد بعد رحيله".

وكما هو واضح فالإعلامي والكاتب سلام الشماع يتخلى عن موضوعيته وينبري وبشكل مكشوف للدفاع عن فصيل من فصائل العنف والطائفية هو جيش الطريقة النقشبندية، أحد أجنحة داعش وشريكه في تدنيس تراب الموصل وبقية المحافظات العراقية.

ولا يكتفي الشماع بذلك فهو يصف الدكتاتور المقبور بـ "الرئيس الراحل صدام حسين"، ويدافع عن حروب الطاغية المجنونة التي قادت البلاد إلى سلسلة من الكوارث الوطنية والإقليمية، منها جريمة غزو دولة عربية شقيقة مسالمة هي الكويت، فضلا عن عدوانه على الجارة إيران زاعما ان العراق – وبشكل أدق طاغيته – كان معتدى عليه وفي حالة دفاع عن النفس اذ يقول: "فهو (فاضل ثامر) متطابق في طرحه مع طروحات هذه الجهات عندما ينكر على العراق حقه في الدفاع عن نفسه أمام المطامع الأجنبية ويسميها حروبا مجنونة، ملقيا اللوم والمسؤولية على العراق في شنها، في حين ان الوقائع والوثائق والحقائق تؤكد ان العراق كان معتدى عليه"، ويحاول سلام الشماع الدفاع عن كتابة الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد نشيدا لجيش الطريقة النقشبندية الذي يزعم فيه انه "ليس فصيلا تابعا لداعش".

بهذه الطريقة – وهو ليس وحيدا في هذا المجال – يلعب سلام الشماع على المكشوف في الدفاع عن رموز العنف والاستبداد ويمنحها صفة "المقاومة" التي تتبرأ منها، ويكفي ان أذكر الكاتب والقراء المنصفين ببعض الحقائق عن ما يسمى بـ "جيش الطريقة النقشبندية" الذي أسسه عزة الدوري، أمين سر حزب البعث المنحل عام 2006 ليكون الذراع العسكري لحزبه والذي شارك في الكثير من الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد الشعب العراقي، وكان يضع في مقدمة أهدافه إسقاط العملية السياسية والعودة بالعراق إلى نظام الحزب الواحد الفاشي والشمولي الذي مثلته تجربة حزب البعث طيلة خمسة وثلاثين سنة مظلمة في تاريخ العراق. ويتذكر جميع العراقيين بالصوت والصورة خطاب عزة الدوري المخزي بعد احتلال داعش للموصل الذي حيّى فيه عصابات داعش والقاعدة ورجال الطريقة النقشبندية، ومنذ ذلك الحين أصبح جيش الطريقة النقشبندية ذيلا صغيرا تابعا لداعش، بعد ان مرّغ عزة الدوري بالوحل ما تبقى من سمعة البعث المزعومة بانتمائها إلى العلمانية، ونحن لا نفتري على احد إنما نحتكم إلى بيانات هذا "الجيش" في موقعه الرسمي ومنها الوثيقة الرسمية التي صدرت عام 2014 حول حواره مع الإدارة الأمريكية والتي تضمنت شروطا معينة لإقامة مثل هذا الحوار، منها تجريم "الائتلاف الوطني" بكامله ومحاكمته ولم تتضمن المذكرة أية إدانة لداعش وجرائمه لان هذا "الجيش" ببساطة جزء منه، فقد ورد في الفقرة الثالثة من تلك المذكرة ما يلي:

"ثالثا: إدراج ما يسمى بـ "التحالف الوطني" الطائفي العنصري العميل بكل أجزائه وكتله وشخصياته ومنظماته وميليشياته ومؤسساته على لائحة الإرهاب الدولي وبقرار من مجلس الأمن الدولي واعتباره منظمة إرهابية، ارتكبت ولا زالت ترتكب جرائم حرب"، ليس هذا فحسب بل ان الفقرة الرابعة من المذكرة تدعو إلى ملاحقة التحالف الوطني قضائيا :

"رابعا: ملاحقة ما يسمى بـ (التحالف الوطني) العنصري العميل قضائيا، وفرض عقوبات اقتصادية وقانونية جنائية ضد التحالف الوطني بكل مؤسساته وأحزابه وكتله وشخصياته ومنظماته وميليشياته، والجماعات والمنظمات والدول المحرضة والداعمة والراعية له وإحالتهم إلى المحاكم الدولية.

هذا هو "الحمل الوديع" الذي يدافع عنه السيد سلام الشماع وينفي صلته بداعش والذي يخاطب الإدارة الأمريكية ويغازلها، وهو الذي أقام مجده وسمعته على مزاعم محاربة هذه الإدارة واحتلالها تحت لافتة "المقاومة" المزيفة.

اما حشد الأكاذيب والأقاويل المفبركة ضدي شخصيا، فهي لا تستحق الرد لأنها متهافتة ومزيفة ولا تنطلي على احد، وهي كما يبدو تنطلق من القاعدة (الغوبلزية) في الإعلام النازي والتي تقول: "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس".

ونحن نقول لهم: حبل الكذب قصير، وهيهات ان تعود "أمجادكم" التي ذهبت إلى مزبلة التاريخ، وستظل أحلامكم المريضة بالعودة إلى السلطة في العراق مرة أخرى مثل حلم إبليس بالجنة.

ونقولها لكل قوى الإرهاب والتكفير والعنف بصوتٍ عالٍ وبكل اللغات: "لن تمروا".
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter