|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  6  / 12 / 2014                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

أمسية لثقافة الحوار وتقبل الرأي الاخر

نبيل رومايا *
Nabil_roumayah@yahoo.com

مرثف - مشيكان:

عبر إدوارد تايلور (1832-1917)، العالم الأنثروبولوجي البريطاني عن الثقافة بأنها "هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع". وتأتي ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر، في سياق التطلع إلى فضاء مشترك من الحرية عبر المجتمع المدني.

والمثقفون عادة سباقون إلى فتح الحوار والشروع في نقد الواقع القائم بأدواتهم الابداعية الخاصة بهم والتي تعزز إمكانية الانتقال من "الثقافة الجماهيرية التسلطية" الى ثقافة مدنية، أو ثقافة ديمقراطية حوارية.

والمقصود بثقافة الحوار هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، مما يسهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين المجاميع والشعوب والأجيال. ويتم التوصل الى ذلك عن طريق عمليتين رئيسيتين وهما التحدث والاستماع.

ولعكس هذه الافكار جماهيرا اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون يوم 4 كانون1\نوفمبر 2014 امسية بعنوان ثقافة الحوار وتقبل الرأي الاخر في ولاية مشيكان الامريكية.

وابتدأت الامسية بعرض فلم حول الاختلافات والصراع في المقابلات التلفزيونية والتي تنتهي الى الضرب والملاكمة ورمي الاحذية من الجانبين.

وبعدها افتتح الامسية الدكتور علاء يحيى فائق وبأسلوبه المشوق اعطى نبذة عن منتدى الرافدين للثقافة والفنون، وقدم المتحدثين عارضا خطوطا عامة للأمسية واهدافها.

وقدم الدكتور راضي عبد النبي مساهمته في الامسية والتي تحدث فيها عن المحاور التالية :

تعريف الحوار: هو اي نقاش بين شخصين أو أكثر له موضوع محدد و يأخذ الحوار طابع النقاش البناء والمثمر عندها يطغى عليه الهدوء والبعد عن التزمت.

أهداف الحوار: الهدف والغاية الرئيسية من الحوار هي محاولة كل طرف من اطراف الحوار (الطرفين المتناظرين) إقناع المجادل من الطرف الاخر بصحة موقفه من القضية قيد الخلاف. إيجاد حلول وسطية (عن طريق التنازل المتبادل) ترضي جميع الأطراف.

قواعد الحوار: الإسماع للطرف الأخر، مناقشة الفكرة وليس حاملها، فشل الدفاع عن الفكرة ليس فشل لحاملها، الاقتناع بفكرة لا يعني امكانية الدفاع عنها، اذا اقتنعت بفكرة فطبقها، لا رابح ولا خاسر في الحوار المنطقي.

الاختلاف : نختلف ولا نتعادى، نختلف ولا نتحارب.

ثم جاء دور الدكتورة ليلى وجيه عبد الغني والتي تحدثت كعادتها من القلب حول هذا الموضوع الصعب مركزة على المحاور التالية :

- التباين في الرأي ليس خلافا، وممكن ان يكون وسيلة لتعلم اراء وافكار جديدة.
- التركيز يجب ان يكون على موضوع النقاش وليس صاحب الرأي.
- يجب ان نفهم ان لكل منا شخصية مختلفة وتجارب مختلفة واراء مختلفة.
- الدين لله والوطن للجميع، ولا أدري لماذا يجب ان ندين جميعا بدين واحد... أيام الخير لم نسأل عن دين او مذهب احد من اصدقائنا، كنا نعيش بسلام.
- يجب ان نواجه الجهل والامية بالمعرفة والثقافة، والتعصب بالحب والتسامح.
- اي وطن هذا الذي تصبح فيه القبيلة والعشيرة ميزان تقييم الانسان وليس الثقافة والعلم
- اي وطن هذا الذي تباع فيه النساء، ويرتبط فيه شرفهن بالنقاب، وتسن فيه قوانين للزواج من طفلة.
- سلاما على وطن استشهد من اجله المسلم الشيعي والسني والمسيحي والكلداني والصابئي والأيزيدي والكردي والعربي، واليوم يقتل فيه كل شعبه.
- سلاما على وطن كان مركزا للثقافة والفنون واصبح مركزا للقتل والتفجير.

ثم انهت الدكتورة ليلى وجيه عبد الغني مساهمتها بقراءة من رسالة جبران خليل جبران والتي مطلعها:

"أنا لبناني ولي فخر بذلك
ولست عثماني ولي فخر بذلك
لي وطن اعتز بمحاسنه
ولي امة اتباهى بمأثرها
وليس لي دولة انتمي اليها واحتمي بها
".

وشارك عدد كبير من الحضور بمداخلات وتساؤلات اغنت الامسية واعطتها ابعادا اخرى.

وحضر الامسية نخبة من المهتمين والمتابعين للثقافة والادب ومن ممثلي منظمات الجالية العراقية. وجرى تغطيتها من قبل اجهزة الاعلام والصحف المحلية كان من بينها الفضائية العراقية وفضائية هنا بغداد واخرون. وصورها الاعلامي هيثم الدفاعي، وجرى عرض مجموعة من الافلام التي عكست عنوان الامسية.

فالشكر الجزيل لكل الذين شاركوا وحضروا نشاط منتدى الرافدين للثقافة والفنون.

للمزيد
http://www.iraqimfac.com/mod_global.php?mod=news&modfile=gallery&itemid=31618

منتدى الرافدين للثقافة والفنون

 

* اكاديمي وناشط مدني عراقي


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter