|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  5  / 12 / 2015                                                                                                     أرشيف المقالات

 
 

 

ابو احلام والحلم العراقي في مالمو

عباس العكيلي
(موقع الناس)

بعيدا عن التنظير , والكلام السياسي العام , قدم الناشط السياسي العراقي الاستاذ جاسم الحلفي يوم 5 / 12 / 2015 محاضرة على قاعة الجمعية الثقافية العراقية في مالمو السويدية الساعة الثانية عشرة ظهرا , لكونه على موعد أخر لإلقائها ثانية في الساعة الخامسة عصرا في مدينة لوند التي تبعد عشرين كيلومترا عن مالمو . وقد استعرض فيها طبيعة الحراك الجماهيري والتظاهرات في بغداد وباقي انحاء العراق , واكد على الطبيعة السلمية لهذا الحراك , وكونه فاعلية حركة لا ترتهن الى رغبة قيادة معينه , وليس فاعلية احزاب تنظمها قرارات هرمية لقيادة سياسية محددة . ونتيجة الصفة الوطنية العامة وطابع التنوع الاجتماعي رفعت شعارات كثيرة , ولكنها تنحصر تحت ثلاثة مطالب تم الاتفاق عليها , وهي مكافحة الفساد , والنهوض بالخدمات , وإصلاح العملية السياسية وانتشالها من المحاصصة الطائفية والقومية .

هذا التفهم الذي حدد سقف الشعارات المطلبية والسياسية , والتوافق الشعبي في الحفاظ على التنظيم الافقي للتحشيد بعيدا عن الارادة التسلطية للقيادات الحزبية وبالذات الاحزاب المتنفذة التي حاولت ركوب الموجة , هو الذي منحها القوة والاستمرارية والتنوع , فتجد العلماني واليساري والقومي والدّين معا وبالذات في تردديهم لشعار " باسم الدين باكَونه الحرامية ". وفي تعليق لأحد رجال الدين على هذا الشعار قال : انه يدافع عن الدين بإخلاص . وطيلة الثلاثة ساعات التي استغرقتها المحاضرة والنقاش الذي تبعها كان الجميع مشدودا للمناقشة الحرة والشواهد الكثيرة التي استعان بها المحاضر.

منذ بداية الحراك الشعبي الاخير لم يرفع الشيوعيون اي شعار او رمز يؤشر لحزبهم , منعا من ان تفهم على انها دعاية , او قد تفسر بما هو اكثر من ان الشيوعيين يريدون مصادرة الاحتجاجات لاسمهم , والاهم هو تنمية الشعور بوحدة المصالح الوطنية المشتركة . وليس بعيدا عن هذا الالتزام , ورغم ان اغلب الموجودين من الشيوعيين وأصدقائهم , فقد طلب جاسم الحلفي ان يتم تقديمه في بداية المحاضرة بصفة ناشط سياسي وليس عضو مكتب سياسي في الحزب . وهذا ليس بعيدا عن احساسه ولا بعيدا عن ادراك الحزب حينما رشحه للانتخابات البرلمانية السابقة عن بغداد , ورغم عدم فوزه والجميع يعرف الغبن الذي لحق بالكثير من المرشحين نتيجة عدم نزاهة الانتخابات سواء بقانونها او بإجراءاتها التنفيذية , الا انها تحيلنا الى وعي الشيوعيين بمستلزمات ما يتطلبه الرفيق المرشح , فجاء ترشيح ( ابو احلام ) جاسم الحلفي الذي عرف بنشاطه الجماهيري منذ بداية التغيير ولحد الآن .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter